دخول الحركة الشعبية حلبة الانتخابات في ولاية الخرطوم بمرشحها ياسر عرمان لمنصب والي الخرطوم في وجود مرشح لحزب المؤتمر الشعبي د. شرف الدين بانقا ومرشح لحزب الأمة أبو قرجة كنتباي انتهت عملياً (زفة مؤتمر جوبا) الأخيرة وتلاشت فرص التحالفات للعدم وبدأت المسؤولية الفردية للأحزاب في خوض الانتخابات كل بطريقته الخاصة وياسر سعيد عرمان القيادي في الحركة الشعبية يخوض لأول مرة في تاريخه السياسي اختباراً حقيقياً لرصيده وسط الجماهير بعيداً عن الافتراضات الجزافية عن ثقل ياسر وجماهير ياسر التي كانت تباهي بها الحركة الشعبية في الشمال، واعتمد عرمان على الإعلام والمنابر لكسب الرأي العام فيما اعتمد منافسوه ولن نقول (خصومه) على حسابات الواقع والرصد والتنظيم الذي يشكل أساس العملية الانتخابية.. هل يعتمد عرمان على الأطراف ومعسكرات النازحين في السابق التي أضحت أحياء سكنية بدلاً عن مخيمات البؤس في السابق؟؟ وعرمان ينحدر من طبقة اجتماعية لا علاقة لها في الواقع بمشاكل الأطراف؟؟ أم يجعل رهانه على المثقفين الذين لهم جلبة وضوضاء بيد أن نصيبهم من الأرصدة الجماهيرية لجد شحيح.. وفي وجود مرشح الشعبي د. شرف الدين بانقا تنتقل المعركة القادمة لأم ضريوة وجبل أولياء وقبر الكلب وجبرونا وظلمونا والى آخر الأسماء التي تفتقت من عبقرية شعب ينتاب فيه قاطن الرياض والمنشية احساس بالظلم.. ومعركة عرمان القادمة تماثل معركة مكي بلايل في جنوب كردفان مع الفارق الكبير بين الرجلين.. الأول أي عرمان نصيبه من الشهرة كبير ومن التجارب شحيح ومن المال وفير ومن الرجال نذر قليل ومكي بلايل صاحب تجربتين في مواجهة نفوذ السلطة.. سقط مرشح وال بحجم د. حبيب مختوم في مواجهة بلايل لعضوية البرلمان القومي وسقط في مواجهته للمرة الثانية مرشح آخر لانتخابات البرلمان قبل الحالي. وترشيح بلايل في جنوب كردفان لمنافسة مرشحين آخرين أحدهما مؤتمر وطني قيل إنه د. عيسى بشرى في صحف الأمس، وقالت قيادة متنفذة في اللجنة الفرعية للانتخابات إن المسألة لم تحسم بعد ومرشح آخر من الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو أو اللواء اسماعيل خميس جلاب.. يثبت كل ذلك فرضية سياسية بأن ملتقى جوبا الاخير تبخرت أهدافه في هواء الشتاء العليل وبات كل حزب بما لديه يتوسل ود الجماهير لمصلحة التجربة الانتخابية القادمة أن تدفع الاحزاب بنجومها المحترفين للسباق القادم وأن لا تعتمد على لاعبين لم يقو عودهم بعد ووجود نجوم في البرلمان في الولايات يثري الساحة السياسية ويجعل للتحول الديمقراطي طعماً ورائحة حينما يواجه عرمان د. عبد الرحمن الخضر في ولاية الخرطوم ترتقي انتخابات السودان لمصاف ديمقراطيات الغرب التي يباهون بها ونحلم نحن في دول العالم الثالث بأن نعيشها وقاعاً ونحس نبضها وذلك ما يجري الآن في فضاء السودان القادم. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 4/1/2010م