اتهمت حركة متمردة في دارفور الاحد ميليشيا على صلة بالحكومة السودانية بنصب الكمين السبت لقوة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام والذي ادى الى مقتل سبعة من جنود هذه القوة وجرح 17 اخرين. وقال المتحدث باسم حركة تحرير السودان جناح مني مناوي عبد الله مرسال لوكالة فرانس برس "ليس لدينا شك بان من قامت بهذا ميليشيا حكومية لان الميليشيات الحكومية تنتشر بكثافة في خور ابشي، وهذه المنطقة بالكامل تحت سيطرة الحكومة". في المقابل، اتهمت الخارجية السودانية التي دانت الهجوم متمردي جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور بشن الهجوم. لكن عبد الواحد محمد نور، على غرار مرسال، اتهم "اجهزة الاستخبارات والميلشيات" الموالية للحكومة بنصب الكمين للقوات الاممية. بدوره، قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم لفرانس برس ان "الميليشيات التابعة للحكومة هي من قامت بهذا وخاصة ان الهجوم وقع في منطقة تحت سيطرة الحكومة، اضافة لذلك فهذه الميليشيا تحمل سلاح الحكومة وتستخدم الياتها اي ان هؤلاء الجنود تم الهجوم عليهم بسلاح الحكومة السودانية". واعلنت البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) انها تعرضت لكمين من مجموعة مسلحة كبيرة مجهولة السبت على بعد 25 كلم من معسكر البعثة بمنطقة خور ابشي شمال عاصمة ولاية جنوب دارفور نيالى. وقتل سبعة من الجنود التنزانيين الذين يعملون في قوات حفظ السلام كما جرح 17 جنديا اخرون وافراد من شرطة اليوناميد، في هجوم هو الاسوأ الذي تتعرض له اليوناميد منذ بدء عملياتها قبل خمس سنوات. ودانت مفوضية الاتحاد الافريقي الهجوم. وقالت رئيسة المفوضية نكزونا زوما في بيان "ليس هناك من سبب ان يخسر اناس من خارج السودان ارواحهم وهم يتطوعون لاعادة السلام في السودان في هجوم كهذا". واضاف البيان "تدعو رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي الحكومة السودانية لاتخاذ كل الخطوات المهمة من اجل القبض على المجرمين وجلبهم للعدالة ليلقوا جزاءهم على جريمتهم". ويقاتل متمردون الحكومة السودانية منذ عشرة اعوام في الاقليم الواقع اقصى غرب السودان. لكن اليوناميد تؤكد ان النزاع بين القبائل على خلفية عرقية مسؤول عن اسوأ احداث العنف التي وقعت في الاقليم هذا العام. واتهم خبراء تابعون للامم المتحدة وناشطون حقوقيون وزعماء قبليون القوات الامنية بالتورط في القتال القبلي هذا العام. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن غضبه الشديد من "الهجوم الشنيع" ودعا الخرطوم الى اتخاذ خطوات سريعة من اجل تقديم الجناة للعدالة. واعتادت الاممالمتحدة على اطلاق مثل هذا النداء للحكومة السودانية كلما تعرض اصحاب القبعات الزرق لهجوم. وقال مصدر بالاممالمتحدة طالبا عدم كشف اسمه "لم يتم محاسبة اي شخص في البلاد من جراء قتله افراد حفظ السلام". وقبل هجوم السبت قتل خمسون من افراد قوات حفظ السلام (يوناميد) منذ بدء مهمتها في دارفور، كما قتل ستة منهم في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وقال وزير خارجية كندا جون بيرد ان الهجوم "مستهجن" واكد قلق بلاده من تدهور الاوضاع الامنية في دارفور والسودان. وتقدر الاممالمتحدة عدد الذين فروا من قراهم جراء احداث العنف هذا العام ب 300 الف شخص، وهو عدد يفوق عدد الذين تركوا قراهم في الاقليم خلال العامين الاخيرين. وفي نيسان/ابريل الماضي قتل احد الجنود النيجيريين في قوات حفظ السلام وجرح اثنان اخران قرب معسكرهم شرق مدينة نيالى. وقال تقرير لخبراء الاممالمتحدة مطلع هذا العام ان افراد ميليشيا كانت تقاتل سابقا الى جانب الحكومة احيانا، تعبر عن انتهاء صلتها بالحكومة عبر شن هجمات على يوناميد افرادا ومنشآت. ورفضت حركة مناوي وحركات تمرد اخرى رئيسية اتفاق السلام الذي وقعه تحالف حركات منشقة عنها مع الخرطوم قبل عامين. وادلت يوناميد بمعلومات قليلة حول الهجوم وقالت "الدورية تعرضت لاطلاق نار كثيف حتى وصلت تعزيزات تمكنت من اانقاذ الفريق". وقالت ان الهجوم وقع ليمنع البعثة من تقييم الاوضاع في منطقة اشارت تقارير الى وقوع اعمال عنف فيها. واليوناميد اكبر بعثة حفظ سلام في العالم مؤلفة من 20 الف جندي وشرطي ومفوضة حماية المدنيين.