تقاطعت مواقف قوي المعارضة السودانية بشان ما يجري في آبيي وقد بدا جليا ان الحزب الشيوعي علي وجه الخصوص يقف موقفا مساندا للحركة الشعبية بقية القوي الأخرى ألقت بالأئمة علي الطرفين ولعل تقاطع مواقف هذه القوي وتردد بعضها مرده الي عدةأمور أهمها ممالأة بعضها للحركة الشعبية وموالاتها بسبب لقاءات سياسية جمعتها بها فيما عرف بتجمع جوبا المؤتمر الشعبي بزعامة د.الترابي علي سبيل المثال لزم الصمت ثم ترك أصل الأزمة ليلقي باللائمة علي المؤتمر الوطني باعتباره مثيرا للازمات .حزب الأمة بزعامة المهدي تردد طويلا الحزب الاتحادي الأصل بزعامة الميرغني كال الاتهامات للطرفين .المشكلة ان كل هذه القوي المعارضة لم تقف الوقفة المبدئية المطلوبة إذ إن الجميع يعلم ان هذه ليست هي المرة الأولي التي تقف فيها الحركة موقفا غادرا عدوانيا ضد الجيش السوداني بشان نزاع آبيي .لقد كان المطلوب فقط ولدواعي إبراء الذمة الوطنية وبغض النظر عن أي حسابات أخري ان تدين القوي المعارضة –من حيث المبدأ-اعتداء الجيش الشعبي علي الجيش السوداني وقافلة الأممالمتحدة .وللأسف الشديد فان مجلس الأمن نفسه المنحاز ومعروف بانحيازه للحركة الشعبية أدان في بيان صادر عنه في الخرطوم اعتداء الجيش الشعبي علي الجيش السوداني والقافلة الأممية وهي إدانة لابد منها من حيث المبدأ لأنها علي الأقل هي المدخل لفهم طبيعة الأزمة والنتائج التي ترتبت عليها .إن قوي المعارضة السودانية بالطبع لا تستطيع الزعم ان سلوك الحركة كان سليما ولهذا كان عليها ان تدينه .كما ان قوي المعارضة تعلم في قرارة نفسها ان آبيي كمنطقة حدودية بين الشمال والجنوب مع استصحاب قرار تحكيم لاهاي تقع بكاملها ضمن حدود الشمال ومن ثم فهي منطقة داخل الشمال وان نزاع الجنوب في تبعيته لها وارتضي الشمال إجراء استفتاء فيها .إننا هنا نتساءل عن (الضمير الوطني )لدي قوي المعارضة السودانية وهي تري (شرف الجندي السوداني )يتعرض للانتهاك دون مبرر سوي فرض الأمر الواقع .لو ان قوي المعارضة السودانية أسقطت الجيش السوداني من حساباتها واعتبرت ان ما جري أمر عادي ،فان هذا مما يقدح في وجدانها الوطني ،إذ إن الجيش هو حامي حمي البلاد وهو حتى هذه اللحظة المسئول الأوحد عن حماية أي شبر في أراضي السودان بحكم مسئولياته الدستورية وسوف يسجل التاريخ لهذه القوي المعارضة أنها ارتضيت المساس بشرف الجيش السوداني وملأت فمها بالماء حيال أمر لا مجال فيه للتردد في اتخاذ المواقف السياسية بجلاء .