كمال عبيد وباقان أموم، القياديان في الحزبين الشريكين: الوطني والحركة، أكدوا من خلال الشاشة عبر التلفزيون القومي، أن اتفاق السلام الشامل ((انجازاً)) غير مسبوق وشددا على ألا عودة للحرب، في ظل القدرة على تجاوز الخلافات بالحوار، على أسس نيفاشا. وبالرغم من أن الحلقة التلفزيونية، كان معلناً عنها عبر الصحف، باعتبار أنها ((مناظرة)) تحلق المشاهدون حول الشاشة، توهماً بأنهم سيظفرون ب ((اتجاه معاكي))، فلا تزال أصداء ((حلبة)). النقاش، التي انعقدت في قناة الجزيرة بين أصداء ((حلبة)) النقاش التي انعقدت في قناة الجزيرة بين المهندس الطيب مصطفي والمحامي ساطع الحاج، يرن صداها. لكن القياديين في الحزبين الشريكين قدما عرضاً أقل ما يقال عنه أنه ((حضاري)) واحترما المشاهد، اعلي درجات الاحترام، ونأيا عن ((العنتريات)) و ((البذاءات)) و ((الشتائم)) و ارتفعا إلى مستوى المسؤولية. عبيد واموم، اكتفيا فقط ب ((التلاوم)) ولم يتعدياه إلى ما سواه، وبهذا يكونا قد اخرجا ((عملياً)) الخطاب السياسي المتبادل بين الشريكين، طيلة الفترة الماضية، من الوضع البائس الذي كان عليه، الى وضع أقرب الى العافية والشراكة الايجابية. الخطاب المتبادل بين الشريكين في المرحلة السابقة، كان خطابا ((تخوينياً)) من الدرجة الأولي، لا يسعي فقط لنبذ ((الآخر)) وإقصائه، وإنما يعمل على ((تشويهه)) و ((تسخيف)) قيمته ورميه بالأوساخ، والقاذورات، وصب النار عليه لإحراقه والتخلص ((نهائياً)) منه. وهذا لا يجوز، في حق شريكين، وضعا أيديهما فوق بعض، وتشابكا في شراكة، من اجل وطن ينعم بالاستقرار والسلام، ومن أجل مواطن يحلم بالتنمية والرفاه والغد المشرق. والخطاب المتبادل بين الشريكين، في الآونة الأخيرة، اذا كا جلس الشريكان ((على الأرض)) ووضعا الرحمن في قلبيهما، سيكتشفان ((ضعفه)) و((قصوره)) و ((ركاكته)) مما تأتي من قياديين في الحزبين الشريكين، او من يتوهمون أنهم قادة. ذهب الدكتور خالد التجاني في زاويته المقروءة بصحيفتي ((الصحافة)) و ((إيلاف)) الى أن الحديث عن الانتخابات بين الشريكين، انصب حول ((الإجراءات)) و ((الفنيات)) وبعد عن طرح ((البرامج)) والخطط المستقبلية. هل يعقل أن يحشر حزب بكامل كوادره، وتنوع قدراتهم وإمكانياتهم، في نقطة واحدة، مهما علا شأنها، تظل جزئية من جزئيات العملية الانتخابية؟! الفيلم السياسي السوداني اعقد بكثير، من وجود ((خائن)) و ((بطل)) والساحة السياسية السودانية، اعقد بكثير، من اختزالها في ((حالة خيانة))، يكشفها قائد أو من يتوهم أنه قائد، ويطلقها في الهواء، تلتف حوله الجماهير، وتباركه، وتمنحه الأصوات عبر صناديق الاقتراع. البرنامج، أقرب الطريق الى صناديق الاقتراع، وشكراً عبيد، وباقان، على نقص الخطاب التخويني، والاكتفاء ب ((التلاوم)). آخر الإنباء: تقول أن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون وافق على إجراء مناظرات بينه وبين رئيسي حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار ستبث على القنوات البريطانية الرئيسية بي بي سي واي تي في وسكاي. الأمل معقود أن يجد الشريكان فيها ما يعينهما على (المناظرات) في المرحلة المقبلة. نقلاً عن صحيفة الصحافة 4/1/2010م