طالب ياسر سعيد عرمان في اجتماع عقدته الحركة برئاسته مع كتلة نواب الحركة من جبال النوبة بالبرلمان ومن النيل الأزرق ناقشت خلاله الخرق الدستوري للمؤتمر الوطني فيما يتعلق بقراءة الآيات من القران والإنجيل في الجلسات الافتتاحية للبرلمان وأكد للنواب تجاوز الوطني للدستور بإلغاء تلاوة الإنجيل وأوضحوا ان ذلك يؤكد نية المؤتمر الوطني تكريس دولة دينية وفرضها علي الشعب مشيرا إلي ان المسيحية تمثل 15% من مجمل السكان معلنين رفضهم للمسلك! هذا الخبر نشرته الزميلة أخر لحظة وقد توقفت طويلاً إمام مضمونه ومغزاه فهو خبر لا يستحق القراءة ولا التعليق فإلغاء تلاوة الإنجيل وهو كتاب ديني لا يكري الدولة الدينية بالعكس إقحام الإنجيل في عمل سياسي كالبرلمان وتلاوته هو الذي يكرس الدولة الدينية ويناقض ما ينادي به المسيحيون بنص الإنجيل نفسه دع ما لله لله وما لقيصر ويعني ان تفضل الدين عن السياسة وتكون التلاوة في الكنيسة وليس في البرلمان وعرمان يناقض نفسه فهو أول من طالب بإلغاء تلاوة البسملة داخل البرلمان فهل كان يكرس للدولة الدينية؟! أم يحسب ان الإنجيل ليس رمزاً دينياً إنما هو مثل كتاب رأس المال لكارل ماركس. نعم نحن نحتاج إلي قانون بهذا المعني الذي يجرم الفبركة وأيضا يجرم الهمبكة كما يقول المصريون وهي مرادفة لكلمة (البلطجة). ان فبركة وتضارب بيانات عرمان تدعو للدهشة والحيرة والعجب والارتباك أيضا وفقدان المصداقية وعندي عشرات الأمثلة ويبدو لي ان فبركة وتضارب البيانات مرض أصيل يلازم عرمان وكتلة الحركة والشيوعيون خاصة منذ الميلاد وحتي الموت فإذا احتج بتلاوة القران في البرلمان فالإسلام لا يفصل الدين عن السياسة نحن نلتزم بتعاليم الدين ولا يجوز ان نقرن مع القران أي كتاب سواء كان إنجيلا أم زبوراً أم توراة لأنه صلي الله عليه وسلم قال: ما هذه الكتب التي تبلغني عنكم تكتبونها مع كتاب الله أكتاب مع كتاب الله؟ يوشك ان يغضب الله لكتابه فيسري عليه ليلا فلا يترك في ورقة أو قلب منه حرف إلا ذهب به عن كتابته ناهيك عن الهراء الذي يطلبه عرمان وهو تلاوته. وعن ميمون بن مهران اتي عمر بن الخطاب رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا لما فتحنا مدينة خيبر أصيب كتاباً فيه كلام معجب فجئت به فقال: أمن كتاب الله؟ فقال: لا فدعا بالدرة فجعل يضربه بها وقرأ: ألر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرانا عربيا إلي قوله وان كنت من قبله لمن الغافلين ثم قال: إنما هلك من كان قبلكم بأنهم أقبلوا علي كتب علمائهم وتركوا التوراة والإنجيل حتي درسا وذهب ما بهما من العلم. فقد كشفنا لك الأمر كما ينبغي ان كنت تبصر وإلا فالشمس طالعة غارة ولا يبصرها الأعمى ولا يقدح ذلك في كونها موجودة مشرقا نورها في العالم. ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة ان لا يري ضوءها من ليس ذا بصر وإذا كان هو لا يبصر فالخلل فيه هو لا في وجود الشمس. بالمناسبة أي إنسان يمكن ان يكون لطيفاً فيصبح أبو اللطف ويمكن ان يكون سخيفاً فيصبح أبو السخف ولكن كيف تكون سخيفاً وتصر ان يناديك الناس أبو اللطف هذا غاية الوضوح (ولا عطر بعد عروس) وليس يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلي دليل وكفاية بطولات مزيفة فلتستعد الحركة للانتخابات ولا نريد فبركة وتضارب بيانات ياسر عرمان!! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 25/4/2011م