قال الفريق أول كارتر اف. هام قائد القوات الأمريكية لإفريقيا 'أفريكوم' ان الجزائر لم تتورط في إرسال مرتزقة إلى ليبيا من أجل دعم نظام القذافي، مشددا على أن نهاية الأزمة الليبية بالنسبة لواشنطن تتمثل في رحيل العقيد معمر القذافي وترك الشعب الليبي يختار من يحكمه بحرية. نفى قائد 'أفريكوم' الاتهامات التي وجهت إلى الجزائر بدعم لنظام القذافي وإرسال مرتزقة إلى ليبيا، موضحا أنه قرأ هذا الكلام لكن لا توجد أية تقارير أو معلومات رسمية يمكن أن تؤدي إلى الشك في إقدام الحكومة الجزائرية على مثل هذه التصرف المنافي لسياستها التي تقوم على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، حسب قوله. وقال الفريق أول هام في مؤتمر صحافي عقده أمس الأربعاء في مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة الجزائرية أن زيارته إلى الجزائر التي تعد الأولى من نوعها منذ توليه منصب قائد 'أفريكوم' كانت فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر مع المسؤولين الجزائريين. والتقى المسؤول الامريكي خلال هذه الزيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الدولة المكلف بالدفاع اللواء عبد المالك قنايزية ووزير الدولة المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، إضافة إلى المستشار برئاسة الجمهورية المكلف بملف مكافحة الإرهاب كمال رزاق بارة. وأشار إلى أن المحادثات التي جمعته بالمسؤولين الجزائريين تميزت بالصراحة والدقة، وقال ان الكلام بين الطرفين 'ذهب مباشرة إلى عمق الأشياء، خلافا لما هو عليه الأمر بالنسبة لمسؤولي حكومات دول أخرى'. وأوضح أن النقاش بين الطرفين تركز بشكل كبير على الوضع في ليبيا، إضافة إلى الوضع في تونس وفي منطقة الساحل، مشيرا إلى أن هناك تطابقاً كبيراً في وجهات النظر بين الجزائر وواشنطن بخصوص نهاية الأزمة في ليبيا. وقال ان نقاط الاختلاف القائمة تخص فقط الوسائل والطرق المتبعة للوصول إلى هذه النهاية، وأن نقاط الاتفاق بين الجانبين أكثر من نقاط الاختلاف. وعن سؤال يتعلق بما إذا كانت الحكومة الجزائرية ترغب أيضا في رحيل القذافي، رد الفريق 'هام' بالقول 'لا يمكنني الحديث باسم السلطات الجزائرية، لكن ما أريد أن أقوله هو أني لم أكن بحاجة لإقناع أي مسؤول جزائري بالعمليات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة تحت مظلة الأممالمتحدة وفي إطار حلف الناتو في ليبيا، لأني وجدت تفهما من الجانب الجزائري'. وفضل المسؤول العسكري الأمريكي عدم الخوض في موضوع إمكانية إرسال قوات برية إلى ليبيا لإنهاء النزاع القائم هناك، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أن القوات الأمريكية لن تقوم بعمليات عسكرية على الأرض. واعتبر أن الضربات الجوية التي يقوم بها حلف الناتو في ليبيا أضعفت قوات القذافي بشكل كبير وحدّت من قدرتها على القيام بعمليات ضد المواطنين الليبيين، موضحا أن من نتائج هذه الضربات أن عددا من المسؤولين العسكريين والمدنيين فروا خارج ليبيا. وذكر أن دور 'أفريكوم' في ليبيا سيبدأ بعد نهاية النزاع القائم هناك ورحيل القذافي عن الحكم، مشيرا إلى أن العسكريين الأمريكيين لن يكون لهم دور قيادي، بل سيتمثل دورهم في المساعدة التقنية والإنسانية، وليس الهدف الوجود العسكري في ليبيا. وأكد الفريق 'هام' أن الوضع في الساحل كان أيضا من بين النقاط التي ناقشها مع المسؤولين الجزائريين، مشددا على أن الجزائروالولاياتالمتحدة تتقاسمان التخوف من الانتشار الواسع للأسلحة في ليبيا، وأخطار وقوع هذه الأسلحة في أيدي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأنه من الضروري تشديد الرقابة على الحدود بين ليبيا وبين دول الساحل. المصدر:ا لقدس العربي 2/6/2011