توجت قطر جهودها التي بذلتها على مدار أكثر من ثلاثين شهرا "مدة مفاوضات منبر الدوحة لسلام دارفور" بإقرار المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة حول دارفور " وثيقة الدوحة" التاريخية كأساس للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سلمية شاملة تضم الجميع وسلام واستقرار مستدامين في دارفور. المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة حول دارفور مثّل مقاربة سياسية للتعاطي مع قضية دارفور لأنه تجاوز التصور القائم في كون الحركات وأصحاب المصلحة في دارفور يمثلون توجهين مختلفين ومتناقضين. حيث نقل المؤتمر أصحاب المصلحة إلى دور الشريك الفعال في معالجة قضايا الناس في دارفور. إن المسؤولية الوطنية تقع الآن على عاتق الحكومة السودانية والحركات المسلحة في البدء بحراك سياسي شامل ينتهي بالتوقيع على اتفاقيات نهائية استنادا الى الوثيقة التي تلخص مواقف جميع أصحاب المصلحة في دارفور كما الحكومة السودانية والحركات المسلحة مطالبة الآن وبسرعة إنهاء العدائيات والتوقيع على اتفاقٍ لوقف إطلاق النار لينعم أهل دارفور بالأمن والاستقرار. لقد أثمرت جهود قطر وجهود الوساطة المشتركة على مدار أكثر من عامين ونصف إنجازات ملموسة على صعيد جميع قضايا المفاوضات حيث حظيت وثيقة الدوحة بإجماع تام من قبل أصحاب المصلحة على رؤية الوثيقة لقضايا التعويضات وعودة النازحين واللاجئين، واقتسام السلطة والوضع الإداري لدارفور، واقتسام الثروة، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، والعدالة والمصالحة، والوقف الدائم لإطلاق النار والترتيبات الأمنية النهائية، وآلية التشاور والحوار الداخلي وآليات التنفيذ. النجاح الذي حققته قطر باعتماد وثيقة الدوحة للسلام في دارفور لن يتوقف عند هذه المحطة فقطر ستظل شريكا أساسيا في تحقيق السلام في دارفور من خلال استعدادها لاستضافة التوقيع على اتفاق بين حكومة السودان وحركات دارفور المسلحة على أساس مخرجات المؤتمر. كما أنها سترأس لجنة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي يجري التوقيع عليها والتي تشمل في عضويتها شركاء دوليين آخرين حيث ستعمل هذه اللجنة مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لمساعدة الأطراف في إبرام وتنفيذ اتفاق سلام شامل يضم الجميع. أهل دارفور والسودانيون جميعا يمتلكون الآن وثيقة سلام تمثل ركيزة أساسية لبناء السلام الشامل في دارفور، وانجاز الوثيقة يعد لحظة اختبار حقيقية لحكمة أهل السودان ورغبتهم في التحدي وتجاوز المحن وهم قادرون على ذلك بلا شك. المصدر: الرايةالقطرية1/6/2011