برتقالي واعتصامات في لبنان، برتقالي واعتصامات في الكويت، كفاية في مصر، كافي في الكويت، ارحل في مصر وتونس، ارحل في الكويت، الشعب يريد إسقاط النظام في تونس ومصر وليبيا، وأخيراً اليمن. كله تقليد في تقليد في تقليد، ولن نستغرب ان خرج بعض الموتورين من دعاة النصح والصلاح والاصلاح، وشطح بهم الجنون ب «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكل ذلك مُعلق برقبة الشباب، الذين ندعو الله جاهدين ان ينير قلوبهم من نشوة من يدفعونهم اليه من انهم الأمل والقوة قبل ان يفيقوا على ما قد يرتكبونه بحق بلدهم بانسياقهم وراء شعارات جوفاء وعلى ندم وحسرة على تفريطهم في ما كانوا فيه من خير ونعمة وأمن وأمان. وكلنا أمل في الله تعالى ان يفيق بعض شباب الكويت قبل فوات وقت يكتشفون فيه حجم خديعتهم فيمن استنهض بهم هممهم صوب أجنداته الخاصة ولتصفية حسابات قديمة، حتى وان كان على حساب مصلحة الوطن لتعويض فشلهم وتبريد كبدهم وخداعهم للناس سنين طويلة حين كانوا يرددون عند كل انتخابات بانهم مهددون وهناك من يريد التخلص منهم، بل هناك من دأب على «تشليخ» الحكومة ورموز النظام بقلمه لاكثر من 40 سنة، ولم نسمع يوماً أيا منهم قد اعتقل وسحب من بيته وعوقب، او نرى حتى ولو لزقة صغيرة على وجهه ليقنعنا بصدق زعمه، ومع ذلك نسمعهم يعودون اليوم لاسطواناتهم القديمة بالظلم والتسلط وتقييد الحريات وتكميم الافواه، بل العكس من ذلك نرى الحكومة تهرع للاطمئنان عليهم في المستشفيات والاستعداد لعلاجهم في الخارج، بل وانتشالهم من مشاكل بالخارج منذ الستينات وحتى اليوم، وبماذا يمكن ان نصف جور وطغيان بعض النواب بالاتعاظ مما حدث في بعض الدول العربية سوى انها حماقة وظلم نفس واعتزاز بالاثم وعدم تقوى الله ومخافته في وطنهم وحكومتهم، ولماذا هذا الشحن لنفوس الشباب حتى وصفها بعض الظالمين بثورة شباب «وعلى شنو وليش؟»، وكأن الشباب يعانون القهر والظلم ويكابدون الاستبداد والاضطهاد في بلد يحيون ويتحركون فيه بحرية كاملة ورفاهية وسيارات ووظائف ونعمة غير موجودة حتى في ارقى دول العالم! اننا لسنا بعاجزين على الحشد والتظاهر بثورة حب وولاء واكبر من التي أظهرها اهل الكويت بعفوية وتلقائية لقيادتهم ونظامهم للعالم كله ولغربان التأزيم، لكننا لم نكن في يوم بلطجية ازقة ولا ابناء شوارع لنلجأ اليها في كل حين، وما ذلك الا اننا ندين بالطاعة لولي الامر ونؤمن بان السيادة هي للدولة والقوانين والمؤسسات والديموقراطية، ولاننا نؤمن بلغة عقل وحرص حقيقيين على مصلحة الوطن من تبعات اي تحرك شعبي عريض يدعى اليه. فللكويت امير وقيادة وشعب ورجال رهن امره واشارته لاعادة التوازن لعقول طاشت وتدثرت الشر وأعمتها احقادها عن رؤية الخير الموجود في العالم. لا توجد حكومة على وجه الأرض من دون أخطاء، والاخبار تنقل لنا ذلك، ومهما بلغت اخطاء حكومتنا فثمة قنوات وادوات دستورية لمحاسبتها وتقويم أدائها، لكن ليس بخطايا، الله تعالى يعلم مآلها وعواقبها وبث القلق في نفوس الناس ونشر لثقافة الشارع والشغب والفوضى. فلدينا قيادة تتمنى شعوب كثيرة عُشرها، ولدينا دستور عتيد نعتز به ونحتكم اليه، ولدينا دولة مؤسسات وقوانين وانظمة، ولدينا دولة رفاهية محسودون عليها، ولدينا نعمتا أمن وأمان، ولدينا تواصل اجتماعي نفيس بين حاكم ومحكوم، قلّ نظيره، وللأسف لدينا انتم.. أفلا اتقيتم واهتديتم؟!.. والله المستعان. *** المصدر: القبس الكويتية 15/3/2011