رغم ما عرف عن ان اليهود داخل الدولة العبرية (درجات ومنازل )بين يهود روس وعرب وأثيوبيين وغيرهم ممن توافدوا من أوروبا وأمريكا وهم أهل عز ونفوذ هناك نجد ان إسرائيل قد فتحت أبوابها للمهاجرين من جنوب السودان في العقدين الأخيرين ودفعت الي الجنوب بعد اتفاق السلام ال*بخبرات يهودية وأصحاب مصالح لتؤسس الثقة بين الطرفين . وكان ذلك مصدر علامة استفهام وتعجب .ولكن ..اذا ما عرف السبب بطل العجب . إسرائيل تزيد ان تعزز وجودها ومصالحها في المنطقة وهي تحتل الأراضي الفلسطينية والعربية ومن ثم تعمل وبشدة علي ما تدعوه (شد الأطراف )ووضع يدها علي المناطق التي يكون لها تأثيرها علي أمنها ومصالحها ومنها جنوب السودان وهو احد أول المنبع التي تتدفق منها مياه النيل شمالا الي مصر عبر السودان الذي يعتبر هو الأخر جزءا من تلك المناطق .ومن هنا فقد لعبت عبر ما لديها من لوبيات ونفوذ في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا علي ان تحقق دولة الجنوب استقلالها عن شمال السودان كما حدث وعلي ان تستقل الدولة الوليدة بمواردها بعيدا عن جمهورية السودان وهي تسير علي هذا الطريق والمخطط دعت الي الاعتراف بالدولة الجنوبية الوليدة كعضو في المجتمع الدولي وابتدرت ذلك بان أقامت لها سفارة ومدت خطوط مصالح وتعاون ..ومما يشار إليه هنا هو ما جاء في الأخبار من أنها تعهدت لدولة الجنوب بان تمد لها خطوطا ناقلة لنفطها الخام عبر ميناء ممبسا الكيني وليس بورتسودان علي البحر الأحمر .وذلك خلال ثلاث سنوات لا أكثر حسب التعهد الإسرائيلي الأمريكي .ودعمت ذلك واستبقته بان وضعت شركات إسرائيلية يدها علي التنقيب عن النفط في ولاية أعالي النيل وتركت لشركة شيفرون الأمريكية القيام بذلك في ولاية الوحدة التي سبق ان غادرتها في عام 1984بتهديد امني من الجيش الشعبي لتحرير السودان في ذلك التاريخ . ان إجراء كهذا يشئ بان إسرائيل وحليفها الأمريكي في الحد الادني يعملان علي ألا يكون هناك كبير مصالح ومنافع بين جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان بعد الانفصال وإلا لظل الخط الناقل من الجنوب الي الشمال وموانئ التصدير علي البحر الأحمر والمصافي علي طول ذلك الخط من أدوات التواصل والتكامل والعلاقات الطيبة بين البلدين .ولكن اذا عرف السبب بطل العجب فمن دفع الثمن ليتحقق انفصال جنوب السودان عن شماله لابد ان يقبض الثمن .هكذا تقول التجارة ومخاطرها وما يبذل فيها . نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :2/8/2011