الكاتب الامريكي دوغلاس جونسون واحد من آلاف الثغرات التي فتحناها في سياج امننا الوطني المليء بالثقوب بسبب غفلتنا وفشلنا الدبلوماسي والاعلامي وجهلنا بما يدور في العالم حولنا ، وغفلتنا عن الكوادر الصهيونية المعادية التي تدير دفة المعركة ضد السودان ووحدته واستقراره، بل وبقائه ومن عملائهم المأجورين والموتورين وهذا الكاتب غير المعروف بمراصدنا الدبلوماسية والإعلامية هو احد الاعداء النشطين للسودان الشمالي وأحد المناصرين لمخطط تدمير السودان الذي تحدث عنه علنا وفي منبر عام الوزير الصهيوني ريختر المدير السابق لادارة الأمن في اسرائيل ، واحد اكبر المناصرين لمشروع السودان الجديد الذي يرمي لسيطرة العناصر الافريقية على الشمال كله. ولو كان يكتب من وراء ستار او في محيط مجهول لعذرنا المناط بهم متابعة ما يكتب ومن يكتب، ولكنه واحد من كتاب ال (نيويورك تايمز) كبرى الصحف الامريكية وأحد افراد طاقم خدمتها بكل لغات العالم وقد افصح عن آرائه في كتابه (جذور الحرب الاهلية في السودان) . ومع ذلك قبل به السودان عضواً في مفوضية ابيي مع آخرين على شاكلته لم يبحث احد عن خلفياتهم ومواقفهم وكانت النتيجة قراراً متسرعاً خارج صلاحيات المفوضية المغرضة يمنح الحق كله للدينكا على حساب المسيرية ، لكي يصبح رفض السودان للقرار المتحيز دليلا دامغا على ظلم السودان الشمالي للجنوب وتعسفه . وقد خرج الينا الكاتب بمقال جديد عنوانه (( الانفصال السلمي بالسودان في خطر )) وليس فيه من جديد فهو يكرر نفس القناعات الزائفة التي اصبحت بكثرة تكرارها معتقدات راسخة وسط الرأي العام الغربي المضلل.فهو يشير الى الحرب الاهلية التي انتهت باتفاقية نيفاشا بانها حرب بين العرب في الشمال والانفصاليين في الجنوب . وهي الفرية التي يقوم عليها مشروع السودان الجديد الذي يحول الامر برمته الى صراع عنصري بين ذوي الاصول العربية يمثلون اقلية وفق تحليل خاطي لاحصاء 1956 واغلبية غير عربية لا تشمل ابناء الجنوب فقط بل غالبية ابناء الشرق وجبال النوبة والنيل الازرق ودارفور التي قال عنها انها تسعى لمزيد من الاستقلال عن السودان وربما حتى ابناء النوبة في الشمال . وهي الفكرة التي خُدع بها الامريكيون من اصول افريقية مضيفين قوتهم الاعلامية الى قوة اللوبي الصهيوني ، والتطرف الافانجلي الصليبي ونجومية هوليود التي تخضع لسيطرة يهودية تكاد تكون كاملة . وهو بالطبع متحيز ومتحمس اشد ما يكون التحيز والحماس لحق الدينكا المطلق في ابيي وتجاهل حق المسيرية الذين يشير اليهم في مقاله باعتبارهم «عربا مهاجرين موسميين من الشمال » لا حق لهم في الارض. وهو لا يرى فائده في اي حلول سلمية او مصالحات او حتى حوار بين الاطراف ، بل يلوم المجتمع الدولي على استناده لمثل هذه الحلول. لا حل بالنسبة له الا ان يتخلى المجتمع الدولي (امريكا ) عن سياسة الجزرة واستخدام سياسة العصا باتخاذ اجراءات صارمة مثل الغاء محادثات تخفيف اعباء الدين وتعليق بتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. وهو يرى ان يقوم المجتمع الدولي بجر الصين الى تبني تلك السياسة المناهضة للسودان . ويرى ألا يقوم الاستفتاء لتحديد انتماء المنطقه للشمال او الجنوب الا بعد ان يتأكد المجتمع الدولي (امريكا) من الاشراف الكامل على عملية التصويت وذلك فقط بعد ضمان عودة سكان ابيي الاصليين من قبيلة الدينكا نقوك وممارستهم الحرية والاستمتاع بحقوقهم الديمقراطية . وليس في خطة الكاتب اي مكان لقبيلة المسيرية او حريتها او حقوقها الانسانية والديمقراطية. هذا المقال العدائي المسموم لم تتسع مواعينه من منبر اسرائيلي . ولا مدفوع الثمن من جهة اعلامية غير عالمة ولا معنية بالقضية .ولكن يصدر عبر صفحة الرأي في صحيفة عربية شقيقة تقدم نفسها باعتبارها صحيفة العرب الدولية . وهي ليست صحيفة مجهولة الهوية تلسع في الظلام ولا تصدر من جماعة مندسة يجنح بها الكسب الحرام او المزاج الشخصي المنحرف . ولكنها تصدر عن اناس هم في قمة المسئولية في بلد شقيق يكنون للسودان كل الخير والمحبة ويبادلهم السودان حباً بحب ولا يمكن ان يسمح لاحد بان يمس سمعة بلدهم الشقيق او يهدد أمنه . هذا ليس موقفا طارئا بل حملة اعلامية سياسية منظمة تتطلب مواجهة سياسية ودبلوماسية على أعلى المستويات حتى يتبين الهدف الحقيقي لهذه الحملة ومن يروجون لها . فلو ان هذه الحملة قد وجهت لدولة اخرى هكذا بلا سبب لقامت الدنيا ولم تقعد ولكن سكوتنا يغري شلة من المنعمين المغرورين باصطيادنا لتسليتهم. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 7/6/2011م