لا شك أن من حرم التوفيق كذب بالحق عياناً وحساً وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول الإنكار فرع من النفاق. قلت وذلك لان المنافقين لو لم ينكروا على محمد صلي الله عليه وسلم لآمنوا به ظاهراً وباطناً وقال اليافعي رضي الله عنه فوا عجباً كيف ينسب السحر وفعل الشياطين إلى أولياء الله المقربين والأبرار الصالحين المتطهرين من الصفات المذمومة المتحلين بالصفات المحمودة. ومناسبة هذه المقدمة. ما جاء في الأخبار بالأمس أن القيادي بالحركة الشعبية من دولة الجنوب لوكا بيونق شن هجوماً عنيفاً على حكومة السودان ودعا إلى تغيير النظام القائم بها مؤكداً انفجار النيل الأزرق ولحاقها بولاية جنوب كردفان في إشارة منه إلى التمرد الذي قاده مؤخراً عبد العزيز الحلو وكال عدداً من الاتهامات في مناظرة للتنمية الدولية انعقدت في لندن شارك فيها سفير السودان عبد الله الأزرق اتهم لوكا بيونق السودان كذباً بمحاربة دولة الجنوب وشن حرب اقتصادية عليها كما زعم في حديث للكونغرس الأمريكي من قبل وقال ان شخصه والحلو ومالك عقار وعرمان معرضون للتهديدات بالاغتيال ووجه حديثه في الندوة للبار ونة كوكس التي كانت موجودة ان ما بين 20 ألف و 30 ألف طفل جنوبي تم اختطافهم وهم الآن مستعبدون في الشمال كما وزع أبناء دارفور بياناً مؤكدين دعمهم للحلو بجبال النوبة. وتصدي سفير السودان بلندن للوكا والبارونة كوكس والسفير الهولندي والسفير الحالي بالخرطوم وطبعا هؤلاء هم عصابة والأربعة المساندين للحركة منذ اتفاقية نيفاشا المشئومة تحملناهم خمسة اعواماً حسوماً وبعد أن انفصل الجنوب اصطدموا بالواقع المرير والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمسك بخناقهم وتحرمهم التنفس بدأوا نفاقهم وكذبهم ضد حكومة السودان والقاء التبعة عليها والكذب اذا كانت قيادات الحركة تتنفسه مع حليب الصباح فليس في كلامه جديد والبترول لن يمر مجاناً للجنوب فإذا كان 32 دولار التي تساوي بصلة اليوم كثيرة كم يريد الجنوب ان يفرض على البرميل الواحد (نصف دولار) او (ربع دولار)؟ أما الأقنعة الأخرى والكذبة الكبرى التي غطي أهل الملأ الأعلى أنوفهم من ريحها هو قوله ودعوته لتغيير النظام؟ فإذا كان الجنوب فشل في تغيير النظام اكثر من ربع قرن بالحرب وبالسلم فلماذا يدعو غيره لتغيير النظام؟ ومن المقصود بالتغيير أمريكا او لبرايت أم البارونة كوكس ام السفير الأمريكي كل أولئك مجرد كومبارس ولا يستطيعون تغيير النظام وإلا لبادروا في خفة الأطفال عندما يرومون شيئاً ممنوعاً فيشر أبون بأعناقهم إليه وهم يحلمون بالحصول عليه ولا يحصلون على طائل وحتما سيطول ليلهم ويدلهم أن انتظروا الغرب ليطيح لهم بالنظام لان حكومة الجنوب او القيادة في الحركة في سجل حقوق الإنسان اقل من صفر وفي التعذيب والاغتيال صفر وفي الكرم والأريحية 1% وفي الفساد 99% وهي معادلة معكوسة أخري للبارونة كوكس ان تطيح بها بدلاً من حكومة السودان لان التعامل مع دولة فاسدة لا يستقيم وموازين القوى لا تسمح فالمظاهرات الثورات اجتاحت لندن ببريطانيا وليس الخرطوم يا أيها الرجل الحالم!! نقلاً عن صحيفة الوفاق 16/8/2011م