قال اللواء دانيال كودي القيادي بالحركة الشعبية احد أبناء ولاية جنوب كردفان ان تكوين ما اسماه (الجماعة القيادية للحركة الشعبية قطاع الشمال )ليست انشقاقا داخل الحركة ولكنها خطوة –بحسب تعبيره لتكوين جسم قيادي ولفت كودي النظر في مؤتمره الصحفي الذي عقده بوكالة أنباء السودان (سونا )الأسبوع الماضي –الي ان كل من عقار والحلو وعرمان لا يزالون في ذات مناصبهم ولكن جري تجميد نشاطهم الي حين أو هكذا أراد كودي ان يؤكد .كودي أيضا أعاد التأكيد علي ان الجيش الشعبي في شمال السودان قائده الاعلي الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان وان الأمر رهين بالفراغ من الترتيبات الأمنية وانتهاء كافة بنود اتفاقية السلام الشاملة والقضايا العالقة وحرص كودي أيضا علي التأكيد علي أنهم في الجسم الجديد للحركة يعملون انطلاقا من قناعات وطنية .وما من شك ان ما أورده اللواء كودي استوقف الكثيرين سواء لكونه أعاد ترديد حقائق فات أو أنها مثل تبعية الجيش الشعبي لجنوب السودان وان هناك إجراءات يجب إتباعها ضمن نطاق اتفاقية السلام الشاملة أو لكونه تحدث حول بقاء القادة المتمردين عقار والحلو وعرمان باعتبار ان تحركهم الحالي هو الذي جعلهم خارج نطاق القيادة .القضية كما بدت لنا من خلال ما أورده اللواء كودي هي ان الرجل يبدو كمن يود (تنظيف وتلميع الاثنين الحركة الشعبية والجيش الشعبي )مما علق فيهما من شوائب جراء التمرد الذي يقوده كل من الحلو وعقار أو ان كودي يريد (ممارسة عمل سياسي)في ظل تحول الحركة بقادتها الي العمل المسلح ليتوازي الاثنان زمانا ومكانا ذلك ان من المفروغ منه ان الجيش الشعبي يتبع لجمهورية جنوب السودان وهذه حقيقة قديمة معروفه حتى قيادة الجيش الشعبي في جمهورية السودان أقرت بها ورد الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي فيليب اقوير –قبل أشهر –علي الحكومة السودانية بأنهم في جمهورية جنوب السودان ليس لديهم جيش شعبي شمال حدود 1956.وسواء كان اقوير صادقا وجادا لو لم يكن لذلك فان تصريحه في مثل هذه الأمور يؤخذ عادة مأخذ الجد ومن ثم تنتفي المشروعية للجيش الشعبي في شمال السودان لأنه أصلا لا وجود لأي جيش شعبي فيه هذه الحقيقة القديمة جعل منها كودي حروفا قديمة ليضع عليها نقاطا جديدة ،فإذا ما أقرت الحكومة السودانية بموجود جيش شعبي (مشروع )ومصرح له بالوجود شمال السودان فان هذا يستلزم دون ادني جدال (إعادة )العمل بالترتيبات الأمنية واستدعاء العديد من بنود نيفاشا 2005 بما يفضي الي أوضاع جديدة في الوقت الذي فيه لم يعد لأهل المنطقتين –جنوب كردفان والنيل الأزرق –بحسب نيفاشا سوي المشورة الشعبية كحق أصيل لأهل المنطقتين وليس للحركة الشعبية –الأمر الثاني ان كودي تحدث بشأن التنظيم الجديد للحركة وهو أمر بمثابة (حروف قديمة )النقاط التي وضعها عليها لا قيمة لها في الوقت الراهن ذلك ان الحركة الشعبية –هي نفسها –كونها تملك مشروعية قانونية عقب الانفصال موضع جدل فكيف بالجسم الجديد الخارج من رحمها ؟لقد كان حريا بكودي ان يقول أنهم قاموا بتسجيل حركة جديدة كحزب وهذا يستلزم ان يستوفوا شروط التسجيل وأهمها الا يكون من بينهم أجنبي ولا يملكون قوات او مليشيا مسلحة غير ان كودي لم يتعرض لهذه النقطة المهمة .وعلي أية حال فان ما أراد كودي ان يخلص له في مؤتمره الصحفي بدا للكثيرين حديثا يحتاج لمذكرة تفسيرية أو خارطة إيضاحية أكثر وضوحا ونصاعة !!