كل نهار السبت منذ إشراق الشمس وحتي مغيبها كنت برفقة عدد كبير من أساتذة وزملاء الصحافة في ضيافة وزارة الكهرباء والسدود حضور للاحتفال باكتمال المرحلة الأولي من مشروع تعلية سد الروصيرص الذي شهده وزراء الإعلام والعدل والاتصالات بجانب زير السدود ورئيس لجنة الطاقة بالبرلمان, ورغم أن الاحتفال كان بالمرحلة الأولي لكنها الأصعب والأكثر أهمية وهي أكثر من نصف الطريق لإكمال المشروع حيث اكتمل تأهيل البوابات السفلي وتشييد مآخذ التوربينات بجانب الفراغ من نصف ردميات الضفة الغربية, وتتميز كذلك هذه المرحلة بأنها انتهت في مواعدها المحدد تماماً مما يجعل اكتمال تسليم المشروع بموعده في مايو من العام القادم أقرب الي التحقق والتنفيذ. الاحتفال برمزيته كان منصة حكومية لإطلاق التعهدات التي أكدت الشواهد والوقائع أنها ليست مجرد (وعود) ولكنها جهود مخلصة تنتج (عملا) في أرض الواقع تحققه في كثير من المرات بصمت وحدة تنفيذ السدود عبر شراكة صينية تجد الاحترام والتقدير من مكونات المجتمع السوداني بأكمله, تمضي مسيرة وحدة تنفيذ السدود لتحقيق الوفرة في الكهرباء والمياه لتكون سهماً أساسياً في نهضة الأمة من خلال التنمية الزراعية والرفاه للمواطن وفي الروصيرص تجاوز بنا الإحساس في واقع ما شهدناه من (مشروع تعلية) الي إنشاء) (سد مروي) بمواصفات عالمية ليصبح سد الروصيرص هو الأطول من نوعه في العالم ويزداد علوا, وواحدة من المخاوف التي تواجه مثل هذه المشروعات هي معالجة أوضاع المتأثرين بقيام المشروع, لذلك كان من المحطات المهمة أن نشهد العمل الذي يجري في تشيد المدينة السكنية والتي أصبحت أكثر جاذبية للانتقال إليها بتوفير كافة الاحتياجات الخدمية الضرورية. ربما كانت النقطة السوداء التي (برعت) دائماً الحركة الشعبية في أن تضعها محاولة لإجهاض كل فرحة في النيل الأزرق هو غيابها الكامل عن الاحتفال رغم أن قيام السد سيعود بالنفع والفائدة القصوى لأهالي النيل الأزرق التي يحكمها (بالانتخاب) أحد قادة الحركة الشعبية في قطاع الشمال, وربما يكون (مفهوما) سبب غياب الوالي وهو خارج الولاية لكن لم يكن موفقا عدم مشاركة الوزراء الذين ينتمون للحركة باعتبار أن المشروع يشكل دعماً لمسيرة تنمية الولاية. وفي مشروع مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت شهدنا (عجباً) بأعمار تلك المنطقة التي كانت عبارة عن فضاء ومجريات للسيول والامطار لا تساعد في الإقامة لفترة قصيرة, ولكن المنطقة أصبحت (تضج) بالحياة وانتشرت الاعمال والحفريات لقيام مجمع السدين مما يضيق لولاية القضارف ومن بعدها ولاية كسلا مساحات الري للزراعة والطاقة الكهربائية التي تساعد علي الفطرة الصناعية بجانب المشروعات المصاحبة, لذلك كان والي القضارف الذي استقبل الوفد الوزاري الرفيع ورافقه في تفقد الاعمال الجارية بالموقع كان الوالي سعيدا بهذا الانجاز وقال أنه سيحقق نقلة كبيرة في مجتمع الولاية. كل يوم تزداد قناعة المواطن بالعمل الذي تقوم به وحدة تنفيذ السدود في وزارة الكهرباء والسدود من مشروعات قومية تحقق النماء والأعمار في ربوع البلاد, فهنيئا لهم وللمواطنين في ولايات النيل الأزرق والقضارفوكسلا بتلك المشروعات التي ستعود خيرا لهم . نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 20/6/2011م