قالت القوى السودانية المعارضة ألمسماه ((تحالف قوى الإجماع الوطني) أنها سوف تسعي لإنفاذ نظام الجنسية المزدوجة بين الشمال والجنوب. وقالت هذه القوى عقب لقاء جمعها – الأسبوع المنصرم – برئيس حكومة الجنوب في جوبا أنها ستعمل على إنفاذ نظام الجنسية المزدوجة حتى ولو اضطرها الأمر لجعلها (تحرت ضغط). على حد تعبيرها – ضد المؤتمر الوطني!! وتعهدت هذه القوى بأن تناقش الأمر وتعمل على تطبيقه من خلال حواراتها مع المؤتمر الوطني. ولعل الأمر الملاحظ بجلاء بشان هذا التعهد والإصرار على موضوع الجنسية المزدوجة أن قوى المعارضة السودانية حين ذهبت إلى جوبا (لم تجد شيئاً يجتذب اهتمام الحركة الشعبية) الا موضوع الجنسية المزدوجة احدي أهم (أمنيات) الحركة الشعبية التي لطالما أفردت لها العديد من الحوارات والمطالبات مع الحزب الوطني قبل إجراء الاستفتاء فالقوى المعارضة لا تملك شيئاً (تؤانس به) الحركة الشعبية وتكسر به حاجز الوحشة الذي أحاط بلقائها بالحركة الشعبية في جوبا حين أصبحت الحركة شديدة الابتهاج بانجازها التاريخي بفصل الجنوب ولم تعد تملك أسهماً سياسية في الشمال وتوشك أن تفارق أو هي في الواقع فارقت المشهد السياسي الداخلي في السودان وصارت مسئولة عن دولة. القوى المعارضة نسبت مرارات الماضي القريب حين استخدمتها الحركة الشعبية أكثر من مرة في مواقف تكتيكية ضد الحزب الوطني وأدركت أن الحركة لم تعد تأبه لها فكان من الطبيعي أن تلوح لها هي بقطعة حلوي تعلم أنها تحبها . الشيء الأكثر غرابة في (الشيك السياسي) هذا الذي قدمته قوى المعارضة للحركة الشعبية بالجنسية المزدوجة أن قوى المعارضة على يقين باستحالة تطبيق نظام كهذا بين الشمال والجنوب لأنه – ببساطة – يخلق ممارسة سياسية مزدوجة بين الشطرين من المؤكد أنها تؤثر في أمنها القومي. وقوى المعارضة التي كان بين حضور لقاءها بالفريق كير أعضاء قياديين في الحركة الشعبية من الشمال أمثال ياسر عرمان لم تطلب من الحركة ولا سألت عرمان عن لماذا لم تفسح له الحركة مكاناً في الجنوب أن كانت تؤمن بالجنسية المزدوجة، فالرجل (مناضل معها) منذ أكثر من عقدين وكان مرشحاً رئاسياً في الانتخابات العامة السابقة في ابريل 2010 الا يستحق (جنسية سياسية مزدوجة)؟ كقيادي في الحركة؟ دعك من عرمان، ماذا فعلت الحركة الشعبية لابناء النوبة ولماذا تصر حتى الآن على عدم إطلاق سراح المعتقلين في سجونها منهم وفي مقدمتهم اللواء تلفون كوكو؟ أن من المؤكد أن قوى المعارضة السودانية مارست ذات ضعفها المعهود حين تقف قبالة قيادة الحركة الشعبية، تنكس الرأس، ولا ترفع حاجبها، وتطلق التعهدات وتمشي (وراء الحركة) لانها تعودت على ان تنقاد للحركة. وأخيراً فان هذه القوى – لسخريات القدر – قالت انها سوف تجعل الموضوع (ورقة ضغط) ضد الحزب الوطني، وكلنا بحكم متابعاتنا نعلم أنه لم يسبق في يوم من الأيام أن رأينا ورقة ضغط واحدة أو حتى نصف ورقة ضغط أمسكت بها القوى المعارضة ضد الحزب الوطني!!