على كثرة الشهادات التى ظلت ترد من ساسة وصحافيين غربيين عن أكذوبة الإبادة الجماعية فى إقليم السودان الغربي دارفور ، بل وعن القصد المسبق من قبل بعض الدول الكبرى عبر بعض المنظمات لإشاعة أقصي دعاية سوداء و كاذبة عن الأوضاع فى دارفور لأهداف إستراتيجية بعينها، إلا ان هذه القوى الغريبة الكبري لم تزل تردد ذات الأكذوبة، بل تحاول الآن من خلال ما يجري فى جنوب كردفان والنيل الازرق إعادة استنساخ ذات تلك الدعاية . الصحفي الأمريكي توماس ماونتن المهتم بصفة خاصة بمنطقة القرن الإفريقي و قضي فى هذا الصدد عدد من السنوات فى دولة ارتريا كتب مقالاً مطولاً فى صحيفة السياسة الخارجية الأمريكية ( Foreign Policy ) فى الرابع عشر من أغسطس الماضي أفاض فيه وأسهب بشأن ما يجري فى دارفور وما صاحب الازمة من تهويل متعمد وتلفيق ودعاية. ماونتن قال فى صدر مقاله (و بعد أن عشت جنباً الى جنب مع من يمثلون ليس فقط دارفور، بل جميع المقاومة السودانية منذ العام 2006 لم تجد تحقيقاتي دليلاً على وجود إبادة جماعية ارتكبت فى دارفور) و لفت ماونتن الأنظار الى ان ما يمكن وصفها إبادة جماعية هى فى الواقع – حسب مشاهداته اللصيقة كما قال – جرت و تجري فى إثيوبيا ، إذ يعتقد انه رأى الكثير هناك مما غضّ العالم النظر عنه فى الوقت الذى ركز فيه العالم أنظاره الى دارفور، ويورد المقال ان التحقيقات التى أجراها خلصت الى ان ضحايا الصراع فى دارفور هم المستفيدين وحدهم من أفضل عمل إغاثي للإقليم جري فى التاريخ ! وهى حقيقة فيما يبدو يتحاشي الإعلام الغربي إيرادها. و يرجع الصحفي ماونتن الفضل فى نجاح العمليات الاغاثية فى دارفور الى ما يسميه الدور الحاسم والفعال الذى لعبه الرئيس البشير وأنه دون دعم وقيادة البشير فان أعمال الإغاثة فى دارفور لم تكن ممكنة قط . ويشير الكاتب الى التناقض الصارخ ما بين اتهام محكمة الجنايات الدولية للرئيس البشير بالإبادة الجماعية – المستندة بحسب الكاتب الى تقارير منظمات مشكوك فيها – وما بين الدور الحاسم الذى لعبه الرئيس البشير فى إنقاذ مئات الأرواح عبر العمل الإغاثي والإنساني. ويصف المقال ادعاءات الإبادة الجماعية فى دارفور بأنها أسطورة روجت لها بعض الجماعات والمنظمات الحقوقية غير الحكومية والتي تسني لها – باستخدام هذه الفرية – جمع مبلغ 100مليون دولار تحت اسم (كفي) ومنع الإبادة الجماعية وهذه ال(100) مليون دولار لم تصل مطلقاً الى أهل دارفور، ورغماً عن ذلك فان الاقليم فى الوقت الراهن يشهد سلاماً حقيقياً على ارض الواقع . وفيما يخص الوفيات التى يعلن عنها فى دارفور بواسطة هذه المنظمات، يقول الكاتب ان عدد الوفيات الذي تورده تقارير هذه المنظمات فيه مفارقة واضحة المعالم ، ففي حين بدأت ب100ألف ارتفعت فجأة الى 200 ألف ؛ ثم 400ألف! وهى تقديرات يصفها الكاتب بأنها دون أدني شك خياليه ولا تلتزم معايير موضوعية معينة. وهكذا تأتي شهادة هذا الصحفي الغربي بمثابة تسليط للضوء على هذه الأكذوبة حتى لا ينجرف العالم -من جديد - فى ذات الاتجاه، بذات الوسيلة فى أكذوبة جديدة بشأن أحداث جنوب كردفان والنيل ازرق ، ولعل ما يشير إليه المقال بهذه الحيثيات ان من الممكن خداع الناس مرة ولكن لا يمكن خداعهم فى كل مرة .