وفي ازقة مقال لذيذ نجد الرجل يحكي كيف ان الميرغني يقدم لقرنق فاروق احمد آدم - الذي تحول من الجبهة الاسلامية - الي حزب الميرغني بقوله. : يا دكتور .. فاروق ولدنا .. كان من قيادات الجبهة الاسلامية .. هداه الله وانضم الينا في الاتحادي الديمقراطي. وقرنق يقول: يا مولانا .. اسأل الله ان يكمل هدايته وينضم الي الحركة الشعبية. وقرنق لم يخطر له ابداً ان الدعوة (المبروكة) هناك سوف تصيب الترابي ذاته .. فلا يقطع الزمان خطوات حتى ينضم الترابي نفسه جندياً مخلصاً للحركة الشعبية .. يطلق ناسه الرصاص على المسلمين في الخرطوم في صندوق جيش الحركة. والحديث هذا يفتح سيرته قدوم ونشاط حسن برقو .. الذي يعتبر من قيادات (تشاد في صفوف المؤتمر الوطني) .. وتشاد تدعم خليل وتمرد الغرب.. وفرنسا تدعم تشاد. وفرنساوبرقو وتشاد وخليل والحركة الشعبية ودعمها للحركات هناك .. الآن ومعناه.. و. والسيل كله يطلقه زحام من الاحداث الصغيرة .. صغر الشرارات الحمراء الصغيرة في قطاطي القصب!! والاسبوع الماضي. ولما كانت الخرطوم تضج بمعارك الحركة الشعبية والحكومة كان احد قادة فصيل دارفوري متمرد - وصديق لتشاد - يجلس في معسكرات النازحين .. يكيل للناس المال ثم يعطيهم السلاح .. وآخر في الخرطوم (م..ع) تنظر السلطات الي امواله في الاسبوع الماضي ثم تصحبه امس الي المطار .. مطروداً.. وهذا له قصة غريبة جداً مع الخرطوم وانجمينا.. نحكيها.. والسيد حسن برقو ينظر الناس اليه قادماً قبلها عبر مطار الخرطوم .. وحسن برقو هو القيادي المصارم الهارب.. الذي يحتل مع شقيقه منصب في حكومة تشاد المعادية للسودان والمتهم في قضايا اموال (ينشط محاموها في الاسبوعين الماضيين).. و..و برقو هذا مقروءاً مع قصف الطيران التشادي للحدود مقروءاً مع سفاهة فرنسا وهي تبعد مؤتمر افريقيا من القاهرة حتى لا يشهده البشير .. مقروءة مع احتفال ساركوزي بالسيدة (الآنسة!!) لبنى وسراولها.. مقروءة مع تمويل فرنسا للتمرد الغربي .. مقروءاً مع .. مقروءاً مع .. كل هذا يجعل العيون ترتفع الي الغرب الان. والدوحة تعلن عوده التمرد الي الدوحة منتصف الشهر القادم. لكن.. (2) التحولات في السودان مدهشة الي حد الامتاع فلما كان الناس يتحدثون عن تحول الترابي (ومشهده وهو في دار حزب الامة يستمع الي سلفاكير) والشيوعي عرمان وباقان ..كان الحديث يذهب الي الاخطاء الماهرة التي كان الحزب الشيوعي يصنعها لنفسه. والترابي الان يقلده. الشيوعي كسر عنقه اول كسر في عام 1965م وفي حادثة معهد المعلمين حيث قام شيوعي يشتم البيت النبوي (شتم النبي صلى الله عليه وسلم كانت بدايته اذن من السودان .. لا من الهند وسلمان رشدي ودول من بينها الدنمارك). والترابي يفتل من الحادثة حبلاً يشنق به الحزب الشيوعي. ثم تدهشنا مصادفات غريبة تشركنا في الكتابة هذه. يدهشنا ان نعلم ان طالب معهد المعلمين الشيوعي هذا اصبح من (المخبتين) التائبين بعد ذلك وممتع ان نورد قصة والدته التي يزعم احد الكتاب انها كانت امية (رطانة) لا تعرف العربية. وكانت اذا قامت للصلاة قالت (اللهم انا نعجتك .. ان شئت ان تذبحني فاذبحني الله اكبر). وكانت هذه هي صلاتها كلها. وابو حنيفة يفتى بان المصلي يقرأ الفاتحة فان لم يكن يحسنها قام بالتسبيح والتهليل.. فان لم يكن يحسن هذا وقف مقدار زمن الفاتحة ثم ركع. الدين هذا تسليم لذيذ.. ونفوس تقعد في الواطة. لهذا كان صاحب معهد المعلمين .. يعود الي الله .. وكان الترابي ينتهي تابعاً لقرنق .. يريد من فرنسا ان تقتل له الانقاذ الاسلامية. وفي الايام تلك.كان يهيئ دارفور للتمرد. ويجعل اتباعه يكتبون الكتاب الاسود.. (وهو كتاب عنصري كامل يقول لاهل دارفور احملوا السلاح). وقصة التبديل والتحويل يكفي ان يقصها احد ليظل بقية عمره وهو يقول (يا مقلب القلوب..) فأحد قادة المظاهرات في الاسبوع الماضي طلباً للحريات كان هو فاروق ابو عيسي. وفاروق ابو عيسي هو الذي وضع للنميري القانون الذي يجعل كراهية النميري (بالقول او الاشارة او الفعل) جريمة عقوبتها الاعدام. اما الاحزاب فحكاية سيد احمد الحسين تحكي في الثمانينات كان موكب لابناء دارفور .. ووزير الداخلية يومئذ سيد احمد الحسين. وسيد احمد يتصل بالسيد محمد كرم الله (اتحادي) ليبلغه ان مجلس الوزراء يرفض هذا الموكب. ووزير الداخلية يصدر تعليماته للسيد محمد كرم الله ان يتعامل مع الموكب هذا (بالذخيرة الحية). وعربة الشرطة تتبع الموكب وفيها المعتمد ومدير الشرطة وأحد القضاة (يعمل الآن في المحكمة الدستورية). والقاضي يدعو قادة الموكب بهدوء ويحدد معهم سير الموكب واسس السلامة .. و..و. ليأتي وزير شؤون الرئاسة ويقول للقاضي بعنف. : كيف تسمح بهذا الموكب؟ القاضي قال: في هدوء القانون .. يسمح. والحدة تبلغ درجة تجعل القاضي يعض جملة بين اسنانه كان يمكن ان ينفجر رصاصها في وجه السلطة بكاملها. حكومة الصادق المهدي التي تتعامل مع موكب سلمي صغير بالذخيرة الحية هي ذاتها من تأتي امس لتدين الوطني بانه ..وانه. بالمناسبة .. بعد اسبوع واحد من المظاهرة مدير الشرطة هناك (عباس ابو شامة) شالوه. معذرة: هذه مقدمة لتقلبات الناس حتى اذا شرعنا في الحديث عن سيرة دارفور التي تنفتح الان اصبح حديثنا مفهوماً. (3) آخر سطر .. الحركة الشعبية جاء فيها من يسأل امس الاول. : متى نثير حكاية القوانين الجنائية؟ (يعني مراجعة الحدود الشرعية ورفضها) والاخرون تطير عيونهم في رعب. وانتظروا نقلا عن صحيفة الانتباهة 17/12/2009م