دعا رئيس اتحاد العلماء المسلمين يوسف القرضاوي السبت دول العالم الى "الوقوف بقوة ضد ما يحدث في مصر"، في موقف اعتبره سياسيون مصريون الاحد دعوة الى التدخل الاجنبي في البلاد. وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاحد بما وصفها ب"المجازر البشعة التي حدثت في ميادين مصر" في اشارة خصوصا الى مقتل اكثر من 70 شخصا من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي السبت، وحمل "قادة الانقلاب" مسؤوليتها. وهاجم عدد من السياسيين المصريين تصريحات القرضاوي التي حرض فيها عددا من دول العالم على التدخل في شؤون مصر للجهاد في سبيل ما أسماها ب"عودة الشرعية" وانتقد فيها شيخ الأزهر. ودعا القرضاوي المصري الأصل والقطري الجنسية في بيان ارسله لقناة الجزيرة القطرية الجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وشعوب العالم إلى الوقوف بقوة ضد ما يحدث في مصر. كما دعا قادة الدول العربية إلى وقف دعم "قادة الانقلاب في مصر وألا يلوثوا أيديهم بدماء الأبرياء". ووجه خطابه إلى زعماء السعودية قائلا إن "المئات يقتلون بملياراتكم". وانهالت ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة لتصريحات القرضاوي "التي تجرد مصر من استقلاليتها في اتخاذ قرارها وقدرتها على تحديد مصيرها بنفسها". واعتبر طارق الخولي مؤسس حزب 6 أبريل أن تصريحات القرضاوي "دعوة صريحة إلى الحرب الأهلية وإلقاء مصر في نفق مظلم من الصراعات الداخلية والدفع باتجاه سيناريو سوريا". وذكر الخولي أن تصريحات القرضاوي بدعوة الشعوب العربية للوقوف ضد ما يحدث في مصر تغذي فكرة المواجهات الداخلية، وتدعو جنسيات أخرى من الجهاديين للحرب في مصر مثلما يحدث في سوريا لإحداث مجازر في البلاد. واكدت مي وهبة العضو المؤسس بحملة "تمرد"، "أن الله سيحاسب القرضاوي على دعوات التدخل الأجنبي في الشؤون المصرية". واستنكرت وهبة استقواء داعية اسلامي بالغرب، واعتبرته "يؤذن بموسم تساقط الأقنعة عن المتسألمين الذين يعنيهم الحفاظ على المناصب بالدرجة الاولى". وأدانت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية دعوة القرضاوي، المحرضة على ممارسة العنف ضد المصريين، مطالبة بمحاسبته بالقانون، قائلة ان"تلك التصريحات تؤكد أن الجماعة ومن يدعمها إرهابيون يدعون إلى العنف". واعتبر سياسيون وحقوقيون تصريحات القرضاوي تحريضا على الفتنة خصوصا وان الشعب المصري الذي اختار بارادته ان يزيح الاخوان من خارطة الحكم يعيش ظروفا امنية هشة في ظل استماتة انصار الاخوان في الدفاع عن "شرعيتهم" الواهية بالدم. واكدت السلطات الجديدة في مصر الاحد اصرارها على التعامل بحسم مع انصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين ما يزالون في حالة تعبئة غداة مقتل 72 شخصا في اشتباكات بينهم وبين الشرطة السبت. وانتقد القرضاوي في بيان ارسله للجزيرة شيخ الأزهر أحمد الطيب، مطالبا إياه "بمراجعة نفسه في دعمه للانقلاب وقتل الأبرياء". وجاء في بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ من الدوحة مقرا انه "يندد بهذه المجازر البشعة التي وقعت لهؤلاء المتظاهرين المسالمين المدافعين عن الشرعية، ويحمل قادة الانقلاب، ومن تعاون معهم، ومن أيّدهم، مسؤولية هذه المجازر أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ والأجيال اللاحقة". وفي رد على التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر الجمعة الماضي استجابة لدعوة الفريق اول عبد الفتاح السيسي لمنحه "تفويضا" لمحاربة الارهاب، اعتبر البيان هذا "التفويض باطل شرعاً وقانوناً وعرفاً"، وتساءل "كيف وغالبية الشعب المصري متظاهرون لتأييد الشرعية في القاهرة بمعظم ميادينها والإسكندرية وبقية المحافظات المصرية ولم يتظاهر تأييداً للفريق أول سيسي إلا من في التحرير، والاتحادية، وعدد قليل في محافظتين فقط؟" بحسب البيان. وجدد الاتحاد دعوة "قادة الدول الاسلامية والعربية بأن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الله تعالى، ثم أمام التاريخ، والأجيال، بالتدخل الايجابي السريع لوقف هذه المجازر، وتحقيق مصالحة شاملة مشرفة لا يهضم فيها حق أحد، ويحافظ على أمن مصر الذي هو من أمن أمتنا الاسلامية والعربية". واعتبر سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع المصري ان تباكي القرضاوي وهجومه على شيخ الأزهر محاولة منه لقلب الحقائق، مؤكدا أن ذلك لن يؤثر في قيمة أحمد الطيب. وشدد محمود العلايلي القيادي بجبهة الإنقاذ، على إنه لا يجب الالتفات لتصريحات القرضاوي، مستنكرا هجومه على شيخ الأزهر. وأوضح العلايلي ان الازهر المرجعية الإسلامية لمصر ولا يجب المساس بها مهما كان، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لجر البلاد نحو الحرب الأهلية. ويكرر القرضاوي المطالبة باعادة محمد مرسي الى الرئاسة. وكانت سحبت من القرضاوي جنسيته المصرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر لانتمائه الى جماعة الاخوان المسلمين وحصل لاحقا على الجنسية القطرية ويقيم في الدوحة.