والأحداث تموج متنافرة.. لكن ما يقدم تفسيراً كاملاً.. كاملاً.. ويجعل الأحداث كلها حروفاً لكلمة واحدة هو.. عبد العزيز الحلو. أو.. ما يقدم التفسير هو الأوراق التي تعثر عليها القوات المسلحة في بيت الحلو. والأوراق ما تقدمه هو الخطة الأمريكية الكاملة لتقسيم السودان بالتعاون مع الحركة الشعبية. والأوراق والخطة التي تضعها مسز رايس في لقاء جوبا في زيارتها الأخيرة بعض ما تقوله هو أنها تلخيص دقيق لمخطط أكثر دقةً بقيادة جهات قيادية تماماً في واشنطن. .. بقيادة «مكتب إدارة العمليات» الاسم الرسمي هناك في الخارجية الأمريكية. .. وما تقدمه مسز رايس في لقاء جوبا.. ونسخة منه هي أوراق الحلو يقول السودان = حسب المخطط يقسم إلى جنوب (هو الجنوب المعروف) الذي انفصل.. ثم جنوب جديد (يضم جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان) وهو ما كان عرمان يحدث عنه أمس الأول.. وما ينضحه عقار تحت اسم المشورة.. ودارفور.. وما يحدث فيها يقترب ويبتعد تحت الظلال ذاتها. ثم الشرق.. وكل من هذه الأقاليم ينفصل بصورة ما.. ومدهش أن خطة أنتوني ليك التي تقول بضرورة هدم دول وسط إفريقيا ما بين الصومال وموريتانيا تأميناً للبترول.. لما كنا نحدث عنها السبت الماضي كانت القوات المسلحة تقرأ أوراق المخطط هذا. .. ثم عمل عسكري غريب يجري في أبريل الماضي (هجوم من قوات الحركة يذهب إلى = ثم يتراجع عن = احتلال منطقة هجليج. والقراءة تجد أن أمريكا التي تقوم بالتخطيط الآن تجد أن الشمال يمسك بحلقوم الجنوب عن طريق أنابيب البترول والمصفاة والميناء. لهذا كان العمل العسكري في هجليج يتجه لاحتلال المصفاة بينما انشقاق منطقة الشرق يذهب لاحتلال الميناء .. لهذا ولسببب آخر. فالآخر كان يجد أن «الدول» المنشقة هذه = دارفور والجنوب وكردفان = كلها لا منفذ لها على البحر. .. وأمريكا تلتفت غرباً وتجد أن بترولها وبترول الجنوب كلاهما يستحيل ذهابه غرباً عبر تشاد والنيجر حتى المحيط لسبب مدهش هو أن أمريكا خلقت من العداء لها في الدول هذه ما يجعل أنابيبها شيئاً تستحيل حمايته و.. و. والمخطط = كعادة أمريكا المتمرسة = لا يسقط احتمال فشل انشقاق «الدول» هذه. عندها؟؟ عندها تحصل أمريكا على ما تريد من المخطط الآخر الذي يحمله تقرير أنتوني ليك. وما يحمله تقرير أنتوني ليك (الذي يرفع للكونجرس عام 6002م ويصبح خطة رسمية؟ هو: أن تتحول دول وسط إفريقيا إلى صومال آخر.. لا حكومة فيه.. وخليل الذي يهاجم أم درمان وهو يعلم أنه يستحيل عليه أن يحكمها كان جزءاً من المخطط هذا.. وهجوم يتحدث عنه أستاذ الرزيقي السبت الماضي جزء آخر من المخطط هذا .. للهدف ذاته وهو .. لا حكومة. وحيث لا حكومة يصبح المال والسلاح والمخابرات الأمريكية هى الحكومة الوحيدة. .. و«عصابات» في الدول هذه = تحت أسماء أحزاب وشركات تصبح هى الجيش الوحيد الذي يحمي النفط الأمريكي. .. ومشروع التفكيك يصل الآن إلى مرحلة هدم ليبيا .. ثم الاحتفاظ بها في حالة حرب لايكسبها أحد.. و.. لكن مصالح أخرى كانت هناك. مصالح فرنسا.. ومصالح الصين. وعوامل أخرى مفاجئة تبرز وأهمها الكفاءة الممتازة التي يعمل بها الجيش السوداني. .. والمجتمع الداخلي السوداني. ونحدث.. ونحدث فالمخطط يحمل من «الأسماء» المحترمة جداً في الخرطوم!! ما يكفي.. وما لن نشير إليه بالطبع. .. وقبلها المخطط يحمل تفسيراً مذهلاً لأحداث ما كان يخطر بذهن أحد أنها ذات صلة بأوراق غريبة تكتب في واشنطن وتراجع في جوبا.. وتنفذ في كردفان ودارفور.. وبعضها كان ينتظر أن ينفذ في الخرطوم. وحالة استنفار = غير معلنة الآن = تجعل كل قوات الجيش والشرطة والأمن تحتفط بيدها قريباً من الزناد في السودان كله .. وقوات أخرى تحت الأرض تنهمك الآن في تنظيف أسلحتها. وكلها أشياء نحدث عنها غداً. .. وإحدى الصحف تكتب أمس عن «رقة الحلو وحلاوة أخلاقه و...». والملك فيصل كان يلحق الشيوعيين السعوديين بموسكو ليتمتعوا بجنة الشيوعية. .. والخرطوم لن تفعل.. لكنا نسأل الله العظيم أن يلحق هذا الرجل بالحلو.. في الدنيا والآخرة. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 6/7/2011م