سلوك النظام المصري تجاه السودان وتعديه السافر على الأراضي السودانية ومطاردة السلطات للمعدنين السودانيين داخل الحدود السودانية على مرأى ومسمع الجميع وغيرها من السلوكيات العدائية الفاضحة هي السبب في تضخيم حجم الاحتقان وتوفير استعداد عالٍ لدى الرأي العام السوداني لتصديق أية أخبار تتحدث عن ممارسات عدائية مصرية جديدة ضد السودان. ويظهر هذا جلياً من خلال التفاعلات التلقائية الكبيرة مع خبر قديم بخصوص تصويت مندوب مصر في مجلس الأمن لإبقاء العقوبات المفروضة على السودان والخاصة بإقليم دارفور تمت إعادة نشر صورة ملتقطة من فضائية الجزيرة التي كانت قد بثته سابقاً فتداولته مواقع التواصل أمس وأول أمس على أنه حدث جديد وأفرغ المتداخلون أطناناً من الغضب على مصر دون أن يفكروا حتى في مراجعة محرك قوقل للتأكد من صحة الخبر ذلك بسبب الاستعداد الكبير الذي يتوفر عندهم لتصديق أي أخبار تتحدث عن ممارسات عدائية مصرية ضد السودان. لأن هناك قناعة لدى معظم السودانيين بأن النظام المصري حتى ولو حاول تفادي التعبير المعلن عن موقفه السالب من جهود السودان وأشقائه في المنطقة لرفع العقوبات والإجراءات الاستثنائية ضده لكن مصر تحتفظ باعتقادهم بهذا الموقف ولا تأمل رفع العقوبات عن السودان. السودانيون أصبحوا يصدقون أي خبر يتهم مصر بالكيد للسودان لأن ما تفعله الأجهزة المصرية في السر والعلانية يجعلها في ذهن الرأي العام السوداني متهماً تقليدياً تسبب بفعائله المتكررة في فقدان حتى إحساس الحاجة الى التحري من مصداقية الاتهامات الجديدة له بل التيقن الانطباعي الجازم بضلوع هذا النظام اللعوب في أي عمل غريب وسلوك كيدي يتعرض له السودان وخير مثال لذلك تيقن الرأي العام السوداني اليوم بصفة جازمة وقاطعة يمكن أن يقسم بعضهم عليها قسماً مغلظاً بأن أيادي المخابرات المصرية كانت وراء انقطاع بث قناة سودانية 24 لمدة ساعة ونصف في اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك حين كانت القناة تبث حوارات مع قيادات محلية حلايب بعد يوم واحد من قيام القناة بنقل عيد الأضحى مباشرة من محلية حلايب بولاية البحر الأحمر حيث كان الوالي ومجموعة من قيادات الولاية هناك. وبالرغم من أن قناة 24 تبث إرسالها عبر القمر قلف سات وليس نايل سات المصري شأنها شأن مجموعة من القنوات السودانية الأخرى إلا أن ما حدث يشير بشكل راجح لوجود تدخل سياسي واستخباري وليس سبباً فنياً وراء عملية قطع البث المتزامنة مع توقيت يجعل هناك مصلحة كبيرة لهذه الأجهزة المصرية في التدخل خاصة وأن القمر نايل سات والقمر قلف سات يشتركان في مدار واحد. وطالما أن معدلات الشكوك في وجود علاقة خفية بين قلف سات والمخابرات المصرية فإن التوجه الراجح للقنوات السودانية بعد هذا الموقف سيكون هو انتقالها الى القمر القديم المحترم عربسات خاصة وأن هناك تحديثات كبيرة تمت وتطورا قد حدث في امكانيات عربسات. ستخسر مصر أي تعاطف سوداني معها وتخسر أي ثقة متبقية عند من ظلوا يصرون على الحفاظ على علاقات ودودة أزلية وجدوا أنهم في النهاية يحدثون بها أنفسهم فقط لأنها وبهذا السلوك العدائي من الطرف الثاني تصبح مجرد علاقات رومانسية ومن طرف واحد. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين.