بداية كيف تقرأ الطريقة التي تدير بها الحركة الحرب في جنوب كردفان؟ هل يمكن اعتبار ما يجري حرب عصابات؟ - الحركة الشعبية الأم بدأت بحرب العصابات وكحركة ثورية ولكن حرب العصابات تحتاج لأشياء كثيرة ولديها شروط أهمها أن يتفهم المواطنون هذا العمل ويتفقوا معه، ويقول الزعيم الصيني ماوتسي تونغ: حرب العصابات مدارس، وأهم شيء فيها ويجعلها تستمر ويجعل الحركة التي تقوم بها تعيش أن تكون هذه الحرب بين المواطنين حتى يضمن لها ذلك البقاء، وأن تعمل الحركة على تثقيف المواطن بهذا العمل وأن تكون للحركة دولة مجاورة معادية لدولتها لكي تدعمها وحتى يجدوا عن طريقها المساعدات والتمويل، وهناك هدف أو شرط أساسي ورئيسي وهو يجب أن تحافظ المناطق المحررة على وضعها وأن تكون الحياة الإدارية فيها طبيعية وبها قواعد مؤمنة حتى تضمن استمرار تلك الحرب، وقرنق عندما بدأ حرب العصابات كانت تساعده فيها دول أوغندا وكينيا وإثيوبيا. ألا يمكن أن يقوم الجنوب بهذا الدور تجاه الحلو؟ - الحركة الشعبية نجحت الآن في تكوين دولتها، وحرب العصابات حرب قاسية جدًا وصعبة للغاية، وبالتالي يصعب عليها العودة لمثل هذا العمل، وهي أيضًا ستكون حربًا صعبة على الحلو. إلى أي مدى يمكن للحلو أن يصمد فيها؟ - خروج المواطنين ونزوحهم من كادقلي هو أول مؤشرات عدم صمود الحلو في هذه الحرب، وهذا يدل على أنهم أيضًا غير مؤيدين له، ولو كان الأمر غير ذلك لصبروا وهم على فكرة غير مؤيدين لهذه الحرب، وبهذا يكون الحلو فقد أهم الشروط التي يمكنك أن تقود بها حرب عصابات. لكنه الآن هو وجيشه استعصموا بالجبال.. إلى أي مدى يمكن أن يساعدهم ذلك في الصمود؟ - قد يستفيد في فترة مبكرة من الجبال، لكن القوات المسلحة أيضًا لها معرفة بالمنطقة وطبيعتها، والقوات البرية تعرف هذه المنطقة وتحفظها جيدًا، بالإضافة لذلك لدى القوات المسلحة طيران ويمكن التعامل مع تلك الطبيعة. هل سيكون ذلك في مصلحة الحلو وجيشه أم القوات المسلحة؟ - القوات المسلحة إذا حدثت لها خسائر بهذا الوضع فإن خسائرها يمكن تعويضها، ولكن العصابات في الجبال العسكري الواحد عندهم يساوي عشرة من أفراد الجيش بجانب ذلك سيواجهون صعوبة في العيش من ناحية الأكل والشرب. الجيش منذ بداية الأحداث بدأ في مطاردتهم.. هل ستستغرق عمليات الملاحقة والمطاردة بهذه الحسابات وقتًا طويلاً؟ - من الصعب الآن تحديد الوقت وتحديد منطقة وجودهم ولكن الأهم من ذلك أن الحلو الآن فقد السلطان وصار الآن مطارَدًا وربما لا يأخذ إلقاء القبض عليه فترة طويلة. بمعنى آخر ألا يمنحه ذلك الفرصة حتى يجد دعمًا خارجيًا أو داخليًا من قبل أيٍّ من الجهات التي ستحاول دعمه؟ - السيطرة والمبادرة الآن بيد القوات المسلحة والحكومة، والأهم من ذلك هو أن الحركة الآن في وضع يجعلها لا تسمح للحلو أن يدمِّر اقتصادها لأنها الآن تعتمد على البترول وهو سلعة حساسة ويوجد في الولايات المتاخمة لجنوب كردفان، وهي مناطق أصلاً بها مشكلات، فلن تسمح الحركة بالمزيد من المشكلات في مناطق البترول وهذا أيضًا سيقصر من عمر عملية الحلو. على ذكر الولايات المتاخمة بعضها توجد فيها المليشيات التي تحارب الجيش الشعبي وهو الآخر يسعى للقضاء عليها ما تأثير ذلك على ما يجري؟ - مثل ما قلت لك حكومة الجنوب ستكون حريصة جدًا في دعم مفتاح البترول، وتأمينه عندها هو الأهم، لذلك لن تترك للجيش الشعبي فرصة تدمير هذا، إضافة لكل ذلك الحكومة الآن لها مفاتيح وكروت كثيرة ضد الجنوب منها البترول والحركة والغذاء بين الإقليمين وخبرة الشمال في التعامل مع هذه الأوضاع، لذلك أنا أعتبر أن الدائرة ضيقة جدًا على الحلو وتضيق أكثر. هل تتوقع أن يقوم الجيش الشعبي وعقار في النيل الأزرق بتقديم الدعم؟ - عقار يمكن أن يدعم ولكن بشيء بسيط، وسيكون ذلك وبالاً عليه وعلى غيره في الولاية وسيؤثر ذلك على المواطنين هناك، لذلك لا أتوقع أن يدعمه أحد، وعقار نفسه إذا فكر في القيام بعمل كهذا لن يجد من يدعمه ولكن إلا أن يأتيه من إثيوبيا، وحتى هذه الآن هي في وضع لا يسمح لها بذلك. هناك من انتقدوا ما سموه استغلال القوات المسلحة لأخطاء الشعبية في أبيي وجنوب كردفان مما أدى لعودة الحرب مرة أخرى؟ - على هؤلاء أن يعلموا أن الحرب قرار سياسي ينفذه العسكريون، وأن يعلموا أن القوات المسلحة ليست «باش بذق شايل عكازوا وحايم» الأجهزة السياسية هي التي تحدِّد قرار الحرب وهي التي تحدد الأهداف وهذا توجُّه إستراتيجي يعمل لتحقيق الأهداف السياسية، والقوات المسلحة «ما بتشيل أسلحتها وتمشي براها تسوي أي حاجة» وعندما يأتيها القرار أكثر حاجة يمكن أن يعملوها هو بحث كيفية تنفيذ تلك القرارات وكل هذا يتم في إطار جعل جنوب كردفان آمنة وفي إطار مسؤولياتها وإمكاناتها. على ذكر الإمكانات أيضًا هناك من وصف فتح جبهة في أبيي وكادقلي وهناك دارفور ويمكن أن تأتي النيل الأزرق بالخطأ؟ حركات دارفور ما جلست في الدوحة إلا نتيجة تفاوت الإمكانات ونتيجة للضغوط السياسية، والآن الإمكانات المتاحة للحلو وعقار لا تحقِّق أهدافهم الإستراتيجية، نعم في جنوب كردفان مافي مبررات للحرب وما تم هو تمرد «لناس زهجانة» وليس هناك أي مؤشرات لاستمرار هذه الحرب أو لقيام أخرى في النيل الأزرق. ألا يمكن أن تجد الحركة بجنوب كردفان دعمًا عسكريًا من حركات دارفور؟ - .. كيف يدخل هذا الدعم ومن أين؟.. تشاد كانت الجهة الوحيدة وهي الآن لا تسمح بذلك، أما ليبيا فما يجري فيها لا يسمح أيضًا وسيكونون حريصين على عدم إدخال أنفسهم في مشكلات أخرى. لكن بعض الحركات لديها جيوب في الحدود مع الجنوب بالقرب من جنوب دارفور وجنوب كردفان؟ - هذا صعب جدًا، وكل المناطق التي بها طرق آمنة بالنسبة لهم سيعاد ترتيبها وستقطع القوات المسلحة بعد كدا كل خطوط الإمداد، وبالتالي ما عندهم طريقة، والآن خليل لا يستطيع أن يفعل شيئًا وكذلك عبد الواحد. طيِّب.. في هذا الظرف، بهذا الوضع، ما الذي ينبغي للحكومة والقوات المسلحة عمله في هذه المناطق والحدود؟ خاصة أن ما حدث كان متوقعًا؟ - الأمور دخلت مرحلة القتال وهي مرحلة ترتيب الأوضاع وتستطيع القوات المسلحة تحقيق الأهداف، بأن تأخذ من الوقت ما تأخذه لأن الجنرال يعرف متى تبدأ الحرب ولكن لا يعرف متى تنتهي، ومثال لذلك ما يجري في العراق، صدام قال إنه سيُنهيها في دقائق والأمريكان قالوا ذلك ولكنها لم تنتهِ حتى الآن. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 13/6/2011م