بالطبع لم تكن معركة منطقة (التيس) الواقعة على بعد 25كلم جنوب غرب حاضرة جنوب كردفان كادوقلي هى المعركة الأولي أو الوحيدة التى يقع فيها قادة من حركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة بقيادة د. خليل أسري فى قبضة السلطات الحكومية السودانية. ففي الهجوم الذى جري على مدينة أم درمان عصر العاشر من مايو 2008 كان عشرات القادة من حركة د.خليل قد تساقطوا كما الذباب فى يد السلطات السودانية وكان الأكثر ألماً على الحركة أنهم خيرة القادة ومن مقدمة الصف الأول فيها، هذا بخلاف الذين سقطوا فى المعركة قتلي بحيث يمكن الجزم ان الحركة منذ ذلك التاريخ (المشئوم بالنسبة لها) فقدت عافيتها السياسية والعسكرية وحاولت ان تعيش –بعد ذلك– بذات الحيوية السابقة ولكن دون جدوي. و فى العام الماضي ايضاً قادت الحركة هجوماً –كعادتها– منطلقة من جنوب السودان، ولكن اصطدمت بحائط صلابة الجيش السوداني الذى يبدو انه قد (نال خبرة خاصة) بشأن تكتيكات العدل ولم تعد تستطيع مواجهته بمبادرة منها فالنتيجة دائماً خاسرة بالنسبة للحركة ، ووقع يومها عدد من قادتها فى قبضة الجيش السوداني ، ولا يزالوا رهن محابسها . الآن عاودت الحركة هجومها فى ارض مختلفة من المؤكد أنها لا تعلم عنها شيئاً فى جنوب كردفان ليسقط قائد العملية (بنفسه) فى قبضة السلطات السودانية كأكبر دليل دامغ على فشل العملية الذريع واستحالة تكرارها فى ذات المنطقة بحال من الأحوال. هذا الوضع الشديد الإيلام للحركة كونها فى كل معركة – مهما صغرت او كبرت – تخلف وراءها قتلي وأسري ويكون دائماً من بين الأسري قادة ميدانيين يبدو ثمناً باهظاً للغاية ليس من وراءه أية مكاسب أو أرباح سياسية أو عسكرية . ويشير مصدر مطلع تحدث ل(سودان سفاري) فى العاصمة السودانية الخرطوم الى ان حركة خليل (ضربت الرقم القياسي) –بحسب المصدر– في الفشل فى هجماتها من جهة والسقوط فى أيدي السلطات السودانية ، ومع ان المصدر أبدي تحفظاً فى الإفصاح عن عدد الأسري من الحركة القابعين فى السجون السودانية على ذمة بلاغات جنائية تصل عقوبتها الى الإعدام (حمل السلاح ضد الدولة وترويع الآمنين والمادة 130 القتل العمد) ، إلا ان ذات المصدر أعاد وصفه للعدد بأنه كبير جداً ويعتبر رقماً قياسياً بالنسبة لبقية الحركات. و يبدو الامر على هذه الشاكلة ضاراً سياسياً و تفاوضياً لحركة خليل، فهي فقدت(دماء حيوية) بالنسبة لها قبل ان تفقد مصادر الدعم و الانطلاق عقب انغلاق تشاد فى وجهها ، وغرق قيادتها فى طرابلس فى الخضم الثوري والمواجهات العنيفة الجارية فى ليبيا منذ أشهر . فحركة خليل – بهذه المعطيات – إما أن ينتهي بها الحال لأن تصبح بكاملها (وراء قضبان السلطات السودانية) بما فى ذلك زعيمها نفسه الصادرة بحقه مذكرة توقيف من وزارة العدل السودانية ومدرج ضمن المطلوبين فى المطارات بواسطة الانتربول الدولي ، وأما ان تنتهي (فى الميدان) فى ظل مغامراتها الانتحارية التى لا تعتمد إستراتيجية واضحة سوي إستراتجية أضرب وأهرب التى لا تصلح لتحسين موقفها التفاوضي مطلقاً! ومن ثم يمكن القول ان حركة خليل دائماً هى بين فرضين: إما مهزومة أو واقعة فى الأسر ، أو كما يقول رجال القضاء العقوبتين معاً !