ماذا قالت قيادة "الفرقة ال3 مشاة" – شندي بعد حادثة المسيرات؟    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسونامي سقوط أنظمة الإستبداد في آسيا وأفريقيا(4-8)
نشر في السودان اليوم يوم 09 - 03 - 2011

مصر, تونس,العراق , ليبيا و السودان(4-8)
سقوط المعسكر الإشتراكي الناصري أم مقدمات للديموقراطية والتحرر..
أحمد ضحية ميريلاند
مقدمة :
يشهد العراق عملية معالجة لواقع الديموقراطية, التي ربما يعيشها العراقيون كواقع للمرة الأولى عبر تاريخهم العريق . تتمثل هذه المعالجة - التي حملت الشعارات نفسها, التي حملتها ثورة تونس ومصر بإستثناء الشعارات الخاصة بإسقاط النظام - فالعراقيون لا يتظاهرون لإسقاط النظام الديموقراطي وإنما لأجل مفاهيم أكثر نبلا تتعلق بالتنمية ومحاربة الفساد وبناء دولة الرخاء,الخالية من البطالة والفساد ,و التي تعطي للعراق دورا فاعلا في التاريخ الإنساني كما كان دائما .
إذن الحراك الجماهيري الذي ينتظم العديد من المحافظات العراقية- وهو حراك في التحليل النهائي يأتي لتجذير الديموقراطية ,في هذا البلد الذي عاني سنوات طويلة من الديكتاتوريات الفريدة في نوعها ,فرادة النظام الليبي العجيب!..
وفي تقديري الخاص أن سقوط بغداد في حرب الخليج الثالثة, كان بمثابة بداية النهاية للمعسكر الناصري المستبد ,الذي يتداعى الآن, كل ما ألهم به دول المنطقة من تجارب وثقافة الإستبداد ,اصارت هذه الدول , تركز كل مجهوداتها على حماية نفسها من شعوبها! لا حماية هذه الشعوب من التدخلات الخارجية؟! ,بالتالي أيا كانت طبيعة العوامل العديدة, التي تضافرت لإسقاط نظام البعث في العراق , تظل التحركات الراهنة لشعب : عراق الديموقراطية ,نقطة البداية الصحيحة لحياة سلمية أفضل. قائمة على إحترام التعدد والتنوع والإختلاف, وإحترام إرادة الشعب , وتوجهات هذا الشعب وميولاته الإنسانية, بدء بالإجتماعي والعقدي إنتهاء بالثقافي والسياسي..
وصحيح أيضا أن العراق لا يزال بحاجة لوقت طويل, لينتج هذا المخاض الذي يعانيه وحده _ وستعانيه تونس ومصر وليبيا لاحقا- تحولا ديموقراطيا مكتمل البنيان ,فالدول التي عانت ما عاناه العراق من إستبداد وتعسف , بحاجة لوقت أطول من غيرها, لتكريس قيم الديموقراطية الحقة , لذلك لفهم تحركات الشارع العراقي الآن, وهو يسعى لتصحيح تجربة الديموقراطية الوليدة , وتجذيرها في الوعي الإجتماعي العام للعراق, لابد لنا من المرور أولا بتجربة العراق الفريدة, في خوض الحروب الداخلية "الأكراد والشيعة" و الإقليمية"إيران و الكويت" والدولية " التحالف الأطلسي – العربي والتحالف العراقي المعارض= شيعة + أكراد" مقابل السنة .
حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية :
أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية إسم قادسية صدام, بينما عرفت في إيران باسم الدفاع المقدس, وأيا كان الإسم الذي أطلقه عليها أطراف الصراع , أو الأطراف الداعمة لطرفي الصراع ,لا تغير تلك الأسماء ,من كونها حرب نشبت بين العراق وإيران! وأمتدت منذ سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988. خلفت هذه الحرب نحو مليون قتيل ,وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي.
دامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك ,في المرتبة الثانية بعد السودان ,الذي عانى من أطول حرب في أفريقيا القرن العشرين ,وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية,حيث لا يفوقها في الدموية سوى حرب الأنظمة السودانية ,ضد المواطنين السودانيين في جنوب السودان؟!.
أثرت هذه الحرب – قادسية صدام - على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط, وكان لنتائجها بالغ الأثر ,في العوامل التي أدت ,إلى حرب الخليج الثانية والثالثة. وكما أزعم كان من نتائجها هذه الثورات الشبابية, التي تعتري الشباب العربي الآن, من المحيط إلى الخليج !..
لكن قبل أن الحديث عن حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة , يتوجب علينا هنا - لمزيد من التوضيح - الإشارة للعلاقة الخاصة بين العراق على- وجه الخصوص- والخليج بصورة عامة بإيران.
ففي عام 1979 شهدت الأحداث السياسية في كل من العراق وإيران, تطورات بارزة حيث أعلن في أبريل عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران, ليتولى بعدها الخميني منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ,وهو المنصب الأعلى في النظام السياسي الإيراني- ستجد المنصب نفسه لدى الأخوان المسلمين - و أصبح صدام حسين رئيسا للجمهورية العراقية في ذات العام , خلفا للرئيس أحمد حسن البكر ,الذي أعلن أنه استقال من منصبه لأسباب صحية، كذلك تم الإعلان عن اكتشاف مؤامرة في بغداد, أتهم بتدبيرها مجموعة من الأعضاء القياديين في حزب البعث الحاكم ,ومجلس قيادة الثورة العراقية، أعدم إثر ذلك, مجموعة من أعضاء مجلس قيادة ثورة 17-30 تموز 1968إلى جانب قيادات أخرى في حزب البعث!.
حرب الخليج الثانية:
تسمى كذلك بعملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت التي تم إحتلالها من قبل القوات العراقية في2 أغسطس 1990 إلى 28 أن تم تحريرها في فبراير 1991،إذن حرب الخليج الثانية هي تلك الحرب التي شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة ,بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق. بعد أخذ الإذن من مجلس الأمن والأمم المتحدة لتحرير الكويت, من الإحتلال العراقي.
تطور النزاع في سياق حرب الخليج الأولى. ففي عام 1990 إتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة،وعند إجتياح العراق للكويت, فُرضت عليه عقوبات إقتصادية, وطالب مجلس الأمن القوات العراقية ,بالإنسحاب من الأراضي الكويتية ,دون قيد أو شرط. إستعدت بعدها الولايات المتحدة وبريطانيا للحرب، وبدأت عملية تحوير الكويت ,عبر أكبر تحالف غربي-عربي-عراقي = يتمثل في المعارضة العراقية.
في 17 يناير سنة 1991 حققت العمليات نصرا هاماً ,مهد لقوات هذا التحالف الواسع, للدخول إلى أجزاء من العراق، بعد تركيز الهجوم البري والجوي على الكويت والعراق, وأجزاء من المناطق الحدودية مع السعودية، وقامت القوات العراقية بالرد عن طريق إطلاق عدد من صواريخ سكود على إسرائيل والعاصمة السعودية الرياض.
سمت الولايات المتحدة هذه الحرب باسم عاصفة الصحراء؛ وغالبا ما يُخطئ الناس, وبشكل خاص الغربيون، ويعتقدون أن هذا الإسم للنزاع بكامله، رغم أن دائرة بريد الولايات المتحدة أصدرت طابعا عام 1992 يحمل إسم "عملية عاصفة الصحراء" بصورة لا تدع مجالا للشك بأن هذا إسم هذه العملية وحدها فقط.
بعد احتلال العراق للكويت بفترة قصيرة، بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بإرسال القوات الأمريكية إلى السعودية، وقد سميت هذه العملية بإسم درع الصحراء، وفي نفس الوقت حاول بوش إقناع عدد من الدول الأخرى ,بأن ترسل قواتها إلى مسرح الأحداث.
فأرسلت ثماني دول قوّات أرضيّة ,لتنضم إلى القوات الخليجية المكونة : من البحرين، الكويت، عُمان، قطر، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وألوية الولايات المتحدة الثقيلة، البالغ عددها 17 لواءً، والخفيفة البالغ عددها 6 ألوية، بالإضافة إلى تسعة أفواج بحرية أمريكية. وكانت أربع دول قد أرسلت وحدات من طيرانها الحربي، لينضم إلى سلاح الجو السعودي، القطري، والكويتي، بالإضافة إلى الأمريكي" البحرية الأمريكية، وسلاح طيران البحرية الأخيرة"، مما جعل عدد المقاتلات الجويّة ثابتة الجناح يصل إلى 2,430.وتولى النظام المصري الحرب الإعلامية , والتسويق الديبلوماسي والسياسي لمشروعية إحتلال أميركا للعراق.
إمتلك العراق مقابل كل هذه الأوضاع زوارق مدفعية, وزوارق حاملة للصواريخ، ولكنه عوّض عن هذا النقص في عدد القوات الأرضيّة الهائل، والبالغ 1.2 مليون جندي،ب 5,800 دبابة، 5,100 مدرعة أخرى، و 3,850 قطعة مدفعية، مما زاد من القدرة القتالية للقوات الأرضية العراقية.كذلك إمتلك العراق 750 طائرة مقاتلة وقاذفة قنابل، 200 قطعة جويّة أخرى، ودفاعات صاروخية ورشاشة دقيقة.
أطلقت كل دولة من الدول المشاركة في هذا النزاع, إسما خاصا بها على هذه العملية،فمثلما أطلقت عليها الولايات المتحدة اسم عاصفة الصحراء ودرع الصحراء ، أطلقت عليها المملكة المتحدة عملية جرانبي تيمنا بجون مانرز، مركيز قرية جرانبي، وأحد أشهر القوّاد العسكريين في حرب السنوات السبع؛ وكذلك كندا أطلقت عليها إسم عملية الإحتكاك ,بينما دعتها فرنسا ببعملية دوجت أي عملية أيل الشادن.
حرب الخليج الثالثة :
حرب العراق المعروفة بحرب الخليج أو احتلال العراق أو تحرير العراق, هي حرب بدأت في 20 مارس 2003 بدأ الغزو من قبل القوات المتعددة الجنسيات - بما في ذلك الجنسيات العربية, لأن لهذا اهمية كبيرة في فهم الثورات التي تعتري المنطقة الآن ,سواء كان يقتصر دور هذه الجنسيات على التمويل أو الإمداد أو الإعلام كما حدث في مصر وغيرها من بلدان - والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
قبل الحرب إدعت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا ,أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل,وأن ذلك يهدد أمنها وأمن حلفائها. الأمم المتحدة ومفتشي الأسلحة الدوليين,على رأسهم العالم المصري البرادعي , لم يجدوا دليلا على وجود أسلحة دمار شامل – بالطبع هذا لا يعني أن العراق لم يكن يشتغل لإنتاج أسلحة دمار شامل !- وأدعت أميركا أن سبب عدم وجود أدلة ,يعود إلى ضعف المعلومات الإستخباراتية حول هذا الموضوع,- وفي تقديري الشخصي أن هذا زعم ضعيف – ببساطة أن كل مشاريع التسليح , بكافة أشكالها في العالم العربي أو غيره من عوالم يدعمها الغرب, وليس هناك ما هو أسهل من التوصل للحقيقة خاصة في الغرب!,بسبب الديموقراطية والحريات !!.
في أثناء الغزو خلصت الولايات المتحدة الأمريكية,إلى أن العراق قد أنهى برنامج أسلحة الدمار الشامل في سنة 1991 ,وليس لديه أي برنامج نشط في وقت الغزو، إلا أنه يعتزم إستئناف البرنامج, في حال فرض عقوبات على العراق، مع ذلك عثر على بعض الأسلحة الكيميائية المتروكة فيما يسبق سنة 1991، وتم إثبات أنها ليست من مخلفات قوات التحالف الغازية للعراق. أتهم بعض المسؤولين الإمريكيين الرئيس العراقي الراحل, المهيب الركن صدام حسين بدعم وإيواء تنظيم القاعدة، ولكن لم يتم العثور على دليل ,على وجود أي علاقة تعاونية على الإطلاق!.
هناك عدة إتهامات وأسباب لغزو العراق, ذكرها عدة مسؤولين أمريكيون منها: الدعم المالي للمقاتلين الفلسطينيين. إنتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة العراقية(وهذه حقيقة). محاولات من جانب قوات التحالف لنشر الديموقراطية في العراق(حقيقة أخرى). وقال بعض المسؤولين أن إحتياطي النفط في العراق, كان سببا في قرار الغزو(الحقيقة الكبرى)، ولكن مسؤولين أخرون نفوا ذلك السبب, بالإحالة لأسباب إنسانية كما هي متعينة في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان!.
وفي الواقع بعد إنتصار العراق على إيران , أصبح رقما أساسيا في معادلات المنطقة,يؤثر على كل مجريات الأحداث فيها,كما أن غريزة التنافس فيما بين الزعماء العرب ,وشعور دول الخليج بأن العراق قد يهيمن عليها مالم يتم تقويضه , إلى جانب غيرة الرئيس حسني مبارك من صدام بسبب السلطة المتنامية للأخير ,خصوصا أن صدام يتكيء على مشروع قومي وحدوي.كل هذه العوامل وغيرها كانت تقف خلف إحتلال العراق.الذي إكتمل فعليا في 14 ديسمبر 2003 عندما تم إعتقال صدام حسين في تكريت، وقام مجلس الحكم في العراق بالموافقة على دستور مؤقت للبلاد ,بعد مفاوضات مطولة وخلافات حادة حول دور الإسلام ومطالب الأكراد بحكم فدرالي.
وفي أبريل/ ومايو 2004 قامت المليشيات التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشن هجمات على قوات التحالف، وتقارير عن مقتل المئات في القتال بين الجيش الأمريكي الذي حاصر مدينة الفلوجة، وظهرت صور عن انتهاكات ضد السجناء العراقيين على يد قوات أمريكية في فضيحة سجن أبو غريب، وقتل رئيس مجلس الحكم عزالدين سليم في إنفجار خارج مقر قوات التحاف ببغداد.
وفي الأول من يونيو 2004 تم تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة, التي تم حلها فيما بعد. فحلت محلها الحكومة العراقية الإنتقالية, التي كانت من مهامها الرئيسية تهيئة الإنتخابات العراقية لإختيار مجلس النواب العراقي الدائم ,والتصديق على الدستور العراقي الدائم.
إذن كانت عملية غزو العراق سريعة جدا, بسبب هزيمة الجيش العراقي، وإعتقال صدام حسين، ومن ثم إحتلال العراق من قبل قوات التحالف، ومحاولة قوات التحالف إحلال الديموقراطية في العراق. لذلك سرعان ما بدأت أعمال العنف بين قوات التحالف والشعب العراقي (بإستثناء قوى المعارضة التي تطابقت رؤيتها مع الرؤية الأمريكية) ، وبدأ التمرد في العراق, والحرب الغير متكافئة ,والصراع بين السنة والشيعة والجماعات العراقية والقاعدة ,إلخ. وأدى كل ذلك إلى مقتل أكثر من 85000 من السكان المدنيين في عام 2007، كما قدر عدد اللاجئين ب 4.7 مليون عراقي (حوالي 16% من سكان العراق) في أبريل 2008 ،كما هرب مليونان عراقي إلى الدول المجاورة، حسب تصريحات الصليب الأحمر الدولي وقد كانوا في حالة إنسانية سيئة.
وفي أغسطس 2008 إحتل العراق المركز الخامس ,في مؤشر الدول غير المستقرة.ثم بدأت قوات التحالف بسحب قواتها وزيادة القوات العراقية ,وتحميلها مسؤولية الأمن في العراق، كما صدق البرلمان العراقي على هذا الإتفاق الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية ,التي تهدف إلى ضمان التعاون الدولي في مجال الحقوق الدستورية، والتعليم، وتنمية موارد الطاقة، والعديد من المجالات.
في 2008 فاز أوباما برئاسة الولايات المتحدة ,بدعم رئيسي من الشباب الأمريكي ومثل فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة تحولا كبيرا للسياسة والمجتمع الأمريكي,كما ألهم فوزه كل شعوب العالم التي تعاني من التهميش , وألهم على وجه الخصوص الشباب ,بما زرعته خطاباته التاريخية من تفاؤل وأمل في التغيير والديموقراطية ,لكل شعوب العالم .وفي ظني فوز أوباما بما صاحبه من زخم يعد أيضا أحد العوامل المهمة والملهمة لثورات الشباب التي تنتظم الشرقالأوسط الآن.فإنتصار أوباما , لم يكن بهزيمة مكين أو غيره من المنافسين, بقدر ما هو إسقاط للمؤسسة الأمريكية القديمة!
وهكذا في أواخر فبراير 2009 أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ,أنه سيسحب القوات الأميريكية المقاتلة في العراق خلال 18 شهرا ، مع بقاء 30000 إلى 50000 من القوات "لتدريب قوات الأمن العراقية على تدقيق المعلومات الإستخباراتية والمراقبة". ويرى قائد القوات الأميريكية راي أوديرنو أن جميع الجنود الأميريكين سيكونون خارج العراق, بحلول نهاية هذا العام(2011 ) .وفي سياق متصل أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي : أنه يؤيد الإنسحاب المتسارع للقوات الأميريكية.
التاريخ السياسي للعراق:
في العام 1939تولى إبن الملك غازي، فيصل الثاني البالغ من العمر ثلاث سنوات الحكم تحت الوصاية، وكان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة بمباركة من الحكومة البريطانية، وفي نفس السنة أعلن العراق مقاطعته لألمانيا. وفي 2 مايو 1941 قامت ثورة ضد الوجود البريطاني بقيادة رشيد عالي الكيلاني الذي تحدثنا عنه في مقالاتنا الأولى من هذه السلسة، وتم تشكيل حكومة جديدة بعد هروب نوري السعيد خارج العراق، ولم تستطع الثورة الإستمرار في المقاومة, فأستسلمت بعد شهر من الحرب، وتم التوقيع على هدنة مكنت بريطانيا من إستعادة السيطرة على العراق، وتم تشكيل حكومة موالية لبريطانيا برئاسة جميل المدفعي الذي إستقال وخلفه نوري السعيد.
وفي يناير1943 أعلن العراق الحرب على دول المحور. حيث قادت القبائل الكردية ثورة في ما بين سنتي 45 و1946 , وقيل وقتها أنها تلقت دعمها من روسيا، وأرسلت بريطانيا قوات إلى العراق لضمان أمن البترول، وبعد إنتهاء ثورة الأكراد سنة 1947 بدأ نوري السعيد التفاوض مع ملك الأردن ,لإنشاء إتحاد بين العراق والأردن، وتم في السنة نفسها التوقيع على معاهدة إخاء بين البلدين، ونصت المعاهدة على التعاون العسكري ,مما قاد سنة 1948 إلى إشتراك الجيش العراقي في الحرب مع الجيش الأردني ضد إسرائيل (بعد إعلان قيام إسرائيل). ولاحقا رفض العراق الهدنة التي وقعها العرب مع إسرائيل في 11 مايو 1949.
وشهد العراق في الفترة ما بين 49 و1958 الكثير من الأحداث الداخلية والخارجية المهمة مثل : إنتفاضة عمال شركة نفط العراق سنة 1948، وانتفاضة يناير التي قضت على معاهدة بورتسوث البريطانية - العراقية، وانتفاضة أكتوبر 1952 التي طالب فيها المنتفضون بإجراء إنتخابات مباشرة والحد من صلاحيات الملك.
وفي سنة 1955 وقع العراق مع تركيا على اتفاقية بغداد الأمنية والتي إنضمت إليها بريطانيا وباكستان وإيران، كما وقع العراق والأردن على إتحاد فدرالي في 12 فبراير 1958.
ومن ثم قاد الجيش العراقي بقيادة الشيوعي عبد الكريم قاسم انقلابا ضد الملك في 14 يوليو 1958، وقتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الأله ورئيس وزراءه نوري السعيد، وأعلنت الجمهورية برئاسة محمد نجيب الربيعي، وإحتفظ عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء بصلاحيات واسعة في إدارة البلاد. كما أنسحب العراق من معاهدة بغداد(حلف بغداد) والإتحاد مع الأردن سنة 1959.
وفي سنة 1960 أعلن العراق بعد إنسحاب بريطانيا من الكويت, عن تبعية الأخيرة له، وقاد حزب البعث إنقلابا على عبد الكريم قاسم في 8 فبراير 1963، وأصبح عبد السلام عارف الذي لم يكن بعثياً رئيساً للعراق، وتولى شقيقه عبد الرحمن عارف الرئاسة بعد موته سنة 1966.
قاد حزب البعث بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية إنقلابا ناجحا في 17 -30 تموز 1968، وتولى الرئاسة أحمد حسن البكر، وهكذا إتجه العراق نحو روسيا. واستطاع البكر أن يوقع إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد فأصبح للأكراد ممثلون في البرلمان ومجموعة من الوزراء. وأغلقت الحدود مع الأردن سنة 1971، وأمم العراق(أسوة بعبد الناصر ) شركات النفط سنة 1972.وسنرى النميري في السودان يفعل الشيء نفسه. وهو الشيء ذاته الذي فعله القذافي في بداية حكمه.أعني التأميم كثقافة إشتراكية تسربت من الشيوعية للتجربة الناصرية ومن ثم ألهمت زعماء آخرين في المنطقة.
وفي مارس 1974 عادت الإضطرابات مع الأكراد في الشمال, والذين قيل إنهم كانوا يتلقون دعما عسكريا من إيران. وإثر تقديم العراق بعض التنازلات المتعلقة بالخلاف الحدودي مع إيران والتوقيع على اتفاقية الجزائر سنة 1975، توقفت إيران عن دعم ثورة الأكراد، وتمكن العراق من إخماد الثورة. كما حاول الرئيس أحمد حسن البكر إنشاء وحدة مع سوريا.
وفي سنة 1979 تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل أحمد حسن البكر عن السلطة(لأسباب تعرضنا لها سلفا في المقالات السابقة). وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 أعلن العراق الإعتراف بها.
تحركات الشارع العراقي الراهنة :
الوصف الدقيق لما يجري في العراق الآن ,هو ما توصل إليه الأستاذ هاشم صالح :في مقاله "مايحدث في العراق الآن" , إذ لخص هاشم صالح الحالة الراهنة للعراق - مستعينا بمجتزأ معبر لفرويد .. مجتزأ ينطبق على كل تحركات الشارع العربي حيث قال " كل ما كبت على مدار التاريخ سوف يستيقظ يوماً ما،وينفجر كما تنفجر البراكين من أعماق الأرض, ويطالب بحقه في الوجود والتعبير عن نفسه.وسوف ينتقم لنفسه ممن كبتوه وظلموه – فرويد"..
لكن كيف يتم تطبيق هذا التصور الفلسفي ,على ما يجري في العراق الديموقراطي الآن !وما يجري في كل المنطقة العربية من ثورات شبابية وشعبية؟! .
يؤكد هاشم صالح – وأنا أتفق معه تماما- أن ما يجري من صراعات وتحركات في الشارع العراقي ,ليس سببها التدخل الأميريكي , بل سببها أن التدخل الأميريكي " حرر الطاقات المكبوتة والأصوات المخنوقة ,والفئات المضطهدة على مدار التاريخ ,لدى الشيعة والأكراد على السواء. وهذا شيء غير مسموح به بالنسبة للنظام العربي- السني المسيطر منذ ألف سنة أو أقل (أي منذ إنهيار البويهيين في منطقة العراق- إيران ،والفاطميين في مصر وشمال افريقيا) ".
إذن ما يحدث هو رد فعل للسنة على هذا التحول المفاجيء والصادم " إنه يشبه رد فعل كل الفئات المهيمنة على مدار التاريخ. فعلم الإجتماع من كارل ماركس وماكس فيبر حتى بيير بورديو يقول لنا:أن آيدولوجيا الفئة المهيمنة تاريخياً على المجتمع ,تصبح بمرور الزمن المتطاول آيديولوجيا المجتمع عامة. بل أكثر من ذلك تصبح بديهية أو تحصيل حاصل ,وتنال شرعية مطلقة لا تناقش ولا تمس.ولا يعود مسموحاً طرح أي تساؤل عنها أو عن مشروعيتها ,من قبل أي شخص كان. وبخاصة من قبل المهيمن عليهم.
ولذلك فعندما تحاول الفئات المضطهدة أن تثور على قانون الهيمنة الراسخ هذا , فإنها تجابه فوراً بالرد العنيف والصارم.ومن هنا نفهم التفجيرات المروعة التي تصيب شيعة العراق وأكراده بالمئات والآلاف. بل أن أي باحث أو مفكر يحاول النبش عن قانون الهيمنة المخفي هذا, وإخراجه الى السطح. وجعله عرضة للنقاش والمراجعة ,سوف يواجه فوراً بالرد الحازم من أجل قطع الطريق عليه وإطالة أمد قانون الهيمنة إلى أجل غير مسمى:أي حتى نهاية الدهر إذا أمكن! فالإنسان صاحب الإمتيازات, يحب الوضع القائم ولا يشعر بوجود أي مشكلة.وحدهم ضحايا قانون الهيمنة يشعرون ويعرفون!!.
ولكن المشكلة هي أن التاريخ ينتقم لنفسه كما قال فرويد . بمعنى أنه لايمكن لأي قانون هيمنة وإستعلاء أن يستمر إلى الأبد"..
إذن هو القانون ذاته الذي نزع القداسة عن بن علي ومبارك والقذافي, وأسقطهم .. أنه قانون المواطنة القائمة على التساوي في الواجبات والحقوق الذي دفع جنوب السودان للإنفصال , فالمواطنة هي المعيار الوحيد للحقوق والواجبات دون إعتبار للمذهب أو الطائفة أو الدين .. دون إعطاء لون البشرة أو شكل أنف المواطن أو وجهه وشفاهه وجسمه ,أي دلالات مغايرة لمفهوم المواطنة الذي تضمنته دساتير الدول التي تتبنى الديموقراطية ..
لكن هل يقبل عرب النظم السنية وشعوبهم بالمواطنة كمبدأ يحكم الحياة الإجتماعية و السياسية ؟ هذا السؤال يعني السودان بالقدر نفسه الذي يعني العراق!.. موقف السنة من غير السنة هو الموقف نفسه الذي حكم الكاثوليكيين" في فرنسا تجاه البروتستانتيين المعتبرين هراطقة أو خارجين على الخط المسيحي المستقيم والصحيح."وفق هذا السياق نفهم سبب زيارة موفق الربيعي لشيخ الازهر لكي يأخذ منه فتوى تعتبر ان الشيعة هم مسلمون ايضاً،ومن ثم فلا يحق لابي مصعب الزرقاوي تكفيرهم واستباحة دمائهم على هذا النحو!.
ومادام العالم العربي خاضعاً لتصورات الفقة القديم وعقلية القرون الوسطى فانه لاحيلة لنا في الأمر،ومن ثم فتصرف الربيعي مفهوم ضمن هذه الظروف.ومن المعلوم ان الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت كان قد بلور نظرية المراحل الثلاث التي تمر بها البشرية في سلم التطور:أي المرحلة اللاهوتية أو الغيبية القروسطية،فالمرحلة الميتافيزيقية،فالمرحلة الوضعية أو العلمية الحديثة.
وحدها أوربا إستطاعت أن تتجاوز المرحلة اللاهوتية الطائفية القديمة وتتوصل الى المرحلة العلمية والفلسفية الحديثة التي لا تقيم الإنسان طبقا لمكان ولادته,كما نرى الجدل الدائر الآن في ليبيا عن من هم الليبيون ومن هم المرتزقة؟ وإنما طبقا لإمكاناته وكفاءته وميزاته الشخصية.
ولأننا لم نتوصل الى هذه المرحلة بعد فإن الطائفية أو المذهبية أو الإسلام السياسي سيظل كل ذلك منتعشا في العالم العربي،وسوف يظل هذا هو المعيار او المقياس الاساسي لتقييم الناس ويا ويلك اذا ما ولدت في المكان الخطأ:اي في مناطق الاقليات! مثل أكراد العراق أو دروز لبنان وسوريا أو جنوبيين ودارفوريين السودان فأنت مجرم عندئذ؟!.. وهو الموقف نفسه ممن يعتبرون أنفسهم عرب أو أن العرب جنس أرقى من الجنوبيين أو النوبة أو النوبيين أو الفور أو الأنقسنا ,إلخ ...
ميزة ثورات الشباب - وهنا أستعين بتحرك الشباب اللبناني مؤخرا ضد الطائفية - أنها تعمل على " تفكيك العصيبات الطائفية والمذهبية والقبلية الراسخة وهذا هو الشرط المسبق والضروري لتشكيل مجتمع مدني وديموقراطي متماسك ومنسجم في سائر الدول العربية.ولأن هذا العمل لم يتحقق حتى الآن ولم يجروء عليه اي حزب سياسي او حتى اي مفكر ذي وزن،فإن الطائفية والقبلية والعنصرية سوف تظل مستفحلة وترعب الناس ليس في العراق فقط، بل في سوريا ولبنان والخليج العربي ومصر, إلخ...
لقد حاولت الحركات "التقدمية"القفز فوق المشكلة الطائفية بدلا من مواجهتها مباشرة.ولذلك فهي تنفجر في وجوهنا الآن بكل عنف ورعب ودموية.وسوف تظل تنفجر حتى تشبع انفجاراً.بعدئذ يمكننا تشخيصها وتحليلها وتفكيكها تمهيداً لأزالتها وتحقيق ما يدعوه محمد أركون بتوحيد الوعي الاسلامي على إختلاف مكوناته من سنية وشيعية وإباضية,أو صوفية بشكل عام" .
غير أن هذا لا يكفي.إذ ينبغي تفكيك الجدران الطائفية والقبلية التي تفصل بين المسيحيين العرب أو غير العرب والمسلمين العرب أو غير العرب.عندئذ،وعندئذ فقط ،يمكن تشكيل دولة حديثة في سوريا او لبنان او مصر او العراق او البحرين,أوالسودان ،الخ...
ماينطبق على الانقسامات الطائفية والمذهبية التي تنفجر الآن كالقنابل الموقوتة،ينطبق أيضاً على الإنقسامات العرقية- اللغوية.فالأكراد لهم الحق في هويتهم اللغوية والثقافية التي تعود الى ألاف السنين،وكذلك الأمر بالنسبة الى الأمازيغ في بلاد المغرب العربي الكبير.
حقيقة ما يجري في العراق والعالم العربي هو إستيقاظ للهوية كما يقول هاشم صالح – وأتفق معه تماما في كل ما قال به– وأزيد أنه ليس بسبب الهوية العرقية أو الثقافية فقط بل الهوية الإنسانية بكافة تفاصيلها ومستوياتها وهي هوية لا يمكن إستيعابها إلا في إطار الديموقراطية الليبرالية , بالتالي يقظة الهوية الإنسانية للمواطن ليست موجهة ضد الشعوب بل ضد" نظام الهيمنة القديم الذي لم يعد قادراً على البقاء والإستمرار.بعد أن استنفد طاقاته وإمكاناته وسوف يسقط كما سقط في اوربا بعد التنوير والثورة الفرنسية .ونحن بحاجة إلى نظام جديد يتساوى فيه الجميع أمام القانون والمؤسسات كما حصل في الدول المتقدمة.
لقد ولى زمن الاحتقار والتمييز الطائفي او العرقي أو الثقافي .وإلا فإن البديل من كل ذلك هو الحرب الاهلية المدمرة وإنهيار السقف على رؤوس الجميع!" كما يقول هاشم صالح في بحثه القيم "ما يجري في العراق الآن" .
نواصل
أحمد ضحية ميريلاند
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.