تكتسب زيارة ميليس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا الحالية إلى مصر أهمية كبيرة, على ضوء الفتور في العلاقات المصرية الإثيوبية الذي ساد خلال السنوات الماضية وسياسات النظام السابق تجاه إفريقيا التي أدت إلى انسحاب مصر من معظم القضايا الإفريقية وتدني تأثيرها في القارة السمراء بشكل غير مسبوق, وتوابع ذلك التي تفجرت بأزمة بين مصر ودول حوض نهر النيل. وبعد ثورة يناير فتحت مصر صفحة جديدة لاستعادة علاقاتها التاريخية مع الدول الإفريقية, التي تدخل في إطار المجال الحيوي للأمن القومي المصري, وقام وفد شعبي بزيارة إلي عدة دول إفريقيا منها إثيوبيا, في مسعي لتحسين العلاقات المصرية الإثيوبية لتعود إلى سابق عهدها, وجرت اتصالات رسمية كثيرة تم تتويجها بزيارة زيناوي إلى مصر. ولا يجب أن نحصر العلاقات بين البلدين في قضية الموارد المالية وتنظيم استخدام نهر النيل فقط, ولكن هناك مجالات ضخمة للتعاون يجب تفعيلها. وفي هذا الإطار ليس من المعقول أن يظل حجم التبادل التجاري بين البلدين عند رقم300 مليون دولار فقط سنويا, فهو رقم متدن للغاية ولا يعبر عن مجالات التعاون الكثيرة التي يجب استثمارها وتنميتها لصالح الشعبين. لقد اثبتت حركة التاريخ أن علاقات مصر الإفريقية يجب أن تكون لها الأولوية على ما عداها باعتبارها جزءا من الأمن القومي المصري, وزيارة ميليس زيناوي اليوم هي المدخل الطبيعي للعودة إلى افريقيا, ووحدة دول نهر النيل.. شريان الحياة لنا جميعا. المصدر: الاهرام 18/9/2011