الكونفدرالية العربية الافريقية التي دعا اليها السيد الصادق في عيد ميلاده، إن كانت تمثل قناعته الشخصية أو قناعة حزب الأمة لطرحها المهدي في ملتقى جوبا لأحزاب المعارضة، ولكن أن يرمي بها في لجة (الأفراح) والليالي (الملاح)، وهو يحتفل بعيد ميلاده الرابع بعد السبعين، فالأمر لا يعدو أكثر من بحث عن عنوان مثير في الصحافة الخرطومية، والسيد الإمام يدرك قبل غيره من السياسيين أن فكرة مشروع الكونفدرالية السودانية قد رفضت من قبل وتجاوزتها الحركة الشعبية في مشاكوس، وهي تحصل على صيغة كونفدرالية مؤقتة يذهب بعدها الجنوب مستقلاً لحاله عن الشمال، ليؤسس دولته ويواجه كل من الجنوب والشمال مصيره !! إذا كانت الفيدرالية قد فشلت في حل المعضلة والكونفدرالية المخفقة قد اخفقت في تلبية أشواق الجنوبيين فإن كونفدرالية تجمع جوبا والخرطوم والقاهرة وطرابلس تصبح ضرباً من الخيال أو أطروحة لتزجية الفراغ السياسي، وقد (باعت) الحركة الشعبية مشروع السودان الجديد يوم غياب د. جون قرنق عن الساحة السياسية، وأخذ حتي د. الواثق كمير يوجه النقد لمن وضع ثقته الشخصية في قدرتهم علي تبديل السودان القديم بآخر جديد. والسيد الصادق المهدي يعتبر أن الانفصال أضحى راجحاً، فأما التنسيق والتدبير المشترك مع الحركة الشعبية وهي لا ترفض مبدأ ترشيح السيد الصادق في الانتخابات القادمة، لكنها تبحث عن نصير لها في معركة قانون الاستفتاء وقانون المشورة الشعبية، وكلا القانونين من اهتمامات الأحزاب جميعاً، أو هكذا ينبغي أن يكون الحال!! وحتي لا تصبح الانتخابات القادمة تمريناً لاستمرار حكم المؤتمر الوطني كما يقول الإمام الصادق بات مطلوباً من حزب الأمة دخول حلبة المنافسة وخوض الانتخابات، التي أعلنت المفوضية أن المقيدين في كشوفاتها قد بلغ عددهم 16 مليون ناخب يمثلون 83% من عدد الناخبين، ولحزب الأمة نصيب جماهيري وحظ في المنافسة، لأن المؤتمر الوطني لا يملك من الرصيد الجماهيري 16 مليون نسمة، ولو كان الأمر كذلك فلماذا العناء والرهق والندوات ومؤتمرات الولايات، وكيف ينتظر الإمام السيد الصادق المهدي تحالفات مع فاروق أبو عيسى وسليمان حامد وصالح الحاج الذين تخلو خزائنهم من رصيد شعبي يدخلهم البرلمان القادم. متى يعتمد الإمام الصادق المهدي على جماهير حزبه ويثق في أنصاره ويخوض معركته بالأصالة عن نفسه، وقد أثبتت الأيام أن أحزاب البيانات والندوات التي لا ترغب في الاستحقاقات الشعبية لافتقارها للسند الشعبي، الذي يؤهلها لحكم السودان، أو المشاركة في برلمان الشعب ولا نغمط حق هذه الأحزاب في المساهمة والتوعية العامة من خلال الندوات والصحف ومنابر الكلام، حتي في أعياد الميلاد كالذي أقامه السيد الصادق الجمعة الماضية، ولم يتشرف بحضوره الترابي والميرغني ولا ياسر عرمان !!.