الوضع الحالي في الوطن العربي لا يسر الخاطر.. فكل الدول العربية منشغلة بأوضاعها الداخلية المضطربة والمؤامرات التي تحاك ضدها.. وقد لخص صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هذه الحالة يوم الأحد الماضي أثناء استقباله المسئولين بالدولة قائلا: «إن التعاون والتنسيق العربيين باتا أكثر أهمية وإلحاحاً في ظل ما تمر به المنطقة من تطورات وما تموج به من تحديات وما تشهده من عدم استقرار، وان الوقت قد حان للمبادرات التي تزيد من اللحمة والترابط العربي، وان نجتمع كأمة عربية وإسلامية على كلمة سواء تحيي مجد أمتنا وازدهارها».. وأكد سموه انه «حينما تنشغل كل دولة بنفسها ينشغل الجميع عن مصيرهم المشترك الذي يجب أن يكون دائماً قاسماً حاضراً بينهم». حديث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هذا هو عين الصواب في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية.. حيث تنشغل كل دولة بشئونها الداخلية، أو هكذا يراد لها أن تكون، وهذا يعيدنا إلى السيناريو الذي طرح منذ عدة سنوات لتغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، وتمزيق الوطن العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة.. وتحويل مجتمعاتها إلى (كانتونات) منعزلة عن بعضها بعضا.. فعلى الرغم من حديث (الغرب) برومانسية عن ربيع الثورات العربية، فإننا لم نحصد حالة استقرار سياسي أو ازدهار اقتصادي حدثت في أية دولة اشتعلت فيها هذه (الثورات)! مصر مازالت تعاني عدم الاستقرار، وكل يوم جمعة تقوم مظاهرات صاخبة، وخسائر مصر الاقتصادية والمادية لاتزال من دون توقف، رغم الدعم السعودي بتقديم أربعة مليارات دولار أمريكي لمصر في شكل قروض ميسرة واعانات لمساعدتها على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي مرت بها بعد ثورة الربيع العربي! وتونس هي الأخرى لم تلتقط أنفاسها ولم تجن ثمار ثورتها السياسية، وليبيا سوف تقسم إلى أكثر من دولة أو قطاع.. والمصير ذاته ربما ينتظر اليمن وسوريا.. وهكذا نجد أنفسنا أمام تطبيق سريع لسيناريو تفتيت الوطن العربي تحت اسم: (ربيع الثورات العربية)! في البداية سوّقوا لنا شعار: (الفوضى الخلاقة) فحصدنا أنظمة طائفية تدعي الديمقراطية مثل العراق! والآن يسوّقون لنا شعار: (ربيع الثورات العربية) لكي يعيدوا تقسيم الوطن العربي، وننشغل بالحروب والثورات والأزمات عن العمل في مجال التنمية الاقتصادية، وتتحول كل الثروات الاقتصادية والنفطية العربية إلى المزيد من صفقات الأسلحة من الشركات والمصانع الغربية! حتى نحن في البحرين تم اقحامنا (بالقوة) في الربيع العربي والثورات رغم أن البحرين كان الكل يشيد بتجربتها الديمقراطية وبالإصلاح السياسي فيها، بما في ذلك الدول الغربية وزعماؤها أنفسهم!.. وفي النهاية وجدنا أنفسنا أمام مؤامرة إيرانية لاسقاط النظام في البحرين! باختصار.. (نتفوا) الوطن العربي، وقالوا لنا ربيع الثورات! المصدر: اخبار الخليج 31/5/2011