خلافا لما كتب البعض وتناول فان من يطلع علي تفاصيل اتفاق أديس الإطاري الأخير بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية (شمال ) بتؤدة وعين فاحصة واستصحاب للسوابق يجد ان الاتفاق (نعمة )لا (نقمة ).لأنه مشي علي سلبيات المرحلة الانتقالية في اتفاق السلام الشامل والشراكة بين الشريكين بالاستيكة حيث ان الوضع مختلف الي حد كبير . فالاتفاق الذي اقر وقف العدائيات في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأسس الشراكة بين الطرفين علي الالتزام بالحكم الديمقراطي القائم علي المسئولية والمساواة واحترام سيادة حكم القانون والاعتراف بالتنوع وحقوق المجموعات الثقافية والسياسية والاجتماعية ثم حل وفض النزاعات بطرق سليمة وعبر المفاوضات المباشرة يكون قد وضع لبنة للاستقرار والنماء وتعزيز العلاقات والصلات لا سيما عندما نمد البصر الي نقاط أخرى تضمنها الاتفاق الإطاري .ومن أبرزها إقرار الطرفين بإسهام بروتوكول مشاكوس الإطاري في حكم القانون والتنوع الثقافي والديني . وما هو الزم بان يذكر ويشار إليه هنا هو :استمرار المشورة الشعبية كآلية ديمقراطية لمعرفة رأي الشعب .وترتيب العلاقات بين المركز والولايات واحترام السيادة وحماية الحدود القومية والحفاظ علي الأمن المستدام ونقطة ثالثة أو رابعة لها موقعها من الاتفاق هي ان أعضاء الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق مواطنون بجمهورية السودان ومستقبلهم داخلها وهي .أي جمهورية السودان –التي لها جيش قومي يدمج فيه أعضاء الحركة (شمال )كما الحال في الأجهزة الأمنية والخدمة المدنية ...الخ . الاتفاق بهذه الطريقة وله شهود ومراقبون من الخارج يعتبر بكل موضوعية وإنصاف حلا لمشكل كان يمكن ان يظل قائما بعد الانفصال ونهاية الفترة الانتقالية لاتفاق السلام الشامل CPA وقيام الجمهورية الثانية .ويزيد من تعليق الآمال عليه ان طرفي الاتفاق أمنا علي ضرورة حوار سياسي قومي شامل وواسع حول القضايا المتفق عليها تجاوزا لما كان يعرف بثنائية اتفاق نيفاشا وإتاحة التداخل بالأمر للجميع . وهذا كله بتقديرنا يدعو الي التفاؤل والترحيب لا التشاؤم ومحاولات بخس الناس أشياءهم لان الاتفاق بعين فاحصة وقلب سليم نعمة لا نقمة ..! نقلا عن صحيفة اخبار اليوم بتاريخ 30/6/2011