لغط كثير وجدل كثيف يدور حالياً، منذ أكثر من أربعة أيام في أعقاب تعديلات وزارية مهمة للغاية أجراها المؤتمر الوطني الحزب صاحب النصيب الأوفر في حكومة الوحدة الوطنية الحاكمة الآن في السودان. ومصدر الجدل كحال أي تعديل وزاري كبير هو أن الكل راح يتساءل عن أسباب التعديل ودوافعه ، وجنح البعض جنوحاً غير مبرر باتجاه رد التعديل إلى وجود صراعات، أو مصالح متقاطعة داخل حزب المؤتمر الوطني وباستطلاعنا لعدد من كبار قادة الحزب بغرض الاستيثاق عن دوافع التعديل فإن حوالي السبعة قيادي معروف بالحزب اتفقوا كلٍ على حدا على أن التعديل اتخذه المكتب القيادي للحزب وفقاً لإستراتيجية جديدة وهامة يود إنفاذها للمرحلة المقبلة ولم نستشف لا صراحة أو ضمناً وجود أي غاضب، أو غير راضى عن التعديل كما لم نلمس وجود نوايا لمعاقبة البعض بتحويلهم من موقع لآخر أو مكافأة البعض بوضعهم في موقع من المواقع. وعليه وبحسب قراءتنا لإستراتيجية المؤتمر الوطني للفترة القادمة وهى فترة مهمة تستصحب معها مواجهة أكبر استحقاق انتخابي في السودان فإن التعديل في الواقع سواء اتفقنا أو اختلفنا مع سياسات المؤتمر الوطني يتجه لصالح المواطن السوداني ذلك أن تحريك الدكتور المتعافي من ولاية الخرطوم كوالي لها إلى وزارة الزراعة يشير إلى أن المؤتمر الوطني يعرف ويزن بميزان الذهب أداء الدكتور المتعافي وقدراته يريد أن يولى القطاع الزراعي وهو قطاع اقتصادي بالغ الأهمية في السودان اهتماماً غير مسبوق، خاصة في ظل التراجع المريع في أسعار النفط عالمياً وعدم اعتماد الموازنة العامة للدولة في السودان على النفط وحده كمورد أوحد. وخاصة إذا تذكرنا أن هناك برنامجاً معلناً من قبل الحكومة ضمن خطتها الإستراتيجية للنهوض بالقطاع الزراعي سواء عبر برنامج النهضة الزراعية أو النفرة الزراعية. المهم أن القطاع الزراعي في السودان موعود بنهضة تفوق مئات المرات أى نهضة زراعية سابقة والدكتور المتعافي وانجازاته في ولاية الخرطوم وقبلها النيل الأبيض والبحر الأحمر تدل على قدرته وفرص نجاحه في النهوض الزراعي كبيرة ذات الشيء ينطبق على مولانا احمد هارون الذي (هلل) بعض قادة الحركة الشعبية عقب توليه منصب والى ولاية جنوب كردفان والتي تتشارك الحركة والمؤتمر الوطني إدارتها لأن الرجل هناك يستطيع أن يرسخ لمعاني الانسجام والتماسك في ولاية عانت من قبل الكثير من التعقيدات . أما الدكتور فيصل حسن إبراهيم وانتقاله إلى وزارة الثروة الحيوانية بالتبادل مع أبو كلابيش، فالرجل كان وكيلاً فيما مضى للوزارة وقطاعه مهم في شأن النهضة الزراعية ولديه قدرة فذة على النهوض بهذا القطاع لأنه متخصص فيه حيث يحمل مؤهل طبيب بيطري ذات الشيء بالنسبة لرئاسة الشرطة، حيث تم توليته ضابط ذو قدرات مشهودة قضى الكثير منها في سلك الشرطة والعمل في القصر ، وبإمكانه أن يقدم الكثير. وهكذا ودون الإفراط في التفاصيل فإن كل موقع من هذه المواقع يحظى باهتمام خاص من قيادة المؤتمر الوطني وهى تريد أن تعطى أفضل ما عندها لتدعيم عطاء الموقع حتى يترسخ أكبر قدر من القوة والاستقرار لمواجهة مرحلة صعبة للغاية هي المرحلة المقبلة بكل مترتباتها وبكل تعقيداتها ومشاكلها!!