اصبحت مبادرات الوفاق الوطني التي يدعو إليها السيد محمد عثمان الميرغني مثل (حمل العجائز).. أكثر من خمسة عشر عاماً ومولانا الميرغني يدعو للوفاق الوطن، وتجد دعوة الميرغني ترحيباً من قبل قيادة المؤتمر الوطني والزمن يمضي والاستحقاق الديمقراطي يقترب موعده و(سيدنا) الميرغني في محطة وفاقه القديمة حتى فقدت الدعوة للوفاق مغزاها ومراميها. كل شئ يتجدد.. الساحة السياسية تبدلت من شمولية قابضة لديمقراطية مفتوحة وحرية كاملة والميرغني يتحدث عن الوفاق الوطني ونصف حزبه الاتحادي الديمقراطي في السلطة والنصف الآخر يغرد في سرب المعارضة التي اختارت مرشحيها لخوض الانتخابات الا السيد الميرغني اختار المنطقة الوسطى بين جنة الحكومة ونار المعارضة فهل الوسطية كمنهج سياسي وموقف اخلاقي ستعيد للحزب الاتحادي الديمقراطي ألقه القديم ودوره في الساحة حينما كان يمثل (طبقة) التجار والموظفين الحكوميين قبل تلاشي هذه الطبقات للعدم؟!! البروفيسور ابراهيم غندور قال للصحافيين ان الرئيس عمر البشير قد وجه بدراسة مبادرة السيد الميرغني للوفاق الوطني في ذات الوقت كان بروفيسور غندور يقلب تقارير اللجان الفنية ويقبض على ملفات الانتخابات بأصابعه العشرة ويتحدث بما يشبه للسيد الميرغني وغندور اكثر الناس معرفة وعلماً بأن شعارات الوفاق الوطني اصبحت مثل شعار نأكل مما نزرع الذي رفعته الانقاذ ايام (فلسها) قبل ان يشتد عودها وتصبح من الحكومات التي تبيع وتشتري في سوق النفط ولا حاجة لها لضامن خارجي في البورصة الدولية والوفاق كان مطلباً في التسعينيات لجمع الاحزاب الوطنية واقرار صيغة لتبادل السلطة سلمياً.. حتى وقعت الحكومة على برتوكولات السلام وعادت الفصائل المسلحة من الغابات والصحارى (ضالع ومكسور) وخرج الترابي من السجون واطلقت الحكومة سراح المنابر وحرية التعبير واصبح كل من يملك (10) مليون جنيه بالقديم وسبعة من الاتباع يسجل حزبه وكل صحافي صدر صحيفته ويجلس في مقعد رؤساء التحرير في الزمان السابق.. تبدلت الدنيا وتغيرت اشياء والسيد الميرغني في دعوته القديمة التي تحققت شروطها من حيث لا يدري الميرغني ومن حيث يعلم البروفيسور غندور لكننا شعب يحب المجاملات. الانتخابات مثل امتحان الرياضيات الذي كان يسمى فراق (الحبايب) عندما تبدأ الحملات الانتخابية تشتعل حرارة التنافس وتتنفس المدن والقى سياسة ويصبح كل حزب أحرص على اصوات الجماهير حتى يجلس على كراسي البرلمان الوثيرة ويساوم الاحزاب في نصيبه من السلطة اما المساومة القديمة لاحزاب الامة والاتحادي وطائفتي الختمية والانصار فقد انتهى عهد السيدين وتلاشى للابد التباهي بأن (الوالد كان من أغنياء قريش) لأن قريش أنفسهم أصبحوا يطوفون حول البيت الأبيض مثل طواف الاشانتي في غانا والزولو في جنوب افريقيا و(سيدنا) الميرغني يمسك بعصاه القديمة ويحدثنا عن وفاق تجاوزه الزمن! نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 5/1/2010م