لو تابعتم مجريات الأحداث المتعقلة بالحراك السياسي والاجتماعي تجاه وثيقة الدوحة التي تم توقيعها بالدوحة في يوليو المنصرم كانت لها آثار ايجابية كبيرة نزلت على أهل دارفور خاصة والسودان على وجه الخصوص بحكم أن الوثيقة حوت نقاطا هامة وضرورية وغفلت عنها الاتفاقيات السابقة بدليل أنها خاطبت جذور القضية وسلطت الضوء على أماكن الخلل والضعف ووضعت لها ومعالجات بجدية وإرادة قوية من الطرفين في أن الحل لقضية دارفور أصبح من الضرورة ومن المسلمات سواء كان من طرف الحكومة أم من حزب التحرير والعدالة قضية دارفور وإفرازاتها الإنسانية والسياسية والأخلاقية ألقت بظلالها على المجتمع السوداني والإقليمي والدولي باللائمة والإحراج أمام الأسرة الدولية في أن هذا الوضع بإفرازاته السالبة لابد ان يتغير بأي ثمن مهما كلف من تنازلات لابد أن يعامل القضية بواقعية والخروج من المأزق السياسي والإنساني الذي يعيش فيه أهل دارفور من النازحين واللاجئين فمشاركة اهل دارفور في منبر الدوحة كان لها الأثر الفعال في دفع وتشجيع الحكومة المركزية والوساطة في المضي قدماً دون تردد لطلب الملفات السبعة التي خاطبت أصول وجذور المشكلة من أساسها بمساعدة الوساطة من دولة قطر الشقيقة والتي بذلت من أجل الوصول لمحطة التوافق والتي توجت بالتوقيع على وثيقة الدوحة والتي أصبحت ملكاً لأصحابها بدارفور اذن الإرادة القوية التي أسندت الحوار بالمشاركة الفاعلة من أصحاب المصلحة النفسية من نازحين ولاجئين دفعت الحكومة والحركة لتحقيق أهداف الحوار بالدوحة وشجعت الكثيرين للالتفات حول مخرجات الوثيقة ودعمها والوقوف بجانبها من شرائخ مختلفة من ككونات دارفور الشعبية ومنظماتها المختلفة غير إني أوجه اللوم على طبقة المثقفين من أبناء دارفور خاصة وبعض الأقلام الصحفية التي لا تنظر برؤى وأفكار إستراتيجية وأخلاقية لأهلهم واسرهم في دارفور حيث نري البعض يكتب وكأنه يستحي من قلمه أو كأنه غير مؤمن بما يكتب وربما يكون متردداً فيما يكتب من رأي حيث يشعر القارئ حينما يتابع كتاباتهم بنوع من الهبوط والركاكة والتخذيل ويتناولون مخرجات الوثيقة بشيء من السخرية والاستهزاء وتقليل ما حوته الوثيقة فكأنهم متخاذلون فهذا الموقف سيضعف من مكانه بعض الكتاب وسيواجهون مصيرهم في المستقبل مع شعب دارفور حينما يكون السلام واقعاً معاشاً بين أهلهم. إذن لابد أن ينتبه المثقفون من أبناء دارفور إلى ما يكتبون ويقولون عبر منابرهم الصحفية ونوافذهم الإعلامية حتى لا يقعوا في المحظور لان هذه الاتفاقية أصبحت مرجعية تمثل إرادة شعبية لأهل الإقليم على وجه الخصوص والسودان عموماً لأنها خاطبت قضايا السودان من جذورها ووضعت لها حلول واقعية ولان هذه الاتفاقية ليست ملكاً لكل الحركات الدارفورية وهي مفتوحة لمدة ثلاثة أشهر لترك الفرص للحركات للالتحاق بسلام الدوحة واليوم بدأت الإرهاصات تتضح وتتجلي في ايجابيات ونجاحات الوثيقة في رأي قيادات بعض الحركات التي أبدت الانضمام لمخرجات الوثيقة بعدما تابعوا وعرفوا مضامين ما حوته الوثيقة في معالجات القضية عبر نوافذ متعددة ووجدت دعماً دولياً وإقليمياً ومحلياً لم يتوقعه الكثيرون وسيتفاجأ المتمردون كثيراً في مقبلات الأيام وحين قدوم رئيس الحركة دكتور تجاني سيسي عقب عيد الفطر المبارك وحينما تفرز الكيمان .. لذلك نقول أن العاقل من اتعظ بغيره وصبر وتعامل مع وثيقة الدوحة بعقل مفتوح وقراءة متأنية سطراً سطراً لبنود الاتفاقية وما تخفيه الأيام المقبلات اكبر ولذا موقف حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور بدأ يفيق ويستوعب درس أهل دارفور فان إعادة النظر في الاتفاقية وبنودها ربما دفع عبد الواحد ليغير موقفه السياسي وتكتيكاته الحوارية حيث جاء في الأخبار بصحيفة الصحافة يوم 9 أغسطس الجاري في صفحتها الأولي بلسان الوسيط ألأممي السيد باسولس التقي برئيس الحركة عبد الواحد محمد نور وابدي تجاوباً ونية في الدخول بدون تردد والانضمام لوثيقة الدوحة غير انه طلب مساحة لتوفيق أوضاعه مع بعض الحركات وربما يريد ضم صاحبه ورفيق دربه مني اركو مناوي لقطار الدوحة وسوف تكون هناك مفاجآت بانضمام حركات أخرى لذات الطريق. إذن هناك واجب أخلاقي ووطني يجب على الحكومة وعلي المؤتمر الوطني على وجه الخصوص القيام بها وتهيئة المناخ الكافي لنمو الاتفاقية وإنزالها على أرض الواقع بأسرع ما يمكن خاصة انه لابد من الالتزام بالتوجه وتنفيذ ما التزم به في وثيقة الدوحة حرفاً حرفا .. وبنداً بندا . وإسناد الاتفاقية بتسخير إمكانيات الدولة الإعلامية في تفسير الاتفاقية وإنزالها لأرض الواقع دون مداهنة أو مراوغة فإننا نري من قيادات الوطني عبر تصريحاتهم ولقاءاتهم ومقابلاتهم لا يتفقون في كثير من نقاط الوثيقة بين ناف ومقر ومراوغ. فعدم الشفافية والوضوح في بعض المواقف يضر بدعم الاتفاقية ويقلل من فرص القبول والالتفاف حول الاتفاقية ولذلك ينبغي على المؤتمر الوطني مراجعة خطه الإعلامي في التعامل مع الحركات التي وقعت واتجهت للسلام عبر وثيقة الدوحة ودعمها بكل ما يمكن حركة التحرير والعدالة لتنفيذ مخرجات الدوحة فان نجاح الحركة يعني نجاح الاتفاقية في تحقيق أهدافها ومقاصدها وتحفيز الحركات الأخرى وتشجيعها للالتفاف والانضمام ودفع عملية السلام نحو مراميها وتجسيد فرضيات الثقة فيما بين الحركات والحكومة وشعب دارفور ليتجه الجميع لبناء السودان ودارفور بيد واحدة وإرادة واحدة. نقلاً عن صحيفة الحرة 7/8/2011م