ما يجري من أحداث على الساحة الدولية يخضع للسيطرة بل، وتتحكم فيه وسائل الإعلام الغربية، وبشكل خاص قناة الجزيرة التي أظهرت وجهها الحقيقي من خلال تبعيتها للغرب الذي يوفر لبلدها لعب دور في «دبلوماسية الدولار». والأسوأ من هذا هو أن الصحفيين في هذه القناة يُملون معاييرهم على العرب من منطلق ما يسمونه المهنية والحرية!.. لذلك أوجه الدعوة لهؤلاء المنظّرين والذين يقدمون الدروس والنصائح للتسلح بمزيد من الحقارة لأداء مهمتهم الصحفية. وفي هذا السياق، وعلى صعيد تقديم المعلومات الشفافة والنزيهة التي هي من صنع الإعلام الغربي، لا بد من تقديم مجموعة من الأمثلة لتوضيح الفبركة وحتى التلاعب في نقل الأخبار المعتمدة حالياً من قبل وسائل الإعلام الغربية.. ومن المعروف أن الإعلام (أو السلطة الرابعة) يتمتع بتأثير كبير في الأنظمة الديمقراطية لإطلاع الشعب على آلية عمل المؤسسات، وبإمكان هذه القوة أن تُسخر لخدمة قضية ما، الأمر الذي يجعلها خطيرة سواء تعلق الأمر بالسلام أو بالحرب. ومع تسارع وتيرة العولمة خلال ال(15) سنة الأخيرة، أفرغت السلطة الرابعة من مضمونها وفقدت مهمتها الأساسية في التصدي للسلطة، وتولت المجموعات الاقتصادية والمشروعات الكبرى زمام هذه السلطة، وبلغ تحكمها وتأثيرها في قضايا العالم حداً يفوق ما تتمتع به الحكومات والدول من تأثير.. وعلى صعيد الحرب الايديولوجية الجديدة التي فرضتها العولمة، استخدمت وسائل الإعلام لتكون السلاح الأقوى في خوض المعركة، وبفعل نشر المعلومات المسمومة والشائعات والفبركات يتم تسميم الأفكار والعقول، ما يفترض إيجاد «بيئة جديدة للمعلومات». ونشير في هذا الصدد إلى ما روّجته إسرائيل وما حاولت زرعه في عقول الغربيين وهو أن الرئيس «أحمدي نجاد» يريد موت اليهود، إلا أن الحقيقة مغايرة تماماً، إذ يمارس اليهود الإيرانيون طقوسهم الدينية من دون مشكلات أو منغصات.. ولم يقل «نجاد» مطلقاً إنه يجب إلغاء إسرائيل من الخريطة، وفق ما يردده الساسة والإعلام الغربي. وتولى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تسويق هذه المهمة بالقول: إن ما ورد على لسان «أحمدي نجاد» هو تهديد واضح لإسرائيل ولوجودها، وهذا دليل واضح وصريح على التلاعب الإعلامي وعلى الترويج والفبركة الإعلامية. وفي الإطار نفسه، كتب الفيلسوف الايطالي «دومينيك ليسوردو» ما يلي: «قامت مجموعة سرية، منذ عدة أيام، بإطلاق النار على المتظاهرين في سورية، وبشكل خاص، على المشاركين في تشييع الجنازات. وفي الوقت الذي لم توفر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.. وإدارة أوباما الفرص للقول: إن الانترنت والفيسبوك وتويتر هي أدوات نشر الحقيقة، وقد أنفقت واشنطن أموالاً طائلة لدعم هذه الأدوات والمواقع للوقوف في وجه من سمتهم «بالطغاة»، وسواء تعلق الأمر بوسائل الإعلام الجديدة أو التقليدية، فالقاعدة واحدة لا تتجزأ، إذ إن بالإمكان أن تضطلع بمهمة التلاعب بالمعلومات وتشويه الحقائق وبإمكانها أن تكون مصدراً لإذكاء الكراهية وتفجير الحروب. وأدى تعميم الانترنت والفيسبوك إضافة إلى المواقع الالكترونية الأخرى إلى ظهور سلاح جديد أظهر المقدرة على إحداث تغيير في علاقة القوى على الصعيد الدولي، ولم يعد هذا الأمر خافياً على أحد، إذ إنه بإمكان مقدم للبرامج التلفزيونية في الولاياتالمتحدة مثل «جون ستيورات» الحديث عن الآتي: «لسنا مضطرين لإرسال الجنود والجيوش في الوقت الذي تتوفر فيه إمكانية إسقاط الديكتاتوريات (بكل سهولة) عن طريق الانترنت وكأننا نشتري زوجاً من الأحذية». في الأحوال جميعها، أصبحت كبريات مجموعات الانترنت أداة فعالة على صعيد الجغرافيا السياسية للولايات المتحدة، إذ كان الأمر يحتاج في السابق إلى عمليات سرية ضخمة لمساندة الحركات السياسية في دول بعيدة، أما اليوم، فالأمر لا يتطلب سوى الاستعانة بتقنيات التكنولوجيا والاتصالات للقيام بذلك، وهذا ما يدفعنا لإثبات الدعم والمساندة المقدمين من قبل إدارة أوباما لوسائل الإعلام الجديدة، وقد تم الاعتراف بواقع «حروب الانترنت» من قبل شخصيات وهيئات إعلامية ضخمة في العالم. المصدر: تشرين السورية 11/5/2011