اتهامات جديدة تبادلها حزبا المؤتمر الشعبي والأمة وصلت حد المشاكسة علي مستوي قيادات الحزبين ويري مراقبون ان هذا التشاكس مرده موقف الحزبين من النظام القائم ففي حين يقف حزب الأمة في الضفة التي تلي المؤتمر الوطني يقف الشعبي وحيدا علي الضفة الأخرى وما بينهما مساحة للتصارع بالألفاظ وتبادل الاتهامات ويسوق مراقبون الأمر من زاوية رغبة حزب الأمة الي جر المعارضة نحو ميدان التفاوض مع النظام القائم بينما يسعي المؤتمر الشعبي الي جرها الي الشارع من اجل إسقاط النظام .بيد ان حزب الأمة وفقا لمراقبين ما زال يلعب علي الحبلين وان بدا في مرات كثيرة قريبا من المؤتمر الوطني . وقال بروفيسور إبراهيم ميرغني في تصريحات سابقة ان الإمام الصادق المهدي يضر المعارضة أكثر من نفعها غير ان أحزاب المعارضة المتضررة من هذا الاختلاف مارست الحياد في تعاملها مع القضية ويأسف الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين علي ما وصل إليه الحزبان من تشاكسات وملاسنات غير انه قال ان هذا شان يخصهما داعيا الي ضرورة نبذ الخلاف من اجل توحيد الصف المعارض .ويبدو ان المؤتمر الشعبي وفقا لتصريحات رجله الثاني الشيخ السنوسي في حوار سابق مع الصحيفة يأخذ علي حزب الأمة والإمام الصادق تحديدا تذبذبه في اتخاذ موقف واضح وقال السنوسي وقتها إجابة علي سؤال الحرة يجب علي الإمام ان يحدد الي أي الفريقين ينضم غير انه عاد وأكد ان المرء لا يمكنه ممارسة دور المعارض وأبناؤه جزء من النظام في إشارة للصادق وابنيه . وبدره هاجم حزب الأمة المؤتمر الشعبي وقال ان معارضته للنظام ليست سوي تصفية لحسابات خاصة ولم تكن لاجل المصلحة الوطنية التي تقتضي وفقا لرؤية حزب الأمة التفاوض مع النظام لتجاوز الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد وما يريده الإمام الصادق يراه مراقبون هو ما قاده ويقوده للتشاكس مع حزب المؤتمر الشعبي وقال ابوبكر عبد الرازق الباحث بجامعة الخرطوم ان الصادق المهدي يسعي لقيادة المعارضة بغية دفعها للتفاوض والدخول في شراكة مع الحكومة .وقطع بان هذا اذا تعذر عليه فانه سييم وحده وجهه شطر القصر الجمهوري وتسربت أقاويل هنا وهناك عن اتجاه لدخول حزب الأمة في تشكيلة الحكومة المرتقبة وعن محاولات جارية لتعيين القيادية بالحزب دكتورة مريم الصادق في منصب وزير الخارجية كأول امرأة سودانية تتولي هذا المنصب وهذه الأقاويل لم يؤكدها المؤتمر الوطني غير ان القيادية بحزب الأمة ورئيس مكتبة السياسي سارة نقد الله قالت للحرة أمس ان ما يتردد بشأن مشاركة حزب الأمة في الحكومة المقبلة مجرد إشاعات مغرضة لا أساس لها من الصحة وان الاتصالات علي مستوي اللجان انقطعت بينهم وبين المؤتمر الوطني منذ 18ابريل الماضي وأكدت ان حزب الأمة لا يسعي لمناصب وإنما يريد إخراج البلد من هذه الورطة علي حد قولها ويوافقها الرأي الدكتور بهاء الدين مكاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين في قوله ان حزب الأمة من الصعوبة مشاركته في الحكومة المقبلة وقال مكاوي للحرة أمس ان أمر المشاركة يتوقف علي المفاوضات التي تجري بين الطرفين ةمدي تلبيتها لمطالب الحزب ومضي دكتورمكاوي بالقول ان هناك تيارا ضاغطا في حزب الأمة باتجاه المشاركة في الحكومة غير ان القيادة ترفض هذا الأمر غير ان دكتور بهاء الدين عاد واقر بقبول حزب الأمة المشاركة في الحكومة اذا وجد ما يحقق طموحه كحزب .وهو الرأي ذاته الذي قاله بروفيسور إبراهيم ميرغني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري غير ان بروف ميرغني اشترط توفر مشاركة حقيقية يمكن ان يستفاد منها الحزب فعندها والحديث لبروف ميرغني سيشارك الإمام الصادق .ويري بروف ميرغني ان حديثا مثل العملية الديمقراطية وتوفير مناخ الحريات شعارات مرحلية عند حزب الأمة يمكن ان يستغني عنها فور دخوله الحكومة لأنه يستخدمها مطية لتحقيق ما يريده . ويذهب مراقبون الي ان افتعال حزب الأمة مشادات كلامية مع المؤتمر الشعبي مقصودة لذاتها لتعكير الأجواء التي تسمح لحزب الأمة بالانتقال الي خانة الحكومة عبر المشاركة ولا يجدون للأمر تفسير أخر . فهل تبدو مخاصمة الشعبي أولي مراحل توجه حزب الأمة من المعارضة الي الحكومة أم ان الأمر لا يعدو كونه غيرة سياسية كما يراها مراقبون . نقلا عن صحيفة الحرة بتاريخ :27/7/2011