وقف خميس مارتن أمام المصلين بمسجد لتقوي بالكلاكلة شرق بعد صلاة المغرب يوم الاثنين الماضي, وهو ويحكي وبلسان فصيح وقدرات عالية في الخطابة عن المشكلات التي يواجهها إخوانه المسلمون من أصول جنوبية, الذين وصفهم بأنهم إعداد كبيرة ولا يستهان بها وأشار الي أنهم اجبروا علي الرحيل من شمال السودان الي جنوبه للمشاركة في عملية الاستفتاء والتصويت لصالح الانفصال تحت الضغوط النفسية والاجتماعية وهم يعلمون تماما أن الانفصال هو الأرجح ويخافون علي مستقبلهم داخل الدولة الجديدة في حالة تصويتهم لخيار الوحدة مع الشمال وأكد ان الضغوط تواصلت عليهم ومن كافة الجهات الجنوبية خاصة المجتمع المسيحي الذي يمثل الأغلبية وبعض قادة الجيش الشعبي وجنوده الذين يصفونهم بحسب خميس بألفاظ عديدة, منها اتهام المسلمين بالجاسوسية والعمالة لدولة شمال السودان, وأنهم خانوا أهلهم مهربوا من بلدهم في حالة الحرب ليعودوا بعد توقفها, داعيا أخوانه في الدين الإسلامي من أبناء الشمال وبقية الدول الإسلامية الوقوف صفاً واحداً مع أخوانهم المسلمين الجنوبيين باعتبارهم يمرون بأوضاع صحية ونفسية واجتماعية هكذا أتت عبارات الفتي الأبنوسي الأسمر خميس بيتر الذي كان يتحدث بلسان عدد من أ[ناء جلدته اختاروا أفضل الأديان التي أزلها المولي عز وجل, ليجلس بعدها أرضا مذهولا ومرهقا قبل أن يختم آيات من الذكر الحكيم بصوت جهوري وتلاوة أفضل مما يجب أن يكون بمخارج حروف سليمة وقبل أن يمضي مع صاحبه (حسين أمانويل) التقيت به خارج المسجد وعرفته بنفسي, وبعد أن أوضحت له رغبتي في إثارة الموضع للرأي العام, عاتبني بان كافة الصحف لم تتطرق للمشكلات التي يمكن أن تواجه مسلمي الجنوب بعد إعلان الانفصال بصورة رسمية في التاسع من يونيو بالرغم من أنها أي تلك الصحف تناولت وبصورة مكثفة مالات الانفصال بكل جاونبه, خاصة مشكلات الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية وطلاب الجنوب بالجامعات الشمالية والجنسية وحق المواطنة وغيرها, دون التطرق وفقاً له الأوضاع المسلمين هناك وقال ان هناك مئات المسلمين بالجنوب يواجهون أوضاعا صعبة جدا ومضايقات عديدة من غير المسلمين, ويصفونهم بألقاب قبيحة مثل (معرصين وعملاء الشمال) وغيرها. وشدد خلال تصريحاته ل(التيار) علي أن أكثر من يواجهون مشكلات من مسلمي الجنوب هم القادمون من الخرطوم وبقية دول الشمال الي دولة الجنوب الوليدة, وارجع أسباب تناوله للقضية بالمساجد لعدم قدرتهم علي توصيل مشكلاتهم الي المسؤولين بدولتي الشمال أو الجنوب, لأن المسألة بحسب قوله تحتاج الي عدد من الإجراءات التي وصفها بالصعبة وتعمل علي تأخير الوقت, حيث يوجد عدد من الذين يقفون أمام المتقدم بقضية الي مسؤول في وجهة بداية بالاستقبال ثم السكرتير وأخيراً مدير مكتب المسؤول المقصود لتكون بداية عملية المواعيد والأعذار, متهماً حكومة الجنوب بأن ليس من ضمن أعمالها أي شئ لمصلحة الجنوبيين المسلمين, بل وتحاول دوماً عرقلة مسيرتهم والعبادات او الشعائر التي يقومون بها, مشيراً الي ان هنالك عددا من مسلمي الجنوب منتشرين بمساعد ولاية الخرطوم لدعوة المسلمين للوقوف في صف إخوانهم بالجنوب حتي العبور السليم من محنتهم الحالية, باعتبار أن المساجد هي اقصر السبل وأيسرها للتعرف بمشكلات مسلمي الجنوب فيما أكد صديق حسين صندوق خيري أن هنالك لجنة للدفاع عن حقوق المسلمين بدولة الجنوب, تعمل دوما من اجل توصيل المشكلات التي يواجهونها الي جهات حكومية لتعريفهم بتلك المصاعب, ولكن رأي البعض صعوبة الوصول الي المسؤولين ليكون خيار التوجه التبرع المادي والعيني والمعنوي لمصلحة أشقائهم بالجنوب. وقال ان تلك الفكرة حققت مقصدها بصورة كاملة وتفاعل المصلون بالمساجد مع إخوانهم المسلمين بالجنوب, ليخرج كل من يدخل الي مسجد بحزمة من الأموال التي تساعد في الصندوق الخيري الذي تم إنشاؤه بهدف دفع المسيرة والوقوف ضد الزحف المضاد للمسلمين, مشيرا الي ان كل الذين يعملون علي الدعوة للوقوف مع مسلمي الجنوب هم من الطبقة الراقية والمتعلمة, الذين يملكون القدرة الكافية لتوصيل المعلومة بالصورة المطلوبة. الردة عن الدين من جانبه قال الشيخ أحمد علي إمام خطيب مسجد الرسالة الخالدة بمنطقة دار السلام جبل أولياء, ان بالمنطقة عدد من الأسر المسلمة من الإقليم الجنوبي, وكانوا يعيشون في أمن وسلام وسط بقية المواطنين ويؤدون كافة الشعائر والعبادات في المساجد, ولكن ذهبوا الي الجنوب كغيرهم ليشاركوا في عملية الاستفتاء. وأوضح أنه سمع بعدد من المشكلات التي يواجهها مسلموا الجنوب بعد الانفصال الذي أدت اليه عملية الاستفتاء الماضي, مما سبب عدداً من المضايقات للمواطنين المسلمين وخاصة الذين أتوا من الشمال, وحذر من خطورة تعرض مسلمي الجنوب الي مثل تلك المشكلات التي ستؤدي وفقاً لأحمد الي ان يترك ضعاف النفوس الدين الإسلامي ويتحولوا الي أديان أخري تحت الضغوط التي تمارس عليهم هناك, داعيا الي ضرورة الوقوف في وجه المشكلات التي يتعرضون لها من المنظمات التي تعمل علي نشر أديان أخري وتسهل علي الداخلين وترغبهم فيها, خوفاً من الردة عن الدين الاسلامي تحت الضغوط علي طريقة من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم, دون النظر الي دواعي الانفصال التي وصفها بالسياسية. نقلا عن صحيفة التيار السودانية 11/5/2011م