طبعت 3 تطورات مهمة اليوم الحادي عشر من المظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير في ليبيا، على رأسها تصعيد الضغط الدولي إلى مرحلة اتخاذ مجلس الأمن قراراً بفرض عقوبات ضد النظام الليبي ورموزه، وإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، على اعتبار أن ما يحدث في ليبيا يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية، فيما جاء التطور الثاني بإعلان أمريكي صريح عن استعداد واشنطن لدعم معارضي نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، وحديث عن تواصل مع رموز المعارضة، الأمر الذي لقي نفياً قاطعاً من الطرف الأخير، وثالثاً تشكيل مجلس وطني في بنغازي (شرق)، وسط أنباء عن تشكيلات مماثلة في مدن عدة، ومسيرات ومواجهات أوقعت المزيد من الضحايا، فيما تواصلت جهود إجلاء العالقين من الرعايا العرب والأجانب، وتحدثت مصادر عن مئات الآلاف الذين تم إجلاؤهم . وتبنى مجلس الأمن بإجماع أعضائه ال15 قراراً يقضي بفرض عقوبات قاسية ضد القذافي وعائلته ومقربين من نظامه، خصوصاً حظراً على بيع الأسلحة والذخائر، ومنعاً للسفر إلى أراضي الدول الأعضاء ل16 شخصاً من بينهم القذافي وسبعة من أبنائه وابنته وأشخاص على صلة وثيقة بالنظام، وتجميد للأرصدة المالية للقذافي وأربعة من أبنائه وشخص مقرب . وبموجب القرار، رأى مجلس الأمن أن “الهجمات الواسعة والممنهجة (في ليبيا) ضد المدنيين يمكن أن ترقى إلى تصنيف الجرائم ضد الإنسانية" . وقرر “رفع الوضع في ليبيا منذ 15 فبراير إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية"، وطلب من السلطات الليبية “التعاون الكامل" . من جهته، يعتزم الاتحاد الأوروبي تطبيق عقوبات بأسرع ما يمكن ضد نظام القذافي بسبب استخدامه العنف ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام . وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الإدارة الأمريكية “مستعدة" لتقديم “أي شكل من أشكال المساعدة" إلى المعارضين الليبيين، مؤكدة حصول اتصال مع معارضين ليبيين شرق البلاد . وقالت في تصريح أدلت به في الطائرة التي تقلها من واشنطن إلى جنيف للمشاركة الاثنين في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مخصص لبحث الوضع في ليبيا “نحن مستعدون لتقديم أي شكل من المساعدة التي يمكن أن يطلبها أي كان من الولاياتالمتحدة" . وأضافت “علينا أن نرى أولاً نهاية نظامه من دون مزيد من إراقة الدماء" . وتابعت “لقد اتصلنا بالعديد من الليبيين الذين يحاولون تنظيم صفوفهم في شرق البلاد في حين أن الثورة امتدت إلى غربها" . واعتبرت أنه “من المبكر التكهن كيف ستتطور الأمور" . وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أن على القذافي “أن يرحل الآن"، لأنه فقد شرعيته . في المقابل، قال معارضون ليبيون إنهم لا يريدون أي تدخل أجنبي في البلاد، مؤكدين أنهم لم يجروا اتصالات مع حكومات أجنبية . وجاءت التصريحات على لسان المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي عبد الحفيظ غوقة . وكان قادة الحركة الاحتجاجية الليبية شكلوا مجلساً وطنياً انتقالياً في المدن التي تسيطر عليها القوى المعارضة لنظام القذافي، كما أفاد غوقة، الذي أشار إلى أن تشكيلة اللجنة ما زالت قيد البحث . وأكد أنه “تم إعلان تشكيل مجلس وطني في جميع المدن الليبية المحررة" . وتظاهر الآلاف ضد النظام الليبي في مدينة الزاوية غرب طرابلس أثناء زيارة لصحافيين نظمتها السلطات الليبية، وقال أحد السكان إن القوات الموالية خاضت قتالاً عنيفاً خلال الليل، وأن 50 مدنياً على الأقل قتلوا كما أصيب كثيرون بجروح . ونقلت صحيفة “ليبيا اليوم" عن مصادر مطلعة أن مواجهات بين أهالي مصراتة (شرق) والكتائب الأمنية التي حاولت السيطرة على المطار أسفرت عن 23 قتيلا و235 جريحاً . وقالت صحيفة “قورينا" إن مجموعة من القبائل في منطقة الواحات انضمت إلى المحتجين وستدافع عن آبار النفط قرب المنطقة . وإنها تلقت بياناً من ثلاث قبائل حث ضباط الجيش والشرطة على الانضمام إلى “ثورة الشعب" . وذكرت صحيفة “ليبيا اليوم" أن مدينة نالوت (غرب) أعلنت تأييدها للحكومة الجديدة التي شكلها وزير العمل السابق مصطفى عبد الجليل . وأمام هذا المشهد، تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلة مع التلفزيون الصربي بالبقاء في ليبيا، وحمل أجانب وتنظيم القاعدة المسؤولية عن الاضطرابات التي تهدد حكمه المستمر منذ 41 عاماً . وفي المقابلة التي قال صحافيون في محطة “بينك" التلفزيونية في بلغراد إنها جرت في مكتب القذافي في طرابلس، دان الزعيم الليبي مجلس الأمن لفرضه عقوبات وبدء تحقيقات في جرائم حرب، وقال إن المجلس لا يمكنه أن يرى كيف أن طرابلس آمنة . على صعيد إجلاء الرعايا الأجانب، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن قرابة 100 ألف شخص فروا من ليبيا خلال الأسبوع الماضي، بسبب أعمال العنف، وتوجهوا إلى مصر وتونس، فيما تواصل إجلاء آلاف الرعايا جوا وبحرا، ووصلت دفعات منهم إلى بلادهم، بينما ينتظر الآخرون بنفاد صبر إجلاءهم . ندد الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، بالعقوبات التي فرضها عليه مجلس الأمن وقال “إن مجموعات صغيرة من المتمردين المحتجين على حكمه محاصرة وستهزم" . وأضاف القذافي في اتصال هاتفي مع محطة “بينك تي في" الصربية “إن تصويت مجلس الأمن بفرض حظر على السفر وعقوبات متعلقة بأصوله وأصول مساعديه المقربين هو تصويت باطل ولاغ"، وتابع “شعب ليبيا يؤيدني، جماعات صغيرة من المتمردين محاصرة ويجري التعامل معها" . وأكد أن بلاده “هادئة تماماً" ولا تشهد أي اضطرابات، وقال “لا توجد اضطرابات الآن وليبيا هادئة تماماً، ولا يوجد أي شيء غير عادي، لا توجد اضطرابات" . (رويترز)