في محاولة منها لإعادة الاستقرار والهدوء لولاية النيل الأزرق سياسيًا وأمنيًا أصدرت الحكومة مرسومًا جمهوريًا بتكليف اللواء الهادي بشرى بمهام الحاكم لولاية النيل الأزرق أنهت بموجبه تكليف الجيش بمهام إدارة الشأن العام بالولاية خلال الفترة الماضية التي شهدت هروبًا لقادة الحركة الشعبية بقيادة عقار إلى دولة الجنوب بحسب الإشارات التي تحملها الأنباء والروايات المتعددة، عقب إشعال نيران الفتنة وتأجيج الصراع العسكري بالولاية. وبحسب مراقبين لمسيرة الوالي السابق للولاية الشمالية الهادي بشرى في إدارة عدد من الملفات المهمة في فترات سابقة قبل الإنقاذ وبعدها فإن تعيينه حاكمًا للنيل الأزرق أتى على خلفيات عسكرية وربما سياسية راهنت الحكومة عليها في إدارة شؤون الولاية التي دخلت في أتون مرحلة بنت عليها الحركة الشعبية حسابات سياسية تهدف لتحقيق تطلعات خارجية ذات طابع معارض لسياسات النظام القائم وليس من بينها الاستمرار في إرساء دعائم الأمن والاستقرار على حساب تلك الأجندة الخاصة، فالرجل الذي ناصر الديمقراطية الثالثة عقب اندلاع الثورة الشعبية وكُلِّف بعدها بمهمة حل جهاز الأمن عقب رحيل نظام الرئيس الراحل جعفر نميري أعاد إلى الأذهان حكمته السياسية في إدارة ملف الأزمة إبّان توتر العلاقات مع جمهورية مصر العربية أيام نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لجهة توليه مهام الولاية الشمالية القريبة من مصر بحكم العلاقات السابقة مع عدد من الرموز السياسية فيها عقب مغادرته البلاد في صف المعارضين وتنقله بين أسمرا والقاهرة تحت راية «القيادة الشرعية» الذراع العسكري للتجمع الوطني المعارض لنظام الإنقاذ في العام 1989م، وصُنِّف حينها الرجل الثالث في تلك القيادة، فاللواء الهادي بخلفيته الأنصارية أعلن انحيازه للثورة بعد محاولات متكررة لتأليب الجيش على القيادة السياسية عبر إذاعة المعارضة التي كانت تبث أثيرها من مقر المعارضة في أسمرا، واعتبر حينها كثيرون خروجه عن الصف المعارض في بداية التسعينيات بمثابة القشة التي قصمت ظهر التمرد العسكرى في شرق السودان وربما في جنوبه على خلفية التنسيق السياسي العسكري مع الحركة الشعبية وعدد من فصائل التمرد، وتبدو سيرة الرجل الحافلة بمعرفته بتفاصيل كثير من الأشياء بولاية النيل الأزرق المتاخمة لدول ذات علاقات وطيدة بالصراعات السياسية والعسكرية بالبلاد باحتضانها للتمرد والمعارضة ردحًا من الزمان، تبدو في نظر الكثيرين زواية لا تقل أهمية من الزوايا الأخرى التي استندت إليها القيادة في تكليفه بمهمة الحاكم فضلاً عن خبرته السابقة في تولي منصب والي الشمالية. نفلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 21/9/2011م