في ما وصفته المعارضة بسعي الزعيم الليبي معمر القذافي لقتل المزيد من الابرياء قبل رحيله المحتم، وصلت أعداد ضحايا هجمات كتائب القذافي على مدينة مصراتة إلى 31 قتيلاً و150 جريحاً، فيما تمكن الثوار حتى الآن من صد الهجوم المضاد ولا تزال السيطرة في المدينة للثوار رغم الهجمات المستمرة من قذائف القوات الموالية للقذافي. وأفاد أحد الثوار بأن القصف بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات طال - على الأخص - قطاع الدفينة الذي يبعد 35 كلم عن وسط مدينة مصراتة. فيما اندلع قتال عنيف في بلدة زليتن على بعد 160 كيلومترا فقط شرقي طرابلس لفتح الطريق الساحلي نحو العاصمة، مما اسفر عن مقتل 22 من المعارضة. إلى ذلك، قال متحدث باسم الثوار ان قوات القذافي قصفت مدينة غدامس (جنوب غرب طرابلس) للمرة الاولى منذ بدء الثورة. واضاف ان هذا القصف رد على تظاهرات مناهضة للنظام خرجت في المدينة المدرجة في قائمة التراث العالمي والواقعة ويقطنها نحو سبعة آلاف شخص اغلبهم من البربر. وفي العاصمة طرابلس سمع دوي انفجارات ناتجة عن قصف الناتو لمواقع عسكرية. وقال سكان بمنطقة تاجوراء (شرقي العاصمة) ان انفجارين هزا المنطقة، غير انه لم يتسن لهم تحديد المواقع المتضررة. واضاف السكان ان غارات اخرى وقعت على منطقة عين زارة، حيث تصاعد عامود من الدخان الاسود الكثيف الى السماء. ضمانات تركية في غضون ذلك، عرضت تركيا على العقيد الليبي ضمانات ليغادر طرابلس، لكنها لم تتلق ردّا حتى الآن، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته عرضت على القذافي «ضمانات» مقابل مغادرته البلاد، واضاف «لا خيار للقذافي سوى مغادرة ليبيا مع منحه ضماناً». وأضاف «قدمنا له هذا الضمان، وقلنا له إننا سنساعد على إرساله الى أي مكان يرغب في الذهاب اليه». وتابع رئيس الوزراء التركي: «سنناقش المسألة مع حلفائنا في الحلف الاطلسي وفق الرد الذي سنحصل عليه، لكن للأسف لم نتلق منه ردّا حتى الآن»، معبراً عن اسفه لأن العقيد القذافي والمحيطين به يواصلون «مقاومة التغيير فعلاً» مع أن الزعيم الليبي «فقد - الى حد كبير - مكانته القيادية» بين قبائل البلاد. مساعي بترايوس من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية أن قائد القوة الدولية في أفغانستان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس، الذي سيتولى قريباً رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، بحث في روما سبل التوصل الى «حل سياسي» للنزاع في ليبيا. وناقش «تشديد الضغط السياسي والعسكري على نظام القذافي وإمكانية التوصل الى حل سياسي لليبيا ديموقراطية». موريتانيا تلتقي الليبيين وفي نواكشوط، التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وفداً حكومياً ليبياً برئاسة عمران بوكراع امين الشؤون العربية الليبي. وقالت وكالة الانباء الليبية إن البحث تناول «المساعي الافريقية لحل سياسي للازمة الليبية». العقيد يغازل الكونغرس وفي واشنطن، أعلن مصدر أن القذافي اشاد بالكونغرس لانتقاده الرئيس باراك أوباما بشأن العمليات العسكرية. وتحدث القذافي في رسالة وجهها الى الكونغرس ووقعها بصفته «قائد الثورة العظمى»، عن الجدل المتزايد حول ما اذا كان أوباما تجاوز صلاحياته الدستورية بإشراك قوات اميركية في النزاع من دون تفويض من الكونغرس. وقال في الرسالة انه تابع «باهتمام كبير» المناقشات في الكونغرس. وأضاف «نحن واثقون بان التاريخ سيشهد على حكمة بلادكم في مناقشة هذه القضايا»، مؤكداً ان ليبيا تعول على «الكونغرس لمواصلة التحقيق في نشاطات الناتو» في عمليات أودت بحياة 700 مدني. واعتبر ان «عمليات من هذا النوع تشكل تدخلات غير مشروعة وغير مناسبة في ما هو حرب اهلية اساساً»، وأضاف «ندعو الى وقف لإطلاق النار وتأمين مساعدة انسانية». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تتحرى صحة الرسالة. كما قال الناطق باسم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد «تلقينا رسالة ونمضي وقتاً طويلاً في التحقق من صحتها، لأننا لا نكترث بما يقوله لنا، ما لم يكن استقالته». المصدر: القبس 12/6/2011