أعلن في الخرطوم أمس السبت ان الرئيس عمر البشير ونائبه سلفاكير ميارديت سيعقدان اليوم الاحد لقاء قمة في العاصمة الاثيوبية لبحث الوضع في ابيي وولاية جنوب كردفان حيث تجري مواجهات منذ نحو اسبوع. وقال المبعوث الصيني للشؤون الافريقية ليو جوي جين عقب اجتماعه أمس السبت مع الرئيس البشير في الخرطوم «سيعقد اجتماع بين الرئيس البشير ونائبه الاول سلفا كير في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بوساطة من رئيس اللجنة العليا للاتحاد الافريقي الرئيس السابق لجنوب افريقيا لمناقشة موضوعات ابيي وجنوب كردفان». وأكد ذلك وزير الدولة بالخارجية السودانية صلاح ونسي الذي صرح عقب الاجتماع بين الرئيس البشير والمبعوث الصيني «الاجتماع سيكون الأحد». ويتنازع شمال السودان وجنوبه على منطقة ابيي الغنية بالنفط والتي دخلتها قوات الجيش السوداني الشهر الماضي واعلنت انها لن تغادرها إلا بعد التوصل إلى ترتيبات امنية وسياسية فيها. اما في ولاية جنوب كردفان التابعة للشمال المحاذية للجنوب فتدور منذ الاحد الماضي مواجهات بين قوات الحكومة السودانية وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان (القسم الشمالي) على اثر قرار اصدره الجيش السوداني بنزع سلاح مقاتلي جيش الحركة الشماليين. وترتبط ولاية جنوب كردفان المدججة بالسلاح بعلاقات قوية مع الجنوب، خاصة بين ابناء قبائل النوبة الذين قاتلوا خلال الحرب الاهلية الى جانب المتمردين الجنوبيين رغم ان موطنهم بجبال النوبة يقع ضمن حدود الشمال. وكان مسؤول في قوات جنوب السودان قد اتهم الجيش السوداني بمهاجمة ولاية الوحدة الجنوبية المحاذية لولاية كردفان الجنوبية، «للسيطرة» على مواقع نفطية في حين اتهمت السلطات السودانية شماليين في الحركة الشعبية «بالتمرد» مؤكدة انها تحركت عسكريا في ولاية جنوب كردفان داخل حدود الشمال. واشارت تقديرات لمكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في جنيف الجمعة الماضي الى فرار ما بين 30 ألفا و40 ألف نازح من مدينة كادقلي عاصمة جنوب كردفان (شمال) هربا من القتال. ومنذ يوم الاثنين علقت وكالات الاممالمتحدة والمنظمات الدولية اعمالها في مدينة كادقلي واخلت الاممالمتحدة 500 شخص من الذين يعملون في وكالات الاممالمتحدة والمنظمات الدولية. وكان البيت الابيض قد دعا يوم الجمعة الحكومة السودانية الى الوقف «الفوري» للتصعيد «المستهجن» للعنف ضد مواقع الجيش الجنوبي قبل اقل من شهر من استقلال الجنوب. ودعا المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني لوقف لاطلاق النار قائلا ان «الولاياتالمتحدة تدين اعمال العنف في جنوب كردفان والتي تستهدف اشخاصا بسبب اصولهم الاثنية وانتماءاتهم السياسية». وجاء التصريح الامريكي ردا على ما ورد من تقارير حول قيام القوات الشمالية بمزيد من الهجمات في الجنوب على الجيش الشعبي لتحرير السودان. ويسعى الرئيس باراك اوباما لضمان تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان وارساء السلم في دارفور. وكان للرئيس الامريكي دور اساسي في تنسيق الجهود الدبلوماسية الداعمة للاستفتاء الذي جرى في الجنوب وصوت خلاله الجنوبيون باغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن الشمال.واضاف المتحدث الامريكي في تصريح مطول «على الحكومة السودانية منع المزيد من التصعيد لتلك الازمة بالكف الفوري عن سعيها الى حل عسكري يستهدف نزع سلاح الجيش الشعبي في جنوب كردفان وحل الوحدات المشتركة التي تم تأسيسها بمقتضى اتفاق السلام الشامل». وارسل الرئيس الامريكي ببرينستون ليمان مبعوثا خاصا الى السودان للمساعدة في تسوية الازمة. كما تبحث واشنطن مع البنك الدولي امكان تخفيف عبء الدين السوداني المقدر ب 38 مليار دولار، كما تدرس تعيين سفير دائم لها لدى الخرطوم بعد التاسع من يوليو وهو الموعد المقرر لاعلان استقلال الجنوب. المصدر: اخبار الخليج 12/6/2011