أعلن اللواء قوردون كونق عن توحد كافة الفصائل العسكرية المنشقة عن الجيش الشعبي ومن جانبه تحت مسمي قوات الجنوب (S.S.D.F)، مشيراً إلى أن القادة المتواجدين بميادين العمليات بمناطق ولاية الوحدة وولاية أعالي النيل وولاية جونقلي قد اختاروه قائداً عاماً لقوات دفاع الجنوب الاسم الذي انضمت وتوحدت تحته الفصائل مجتمعة. وطالب اللواء قوردون في تصريح خاص ل (أخبار اليوم) بتقديم الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب والفريق جيمس هوث رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي وقيير شوانق وزير داخلية الجنوب وباقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية طالب بتقديمهم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، مضيفاً بأنهم بصدد رفع دعوى الى المحكمة بلاهاي تتعلق بارتكاب القادة المذكورين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترقي إلى الإبادة الجماعية في المذبحة التي وقعت بمنطقة (كال داك) في الساعة الثامنة من صباح 23 ابريل الماضي والذي راح ضحيته خمسمائة شخص معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ العزل الأبرياء في اثناء مهاجمة الجيش الشعبي لإتباع الجنرال قبريال تانج بالمنطقة المذكورة . ودعا اللواء قوردون المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية وأجهزة العدالة الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه ما حدث بإجراء تحقيق فوري حول الحادث اللا أنساني البشع. وحث القائد كونق قادة الأحزاب الجنوبية على اتخاذ موقف واضح مما يجري من فظائع ترتكبها قوات الحركة الشعبية بحق المدنيين في الجنوب، منادياً بضرورة أن يحدد الساسة موقفاً قاطعاً بالانحياز للمقاومة وان يغادروا المنطقة الرمادية، مردفا بان الأوضاع في الجنوب لم تعد تحتمل أن يقف هؤلاء الساسة برجل في مركب الحركة ورجل أخرى خارجها. وأطلق الجنرال قوردون نداء عاجلاً لأبناء النوير بالجيش الشعبي المتواجدين بمناطق ابيي بالانسحاب بأسرع ما يمكن من مناطق العمليات بمنطقة ابيي. وعزا قوردون عدم الاستقرار الذي يشهده الجنوب الآن لما تمارسه الحركة الشعبية من قتل للمدنيين وللأبرياء العزل. وشدد الجنرال كونق على أن ما قاله وسيقوله ليس مجرد للاستهلاك الإعلامي والسياسي، مؤكداً أنه سيتبع كل ما يقول بالعمل، منبها إلى أن حقائق الواقع على الأرض تشهد على كل كلمة قالها عن الأوضاع الراهنة بالجنوب باكثر مما نطق به لسانه هو. ودعا اللواء قوردون أبناء الدينكا للنأي بأنفسهم عما تقوم به حكومة سلفاكير، مبيناً أن حرب النوير ليست مع كل الدينكا إنما هي مع من تورط في المخطط الاقصائي والاستئصالي الذي يتبني تنفيذه الآن ما يعرف بمجموعة (أولاد قرنق) تحت قيادة سلفاكير. ومضي قوردون إلى القول: أن قرنق لم يمت، اذ أن من يحكمون ويتحكمون اليوم في الجنوب يعلمون وفقا لأفكاره ونهجه المعروف الذي راح ضحيته أفضل القادة بأسلوب التصفيات الجسدية والاغتيالات، مضيفاً بأن هذا النهج والعقلية هي ما يحكم الجنوب الآن وبتوسع فظيع . من جهة أخرى أفادت متابعات (أخبار اليوم) أن الحوار الذي أجرته الصحيفة مع الجنرالين قوردون كونق واللواء دوبيت يحي قد أثار ردود فعل واسعة النطاق داخل صفوف الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان وخارجها. حيث أكدت مصادر مطلعة ل (أخبار اليوم) أنه اثر نشر الحوار الذي أعلن فيه قوردون كونق الحرب على حكومة الجنوب تم نقل اللواء قبريال تنج المحتجز بمقر القوات المشتركة بجوبا إلى منزل اللواء فاولينو ماتيب بحي الوزارات بعاصمة الجنوب. واعتبرت المصادر ان وضع تاتج تحت حراسة القوات التابعة لفاولينو والتي قوامها من عناصر قبيلة النوير يعد تراجعا كبيراً من قبل الحركة الشعبية. وكشفت المصادر أن تعبان دينق والي ولاية الوحدة الذي اتهمه الجنرال قوردون هو ود. رياك مشار باستدراج قبريال تانج قد ذهب فور ذلك لمقابلة رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت طالباً منه إيجاد حل عاجل لقضية حرب المليشيات قبل إعلان الدولة الجديدة. وأكدت المصادر أن اتجاهاً قد برز داخل حكومة الجنوب لتكوين لجنة للحوار مع القادة الذين لازالو بالشمال. وكانت قد سرت شائعة أول أمس في مدينة ملكال جعلت بعض المواطنين يهرعون للهرب بعد أن انتشر خبر كاذب بان قوات دفاع الجنوب بقيادة اللواء قوردون واللواء جيمس لونج في طريقها لدخول المدينة. وفي الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن قييرا شوانق وزير داخلية الجنوب اصدر تعليمات صريحة بعدم اطلاع أبناء النوير بالحركة على كثير من المعلومات تخوفاً من الاستفادة منها حال انضمامهم إلى الفصائل المناوئة للحكومة. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 16/5/2011م