الناصرة 'القدس العربي' من زهير أندراوس: أعربت مصادر استخباراتية وتكنولوجية رفيعة المستوى في إسرائيل عن قلقها إزاء تعيين المسؤول الإيراني أحمد طالب زادة مؤخراً في منصبين رفيعي المستوى يتعلقان بالفضاء، وهما منصب رئيس اللجنة الفرعية لشؤون قانون الفضاء في وكالة الفضاء التابعة للأمم المتحدة، ومنصب نائب رئيس لشؤون العلاقات الخارجية في منظمة الدول الآسيوية لأبحاث الفضاء التي تعمل برعاية الصين. وقالت هذه المصادر، كما أفادت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبريّة، إن هذا التعيين يتيح لإيران إمكان الاطلاع عن كثب على معلومات حساسة بشأن شتى النشاطات في الفضاء، وبشأن الصواريخ التي تطلق الأقمار الاصطناعية والسفن الفضائية. وأشار مصدر إسرائيلي مطلع إلى أن إيران تحاول من خلال هذا التعيين أن تلتف على المقاطعة الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، مؤكداً أن ما يثير القلق هو أن هذا التعيين مرّ مرور الكرام ولم ينبس أحد، بما في ذلك إسرائيل، ببنت شفة إزاءه. تجدر الإشارة إلى أن طالب زادة شغل قبل هذا التعيين منصبي نائب وزير الاتصالات ورئيس وكالة الفضاء الإيرانية، وتؤكد مصادر دولية وإسرائيلية استخباراتية أنه عمل أيضاً في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني. وقال طال عنبار، رئيس مركز أبحاث الفضاء في معهد فيشر، في تصريح أدلى به إلى صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، إن برنامج الفضاء الإيراني يشكل قناة للحصول على معلومات عسكرية ومدنية تساعد في دفع برنامج إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية قدماً. من ناحية أخرى، نوهت الصحيفة إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، أعلنت الأربعاء أنها أطلقت بنجاح قمراً صناعياً جديداً إلى الفضاء يحمل اسم 'رصد -1' سينقل صوراً للكرة الأرضية وسيتم استخدامه لتوقع أحوال الطقس، وهذا هو ثاني قمر صناعي إيراني بعد أول قمر أطلق في شباط (فبراير) من العام 2009. على صلة، ادعى رئيس ما يسمى بوكالة الفضاء الإسرائيلية، البروفسور يتسحاك بن يسرائيل، أنه لا يوجد أي دولة تستطيع أن تقوم بعمليات سرية في الشرق الأوسط عقب إطلاق (أوفيك 9)، مشيرا إلى أن إيران لن تستطيع أن تقوم بنقل مواد ممنوعة من دون أن يتم تصوير ذلك. ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن خبراء إسرائيليين قولهم: إن القمر الصناعي (أوفيك 9) سيتمكن خلال أيام من البث من كافة أنحاء العالم، وان قدراته عالية جدا أكثر مما يسمح بنشر المعلومات السرية الخاصة بنشاطاته التجسسية. وأضاف البروفسور: إن أوفيك 9 يرفع عدد الأقمار الصناعية إلى 10 أقمار، بحيث يتم كل واحد منها دورة حول الأرض خلال ساعة ونصف، وقبل أن يأتي دور القمر التالي ، وبحسبه ففي كل لحظة معطاة لا يوجد أي مكان في الشرق الأوسط لا يمكن تصويره. وقال أوفيك 9 يتركز أساسا في الشرق الأوسط وفي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ، والبيانات الرسمية تتحدث عن إمكانية تصوير أجسام بطول 70 سنتمترا، ولكن على أرض الواقع فإن قدرات أوفيك 9 أعلى بكثير، وأنه يمكن معاينة أغراض يحملها أشخاص. ويضيف في هذا السياق أن (أوفيك 9) مزود بكاميرا رادارية قادرة على التصوير من خلف السحب والشبكات ، مشيرا إلى أن إسرائيل تنوي إطلاق قمر صناعي آخر في العام المقبل يكون قادرًا على توفير أجوبة بشأن المفاعل النووي الإيراني في بوشهر بواسطة كاميرا متطورة جدا ، كما قال: إن هناك 7 دول مستقلة في الفضاء، وأن إسرائيل في هذا المجال تعتبر الثانية بعد الولاياتالمتحدة. على صلة، عبّر المحلل السياسيّ في صحيفة (هآرتس)، أرييه شافيط، عن استغرابه وقلقه من في المسألة الإيرانية قائلاً: لماذا لم يفرض الغرب حتى الآن عقوبات قاسية على إيران تؤدي إلى سقوط النظام، كما أنه ليس مفهوماً لماذا لا تستعد إسرائيل إلى أهم حرب في حياتها قبل حدوثها. زاد أنّه لا يمكن للغرب، ولا لإسرائيل، التسليم بإيران نووية لأن ذلك سيحول الشرق الأوسط إلى منطقة نووية، وسيشكل خطراً على المصادر التي يتزود الغرب منها بالطاقة، كما سيشكل تهديداً يشل إسرائيل، وسيدفع بكل من تركيا والسعودية ومصر إلى الحصول على السلاح النووي، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار النظام العالمي. وبرأيه لا يحتاج الغرب، ولا إسرائيل حالياً، إلى شن هجوم عسكري ضد إيران لأن مثل هذا الهجوم سيشعل حرباً إقليمية سيدفع آلاف الإسرائيليين ثمنها من حياتهم، وسيؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية، وإلى نبذ إسرائيل دولياً. وخلص إلى القول إنّه من أجل انتهاج سياسة عاقلة تجاه إيران فإنّ المطلوب هو الثقة الكاملة بين الطبقة السياسية والطبقة الأمنية في إسرائيل، وهذه الثقة غير موجودة حالياً. ويبدو أن ما كان يجب أن يثير الذعر لدى الإيرانيين والأمريكيين والأوروبيين، في ما يتعلق بالتهديد بشن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية يثير الذعر أيضاً وسط الإسرائيليين، على حد تعبيره.