السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس البشير.. أحاديث في طريق العودة من الصين:
نشر في سودان سفاري يوم 03 - 07 - 2011

زيارتكم السيد الرئيس للصين، حملت دلالات عديدة، وصاحبتها اهتمامات محلية ودولية.. لماذا الصين؟ ولماذا هذا التوقيت..؟؟
أولاً الناس تتابع التطورات.. ومنها الذي حدث في العلاقات السودانية الصينية في مجالاتها المختلفة السياسية والاقتصادية بصفة خاصة، ونحن نقول الآن إن الصين هى الشريك الاستراتيجي الرئيس «رقم واحد» للسودان في المجالات السياسية والاقتصادية. والسودان هو الشريك الثالث للصين إفريقياً على المستوى التجاري.
هل قدمت هذ الشراكة مع الصين نموذجاً جيداً؟
النجاح الذي حققه نموذج العلاقات بين السودان والصين، هو الذي فتح إفريقيا للصين وجعل إفريقيا تتوجه للصين بعد النجاح التي تحقق في العلاقة السودانية الصينية، والصين تقدر هذا الذي حدث في علاقتها مع السودان بصورة كبيرة جداً، ولذلك هى حريصة للغاية على هذه العلاقة.
هذه الزيارة في هذا التوقيت ما أبعادها..؟
هذه الزيارة في هذا التوقيت، تأتي في إطار أننا مقبلون في السودان على تطورات مهمة، فالسودان سينقسم إلى دولتين في الشمال والجنوب، وكان هناك حديث حول البترول المنتج في السودان فأغلبيته المنتجة في الجنوب، ومصالح الشركات الصينية في الجنوب، وهناك من يرى أن ذلك يؤثر على علاقة الصين بالسودان. ولذلك جاءت الزيارة لتؤكد أنه لا يوجد تغيير في سياسة الصين تجاه السودان، وسيظل السودان هو الشريك الأكبر للصين في إفريقيا.
هل تقدر الصين هذه الأهمية؟؟
نعم الصينيون يعرفون إمكانات السودان في مجالات النفط والمعادن والزراعة.
هل ستدخل الصين في مجالات أخرى مع البترول؟
بعد دخول الصين مجالات البترول وكان مجالاً حياً.. الآن نفس النموذج يمكن تطبيقه في مجال المعادن والزراعة.. وبالتالي هذه الزيارة في توقيتها كانت مهمة جداً، لتثبت أن هذه العلاقة لن تتأثر سلباً بما سيحدث في الأيام القليلة القادمة بالسودان وإعلان دولة الجنوب.
عن ماذا تمخضت هذه الزيارة وما تقييمكم لها؟
الزيارة بكل المقاييس زيارة ناجحة، وهى الزيارة الرابعة لنا للصين، وهى أنجح هذه الزيارات، لأننا ناقشنا فيها موضوعات تفصيلية، ووجدنا تجاوباً كبيراً من جانب إخوتنا في الصين، وتفهماً لأوضاع السودان الانتقالية، وبالتالي كان هناك تجاوب كبير، وعلينا نحن التزامات تجاه الصين، وقروض حلت مواعيد الإيفاء بدفعياتها، وبرنامج النفط مقابل المشروعات، وفيه ثلاثة مليارات دولار استخدمنا منها مليارين وتبقى مليار دولار، ومقابل ذلك كنا نشحن للصين بترولاً بمعدل «05 ألف» برميل يومياً.
إلا أننا الآن بعد الانفصال لن نستطيع شحن هذه الكمية من البترول، لأن كل البترول المنتج داخل السودان «في الشمال» يستخدم محلياً، بل سنستخدم نصيب الشركات في مصافي البترول لدينا.
ما هى المشكلة إزاء ذلك سيادة الرئيس؟
المشكلة هى الإيفاء بشحن البترول حسب المنصوص عليه في الاتفاقية مع الصين، والآن وجدنا تفهماً من جانب الصين، ونحن الآن نتحدث مع بعض عن ضمانات، ونحن مستعدون لهذه الضمانات سواء في حقول جديدة أو حقول مشتركة أو حقول غير مخصصة الآن، كذلك هم يعرفون الامكانات الكبيرة في مجال المعادن، وهذه أيضاً فيها ضمانات كبيرة.
* حاولت بعض الجهات إفساد العلاقات السودانية الصينية وإعاقة زيارتكم.. لماذا كلما اقترب السودان أكثر من الصين زادت المخاوف؟
نحن نعرف موقف الدول الغربية من السودان، والعقوبات الموقعة والحصار، وكانوا في الغرب متوقعين أو حتى متأكدين من أنها ستحدث انهياراً في الوضع في السودان.. وهم يعتقدون أن علاقات السودان مع الصين هي التي أدت لفشل كل السياسات التي حاولوا تطبيقها ضد السودان من حصار وضغوط اقتصادية ومقاطعة وعقوبات، وكلها أخفقت بسبب التعاون السوداني الصيني، وهم في الغرب أصبحوا يستهدفون هذه العلاقة ويقومون بالهجوم عليها ومحاولة تعويقها بشتى السبل.
ما هو موقف الصين من هذه المحاولات؟
إخوتنا في الصين متفهمون هذا الوضع تماماً، ولن يستجيبوا لأية ضغوط خارجية تؤثر على هذه العلاقة سلباً.
فخامة الرئيس.. صادفت هذه الزيارة الذكرى ال «22» لثورة الإنقاذ الوطني.. كيف تنظر لهذا التلاقي؟
الآن نحن في الذكرى ال «22» لقيام ثورة الإنقاذ، وأكثر ما أتذكره في تلك الأيام ما يقوله بعض الناس عن عدم استمرار الثورة، من يقول باقي لها أسبوع لتسقط أو أسبوعان أو في الخميس القادم سنسمع البيان «رقم واحد»، وكثير من الناس من كان يتوقع أشياءً مختلفة، فقد مررنا بمراحل وتطورات عديدة.. فبعد حرب الخليج الأولى، توقعوا ذهاب الإنقاذ وتأثر علاقاتنا الخارجية وخاصة العربية بها.. وكلها كانت أسباباً كافية لانهيار الإنقاذ وسقوط النظام.. والحمد لله الإنقاذ ثابتة، وهذا هو العام ال «22» ونحن مقبلون على مرحلة جديدة.
ما هى المرحلة الجديدة واستحقاقاتها؟
ذكرى الإنقاذ تأتي قبل أيام من قيام دولة الجنوب، وهذا تاريخ جديد للسودان، وكل ما مضى هو تاريخ، وما سيأتي تاريخ يحتاج لمعطيات جديدة وبرامج جديدة ودفعة جديدة تجدد بها الإنقاذ وتاريخ السودان الحديث.
هل حققت الإنقاذ طوال تاريخها الكثير من الشعارات وتطلعات الشعب السوداني؟
نحن نقول إذا عملنا جرد حساب، ففي المجال السياسي رفعنا شعار حل مشكلة الجنوب وتحقيق السلام في السودان وتم ذلك، لكن قد لا يكون السلام تحقق في جنوب السودان بفعل سلوك إخواننا في الحركة الشعبية، لكن السلام بوصفه هدفاً استراتيجياً تحقق.
وإذا تحدثنا عن التطورات السياسية وخلق بيئة سياسية مواتية، أعتقد أنها تحققت بقيام انتخابات حرة ونزيهة، ووجود دستور يتيح الحريات كاملة.
ما هى موجبات ذلك؟
التوافق السياسي والمعايشة الموجودة الآن.. ولا أتحدث عن مشاركة أو تحالف فهناك تعايش، وتوجد حرية وحوار دائر بين القوى السياسية الموجودة كلها بالداخل، ويوجد حوار بين المؤتمر الوطني وهذه القوى السياسية، فمنها ما هو معارض بصورة سافرة ومنها ما هو معارض بصورة أكثر تعاوناً وتعاملاً.. والآن نحن وضعنا السودان في منصة الاستقرار السياسي، لتكون هناك ممارسة سياسية راشدة تؤدي لاستقرار سياسي في السودان.. وهذا ما فُقِدَ في السودان منذ الاستقلال إلى قيام الإنقاذ..
ما الذي حققته الإنقاذ.. سيادة الرئيس.. في المجال الاقتصادي؟
أكبر الإنجازات حققناها في المجال الاقتصادي، والناس تتذكر الوضع الاقتصادي قبل الإنقاذ، وصندوق النقد الدولي في تقريره آنذاك كان يذكر نسبة النمو سنة 9891م وهى «-1%»، ففي سنين الانقاذ استطعنا تحقيق ما يعادل «8%» نسبة نمو اقتصادي.. وهناك ما تحقق من برامج اقتصادية وبنيات أساسية وغيرها، فما تحقق رغم الظروف التي نعاني منها من حرب في الجنوب ودارفور ومعاناة اقتصادية، ما تحقق كبير، لكن نحن نقول إن ذلك ليس بمستوى الطموح، والإنسان كل يوم تزيد تطلعاته كلما زاد الجهد.
ما هى سيادة الرئيس ملامح المرحلة الجديدة كما أشرت إليها عدة مرات؟
هى قطعاً مرحلة جديدة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتحتاج لتوافق سياسي سنكون أحرص عليه، وبرنامجنا مطروح لتحالف سياسي مع من يقبل التحالف أو التعايش مع من يرفض التحالف، وستكون هناك حكومة ذات قاعدة عريضة يُقْبَل فيها من يريد المشاركة ببرنامج محدد، ومن يرفض المشاركة يبقى في المعارضة، والمعارضة السياسية مطلوبة في العمل الديمقراطي.. وهذا يختلف عن النظام الشمولي، فالمعارضة دائماً تنتقد وتوجه لمناطق النقص في النظام الديمقراطي، وهذا مهم جداً لأية حكومة ديمقراطية.. وفي المجال الاقتصادي نحن مقبلون على مرحلة جديدة نفقد فيها بترول الجنوب، وهذا يتطلب بذل جهود والتوسع في انتاج البترول وفي التعدين والزراعة، وهذا كان محور زيارتنا للصين لتطوير علاقتنا في التعدين والزراعة وزيادة انتاجنا من البترول.
ما هى البشريات وسط توقعات مختلفة؟
الحل هو في زيادة الانتاج, ونحن لا نمني الناس بأمانٍ دون التوسع في الاقتصاد، فالتوسع في الاقتصاد يخلق فرص عمل للناس، وهذا مهم، فكلما توسعت فرص العمل تكون هناك دفعة إضافية توسع الانتاج، مما يعني توسع الاقتصاد، وتركيزنا سيكون على المشروعات الانتاجية. والنقص في عائداتنا من البترول بعد فقدان بترول الجنوب سيكون تأثيره في ميزان المدفوعات، فبرنامجنا سيكون مبنياً على المشروعات التي تزيد الانتاج للصادر لجلب العملات الاجنبية وزيادة الانتاج للاستهلاك المحلي الذي يقلل الاستيراد من الخارج.. وهذا ما يخلق الاستقرار الاقتصادي.
ما هو التحدي أمامكم في ذلك؟
التحدي أمامنا أننا خلال البرنامج الإسعافي الذي أعددناه هو الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمار، لأنه مهما كان الجهد الحكومي فإن المعول الأساسي هو الجهد الاستثماري، والاستثمار الخارجي لا يأتي إلا في ظل الاستقرار الاقتصادي وضبط التضخم وسعر الصرف.
تحدثت عن هيكلة الدولة ومؤسساتها خلال المرحلة القادمة.. كيف ستكون؟
الهدف من الهيكلة هو زيادة فعالية الأداء الحكومي، ومعالجة بعض مظاهر الترهل في الجهاز التنفيذي على مستوى المركز والولايات والمحليات، وهذه هي المقصود بها الهيكلة وزيادة فعاليتها، وإذا نظرت إليها كم ستوفر لك لن تجد شيئاً كثيراً، لأن الصرف ليس على أجهزة حكومية ومواقع أخرى، لكن الهدف أيضاً خلق حالة نفسية تبين أن هناك جدية، لكن المراد هو التركيز على الأداء الحكومي وتجويده.
هل هناك تغييرات في الوجوه؟ وهل سنشهد حكومة جديدة بعد التاسع من يوليو؟
الحكومة السابقة كانت فيها فرصة كبيرة للشباب، وبها مجموعة منهم، والتغيير قطعاً لن يكون من أجل التغيير، بل سيكون من أجل أداء حكومي أفضل. والإنسان الذي يقل أداؤه أو يكون هناك من يعطي أفضل منه لن نتردد في تغييره، ومن نجد أن عطاءه جيد وسيكون له عطاء في المرحلة القادمة سيستمر، ولن تجد هناك تغييرات بوجوه جديدة.
تحدثت أكثر من مرة.. سيادة الرئيس.. عن علاقة حميمة مع الجنوب، كيف تنظر للعلاقة المستقبلية معه؟
كل عاقل ينظر للمصالح المتقاطعة والمترابطة بين الشمال والجنوب، يجد أنه لا بد من أن يكون هناك تعاون لمصلحة الطرفين، وهناك كثير جداً من المصالح المشتركة، ولدينا حدود طويلة أطول من كل دولة أخرى تجاورنا، والكثير من التداخل الاقتصادي والاجتماعي عبر هذه الحدود، فهناك مصلحة كبيرة جداً لعلاقات حميمة جداً بين الطرفين.. ولكن للأسف نجد بعض القيادات المتنفذة في الحركة الشعبية تنفذ أجندة ضد مصلحة السودان الكبير وليست في مصلحة جنوب السودان، وهي أجندة خارجية بعيدة كل البعد عن هذه المصالح. ونحن من جانبنا سنحرص كل الحرص على هذه العلاقة لتكون علاقة حميمة، ويكون هناك تبادل منافع، كما هى العلاقة بيننا وبين إثيوبيا وإريتريا وتشاد ومصر وليبيا في المستقبل القريب. ونموذج علاقتنا الطيبة مع دول الجوار سنحاول تطبيقه مع حكومة الجنوب إلا إذا أبوا هم!!
السيد الرئيس.. هناك دستور جديد سيوضع للبلاد.. هل ستصحب القوى السياسية المعارضة في إعداده؟
نحن نتحدث عن قيام لجنة قومية تشارك فيها كل القوى السياسية لوضع الدستور، والمسودة الأولى ستضعها هذه اللجنة، ويُدفع بها للهيئة التشريعية القومية لإجازتها بصورتها النهائية، ثم نجري عليها استفتاءً عاماً ليجيزها الشعب السوداني، لتكون هى وثيقة الشعب السوداني وليست وثيقة المؤتمر الوطني أو الحكومة.
هل وافقت الحكومة.. السيد الرئيس.. على تخصيص منصب لنائب الرئيس لدارفور؟
ليس هناك أي التزام بتعيين نائب للرئيس من دارفور، ومنصب النائب يمكن أن يكون من الشرق، من الغرب، من كردفان، من أي مكان، وهو ليس لجهة محددة، فإذا التزمنا بأن نعطي منصب نائب لدارفور سيكون لدينا التزام أيضاً لنعطي منصب نائب للشرق ولكردفان مثلاً، وسيبب ذلك تضخماً في رئاسة الجمهورية.. ونائب الرئيس هو لكل السودان سواء من دارفور أو غيرها.
هناك الكثير من عدم الوضوح في ملف حلايب؟
قضية حلايب قديمة وليست جديدة، وظهرت في أيام عبد الناصر، ودخلت قوات هناك، وكان هنالك تصعيد، وأرسلت الحكومة السودانية قوات للمثلث، ودخلت القضية مجلس الأمن ومازالت مفتوحة، ونحن نجددها سنوياً، وهى قضية غير محسومة أساساً، والمطالبة من قبل مصر بمثلث حلايب قديمة، لكن لأنها هى في الأصل سودانية فالموقف أيضاً قديم، وفي ظل الحكومة السابقة في مصر دخلوا لهذا المثلث ودفعوا بقواتهم، في وقت كنا فيه مشغولين تماماً بالحرب في الجنوب، وكل قواتنا هناك، وكانت بالنسبة لنا محاولة لفتح جبهة مع الإخوة في مصر. وكان من الصعوبة فتح جبهة في الشمال وعندما جبهة مفتوحة في الجنوب.. وآثرنا تهدئة هذه الجبهة والتركيز على حلها بالطرق السلمية بالتحاور والتعاون والتفاهم.
والآن حدث تغيير في مصر.. ما الحل سيادة الرئيس؟
بعد التغيير الذي حدث في مصر نحن في انتظار الحكومة القادمة المنتخبة في مصر، لنبدأ معها حواراً جاداً بإذن الله.
ماذا عن حقيقة الموقف الحكومي.. سيادة الرئيس.. من وجود بعثة اليونميس بعد انفصال الجنوب؟
لا توجد ضبابية.. موقفنا واضح جداً.. بأن هذه القوات جاءت بموجب اتفاقية تنسحب بموجبها بنهاية الاتفاقية في 9/7/1102م، وأي كلام غير هذا لا يعتبر مسؤولاً، وهذا واضح جداً.
ماذا بشأن القوات التي تم الاتفاق عليها في أبيي؟
هذا موقف مختلف، فالقوات الإثيوبية القادمة ليست جزءاً من اليونميس، وهى قوات لأوضاع أبيي فقط.
ماذا عن الاتفاق الذي وُقع أخيراً في أديس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال هل هو إعادة إنتاج لاتفاق نيفاشا من جديد؟
لا أبداً.. هو اتفاق لترتيبات في الحدود بين الشمال والجنوب، والترتيبات تقضي بأن تكون هناك «01» كيلومترات منطقة عازلة بين القوات المسلحة في الشمال والجنوب.. وكان الحديث عن أهمية وجود جسم ثالث للمراقبة، وتحدثوا عن «004» مراقب و«9 آلاف» لحماية هؤلاء المراقبين، وهى نفس القوات الموجودة الآن لمراقبة هذه الحدود، ونحن رفضنا هذا الطرح تماماً وتحدثنا عن أتيام مراقبة تكون موجودة خارج الحدود بطائراتها وآلياتها، وإذا حدث خرق في مكان وتقدم أي طرف بشكوى، نقوم بالتحقق من الشكوى وتحديد الطرف المسؤول الذي ارتكب الخرق.
هناك حديث عن شراكة سياسية في اتفاق أديس مع الحركة الشعبية؟
لا يوجد مثل هذا الحديث.
الإعلام في المرحلة القادمة ما هى وضعيته ومكانته؟
نحن نريد إعلاماً بناءً وليس اعلاماً مطبلاً للحكومة، نريد أن نرى أنفسنا على حقيقتنا، فاذا كان هناك من يطبل لك لن يريك الصورة الحقيقية.
ونريد أيضاً إعلاماً واقعياً، فهناك قضايا حساسة تؤثر على الأمن القومي والأمن الاجتماعي أو أخلاقيات ومُثُل وعقائد الأمة، سنكون حريصين فيها معاً.. ونريد توخي الدقة في المعلومات التي تنشر في وسائل الإعلام.. وهناك إعلامي وصحافي وقيادي كبير يومياً يتحدث عن فساد في الحكومة، تم استدعاؤه وطلب منه تقديم ما لديه من معلومات، فلدينا قانون مكافحة الثراء الحرام، ولدينا نيابة المال العام لمعالجة الأمر بالإجراءات، وقال ليست لدي معلومات!! وعندما سُئل لماذا تتحدث؟ قال الناس كلها تتحدث، وأنا أعتقد أن هذا ليس الصحافي الحقيقي، لأنه هو الذي يصنع ويوجه الرأي العام ويشكله.
ونريد من الإعلام تقديم المعلومات الصحيحة، وإذا طلبت منه يقدمها للجهات المختصة حتى يتم اتخاذ إجراء.. لكن إذا أراد كل أحد أن يوزع الصحيفة وأراد الحصول على مانشيت، فلا يصح ذلك، فالمسؤولية مشتركة، ونحن ندير وطناً في ظروف صعبة جداً.. والصحافة سلطة رابعة، وهى سلطة قومية وليست سلطة معادية، ويجب أن تكون بناءة والناس كلها تدفع لبناء السودان وليس الهدم.
نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 3/7/2011م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.