طرابلس، ليبيا ((CNN) -- أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية أن الزعيم الليبي معمر القذافي ما زال على قيد الحياة رغم قصف قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" مقره في باب العزيزية. وقال المتحدث، موسى إبراهيم: "إن الرسالة التي بعثتها قوات الناتو في الساعات الأولى من هذا الصباح (الاثنين) أرسلت إلى العنوان الخطأ." وكان دوي انفجارات وأزيز الطائرات المقاتلة قد هزّ العاصمة الليبية، طرابلس، الاثنين، في قصف يعتبر الأعنف لحلف الأطلسي منذ عدة أسابيع، وزعم التلفزيون الرسمي أن سوى بالأرض مبن بمجمع الزعيم الليبي، معمر القذافي. وذكر التلفزيون الليبي أن القصف الجوي على "باب العزيزية" تسبب في سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين، دون الإشارة إذا ما كان القذافي داخل المقر ساعة استهدافه. وقد أعلن حلف شمال الأطلسي، ناتو، الاثنين، تنفيذ طائراته المقاتلة 1550 ضربة جوية منذ توليه قيادة العمليات ضد ليبيا. وفي الأثناء، قتل 36 شخصاً وأصيب 70 آخرون في قصف عنيف للكتائب الموالية للقذافي، على مصراتة، الأحد، كما تعرضت المناطق الغربية والجنوبية منها، لقصف، الاثنين، وفق الناطق العسكري باسم "الثوار"، العقيد أحمد باني. وذكر باني أن فرقة من كتائب القذافي خدعت مجموعة من الثوار برفع علم الثورة ولدى اقتراب تلك المجموعة منهم للتحية بادروا بفتح النار عليهم، ودعا الثوار للحذر من حيل مشابهة. وتعرضت مصراتة، الأحد، إلى قصف مدفعي كثيف، رغم إعلان الحكومة الليبية إنها تخطط لسحب قواتها من المدينة وهو ما عادت ونفته بالإشارة إلى أنها قررت تعليق العمليات هناك. وقال نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، إن القوات الحكومية قررت تعليق العمليات فقط في مصراتة وليس الانسحاب من المدينة، التي شهدت أعنف المواجهات بين الكتائب الموالية للقذافي والثوار، منذ بدء المواجهات في 17 فبراير/شباط الماضي. ويذكر أن الثوار قد أعلنوا، السبت، استعادة السيطرة على المدينة بعد معارك دامية أسفرت عن سقوط 22 قتيلاً على الأقل، بحسب ما أكد شهود عيان لCNN. وزير الخارجية الجزائري: وصول ثوار ليبيا إلى الحكم أمر غير وارد قال: رحيل القذافي يجب ألا يكون شرطا مسبقا للحل الجزائر: بوعلام غمراسة أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، في تصريحات نشرت أمس، أن رحيل العقيد معمر القذافي عن الحكم يجب ألا يكون «شرطا مسبقا» للحل السلمي في ليبيا، متهما المجلس الوطني الانتقالي (المعارضة الليبية) ب«تلويث الحقيقة»، وقال إن مسألة وصولهم إلى الحكم «احتمال غير وارد». وقال مراد مدلسي في مقابلة مع صحيفة «الشروق» الجزائرية إن «رحيل القائد القذافي يجب أن يكون احتمالا واحدا من بين جملة الاحتمالات الأخرى.. وإذا أراد الليبيون ذلك فالجزائر ستحترم قرارهم». وأضاف أن المجلس الوطني «يسعى، بدعم من آخرين، إلى حمل الجزائر على تغيير موقفها القائم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وهذا أمر غير ممكن تماما». وقال: «الجزائر نددت بالعنف في ليبيا منذ بدايته، وسجلت على نفسها موقف عدم التدخل في أمور الغير مهما حصل، وكذلك عدم التدخل الأجنبي في شؤون أي دولة شقيقة، وبالتالي نحن بقينا ملتزمين بموقفنا المبدئي ما دام الأمر يعني الليبيين أنفسهم». وتابع «ليس للجزائر أن تختار الوقوف مع الليبيين في بنغازي أو الليبيين في طرابلس ضد بعضهم، هذا الأمر أغاظ جماعة بنغازي ومن وراءهم، لأنهم كانوا ينتظرون منا أن نكون يدا مرافقة لهم ضد الليبيين في طرابلس». ولم يوضح مدلسي من يقصد ب«من وراءهم». وسبق له أن قال للإذاعة الحكومية الجمعة الماضي، إن اتهام الجزائر بالتورط في قضية المرتزقة «يندرج في إطار أجندة لا علاقة لها بالوضع في ليبيا». وتساءل مدلسي في إطار الصراع الذي يجمع الجزائر بالمعارضة الليبية: «لماذا لم نؤيد جماعة معينة في مصر أو تونس؟ الجواب، لأننا وقفنا مع إرادة الشعوب انطلاقا من عدم التدخل في الشؤون الداخلية، هذا المبدأ نتمسك به ونصر عليه بصفة خاصة عندما يتعلق الأمر بدول شقيقة وجارة». وذكر مدلسي أن الجزائر «صرحت بصفة رسمية وواضحة بأنها تحترم قرار مجلس الأمن 1973 والقرار 1970 الذي يمنع تسرب وانتشار الأسلحة بصفة غير قانونية، وقلنا إننا نحترم القرار إذا كان هدفه إنسانيا يتعلق بحماية المدنيين، لكن ما يجري اليوم في الساحة الليبية وغيرها، يؤكد وجود نيات تتحدث عن حلول لم يتحدث عنها القرار صراحة». واستبعد مراد مدلسي وصول المعارضة المسلحة إلى الحكم، قائلا: «هذا احتمال غير وارد اليوم، ممكن الحديث بشأنه إذا تم بالفعل، لكن اليوم فهو غير وارد.. وبالتالي أنا أغتنم هذه الفرصة لأثمن موقف الجزائر القاضي بوحدة ليبيا، لأن هذا الموقف هو موقف الليبيين أنفسهم مهما كان الطرف الذي يصل إلى الحكم بعد ذلك». وأوضح مدلسي أن «الاتحاد الأفريقي» عن طريق الوفد الذي يقود جهود الوساطة في ليبيا، هو «الوحيد الذي بإمكانه التحاور مع الطرفين»، مشيرا إلى أن حل الأزمة في ليبيا «يجب أن يكون بعيدا عن النيات والزوايا الضيقة، التي سمحت إلى يومنا هذا للمجلس الانتقالي بأن يلوث الأمور والحقيقة». وأضاف: «بعض الأطراف تغذي العنف وأخرى تغذي السلام في ليبيا، والجزائر من الصنف الثاني بصفة واضحة ودون تمييز بين الليبيين». ويتهم المجلس الوطني الانتقالي الجزائر بدعم النظام الليبي من خلال إرسال مرتزقة يحاربون مع كتائب القذافي. وقال مسؤول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام، الأسبوع الماضي، إن «القذافي يحصل على دعم بما في ذلك عبر دول عربية مثل الجزائر». وأوضح أن القذافي «حصل عبر الجزائر على 500 مركبة رباعية الدفع بحسب مصادر أوروبية صديقة». ورد مدلسي هذه الاتهامات بالقول «الإصرار على هذه الادعاءات دون أدلة يضعف موقف المدعين ولا يقويه، وفي المقابل يقوي موقف الجزائر». وبرر مراد مدلسي الاتهامات المتكررة للمجلس الانتقالي رغم التكذيبات الرسمية الجزائرية بسعي «(الإخوان) في بنغازي، دعما من آخرين، إلى أن تتراجع الجزائر عن مواقفها الدبلوماسية، وهذا أمر غير ممكن إطلاقا».