قياساً لشعاراته العريضة حول الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان التي ظل يزعم أكثر من نصف قرن أنه حامل لرايتها في العالم، على الغرب أن يشعر بالذنب. إن لم نقل بالخزي تجاه ما جرى ويجري في الشارع العربي، فهو أي الغرب بكل تعبيراته ومؤسساته وأنظمته الرسمية والأهلية، يفتش عن مصالحه واستثماراته، ولا يعير أي اهتمام لإرادة الشارع العربي بل على العكس، فالغرب يجري الآن ما يمكن تسميته إحصاء دقيقاً لحجم الضرر الذي لحق بمصالحه وارتباطاته المشبوهة مع بعض الأنظمة التي انهارت أو هي في طريقها إلى ذلك. إنه مأزق الغرب الذي يبدو الرئيس الأميركي باراك أوباما أكثر الذين يعانون منه، فهو منذ جاء إلى البيت الأبيض أعلن عن مشروع مغاير للتعامل مع شعوب العالم الثالث ومتطلباته، مشروع يسقط الحرب المقدسة على الإرهاب ويسقط فكرة سلفه بوش التي قسمت العالم إلى قسمين، على قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا، لكن مشروع أوباما ظل حتى اليوم حبراً على ورق، وبدت أميركا في عهده عاجزة حتى عن ترميم جسدها من الأخطاء الجراحية العميقة التي ارتكبها بوش، فضلاً عن الانطلاق نحو تحقيق أفكار الرئيس أوباما التطويرية، ومشروعاته التقاربية مع العالم الإسلامي. لم تفعل أميركا ومعها الغرب شيئاً يذكر لتحقيق شعاراتهما لمساعدة العالم الثالث، ليس هذا فحسب بل هي الآن تشعر بالخوف على مستقبل مصالحها في المنطقة خاصة بعدما فقدت أي قدرة، على تبرير سياستها ومواقفها وتأمين تغطية إقليمية لهذه السياسات فأميركا لم تعد قادرة على قيادة العالم ولا حتى التأثير في خياراته الأساسية منفردة والشارع العربي المنتفض اليوم يعتبرها قيادة مشكوكاً فيها أخلاقياً وايديولوجياً. المصدر:تشرين 9/3/2011