دائما لا تولي الأممالمتحدة كثير اهتمام بالمجهودات الحكومية التي تبذل في منطقة سودانية يدور فيها صراع مسلح –هذا الوضع للإنصاف ظللنا نتابعه منذ الحرب الأهلية الطويلة بين جنوب السودان وشماله الي ان وضعت الحرب أوزارها شتاء العام 2005م .ثم تكرر ذات الشيء في إقليم دارفور ثم الشرق والآن يتكرر في جنوب كردفان في كل هذه الحالات كانت الأممالمتحدة باستمرار تتحامل علي الحكومة السودانية لدرجة يصعب علينا كمراقبين ومتابعين عن قرب ان نتجاهلها ففي النهاية فان الحقيقة وحدها هي التي تفيد وتقود الي بر الأمان .لنأخذ الآن في هذه العجالة ما يجري في جنوب كردفان ولنتابع كيف تعاونت الحكومة السودانية بأقصي درجات التعاون مع المنظمات الدولية العاملة هناك لمعالجة الأوضاع التي تسبب فيها ولا يزال يتسبب فيها حملة السلاح . بحسب متابعاتنا في (سودان سفاري )فان تقريرا صدر في 7يوليوز (تموز )الماضي عن منظمة المعونة الأمريكية أشار الي ان الحكومة السودانية تسهل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مناطق آبيي بجنوب كردفان والمناطق المحيطة بحاضرة الولاية كاد قلي وقد نجحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا الصدد في القيام بواجباتها الإنسانية وامتد عملها أكثر من ذلك لمناطق في جبل مرة بشمال دارفور اذ يورد التقرير ان اللجنة تمكنت من إعطاء (245الف )شخص بجبل مرة زيوت طعام وبقوليات وخضروات متنوعة وحبوب زراعية (تقاوي )حوالي (168الف )شخص . يشير التقرير أيضا الي تمكن المنظمة بالتعاون مع وزارة الثروة الحيوانية من تطعيم الماشية في جنوب كردفان وفي ذات الوقت تعاونت الحكومة السودانية مع لجان الصليب والهلال الأحمر علي تأهيل محطات مياه الشرب النقية في المناطق الريفية بجنوب كردفان وجري تدريب حوالي (204)شخص علي هذا العمل وهم يؤدون عملهم الآن علي الوجه الأكمل بجنوب كردفان وجنوب وغرب دارفور .وأتاحت الحكومة السودانية لمنظمة المعونة الأمريكية إيصال ملابس ومواد مأوي ومواد ضرورية لحوالي (18الف )شخص في جنوب كردفان عقب اندلاع المواجهات الأخيرة في يونيو (حزيران )وأتيح للمنظمة دعم مستشفيات المجلد والمراكز الصحية بحوالي (1,5)طن من المواد الصحية والاغاثية .هذا بجانب استمرار عمليات التحصين والتطعيم التي استطاعت الوصول لأكثر من (12,000طفل )في جنوب كردفان ودارفور .التقرير الأمريكي حافل بالتعاون الايجابي المثمر بين السلطات السودانية أوردنا منه ملخصا لأهم ما ورد فيه وهو يثبت علي نحو قاطع ان الحكومة السودانية تبذل جهودا حقيقية علي الأرض بالتعاون مع المنظمات العاملة في جنوب كردفان ودارفور سعيا لإصلاح الأوضاع الإنسانية ومعالجة كافة جوانب الأزمة فيا تري من أين تستقي الأممالمتحدة تقاريرها التي تتحدث عن جرائم إنسانية وأوضاع سيئة في ظل هذا الواقع الذي تشهد به منظمة المعونة الأمريكية كتابة وعلي ورق موثق ؟!