المراقب للمشهد السياسي اليومي منذ اعلان بداية التسجيل للانتخابات في شهر نوفمبر الماضي ومد فترة التسجيل اسبوعيا اخر بعد انتهاء الفترة المحددة في الثلاثين من نوفمبر وما تبع ذلك من احتشاد للقوي السياسية المعارضة والمشاركة في الحكم ممثلة في الحركة الشعبية محاولة الخروج في مسيرة سلمية للضغط علي المؤتمر الوطني لاجازة ما تبقي من قوانين وقتها والتي اسمتها احزاب ملتقي جوبا قوانين التحول الديمقراطي. ورغم اجازة تلك القوانين واعلان المفوضية القومية للانتخابات عن بداية الترشيح الا ان الواقع الذي تعيشه احزاب المعارضة الان وتخبطها في حسم مشاركتها في الانتخابات يشير الي أن هذه الاحزاب لم تتعلم شيئاً من مشاركتها في المعارضة اكثر من عشرين عاماً وهذه الاحزاب تطالب بعودة الديمقراطية واجراء الانتخابات وحينما جاء زمان دفع الاستحقاق الانتخابي تعجز هذه الاحزاب عن الاتفاق علي رؤية تخوض بها الانتخابات. فتارة تعلن هذه الاحزاب عن مرشحيها لرئاسة الجمهورية مثلما فعل حزب المؤتمر الشعبي والامة الاصلاح والتجديد وما تسرب عن ترشيح السيد الصادق المهدي من حزب الامة وفي ذات الوقت الذي تعلن فيه الاحزاب مرشحيها يتحدث بعضها عن تجاوزات في السجل الانتخابي وعن احتمالات تزوير مع انها تعلم ان اي حزب يعجز عن حراسة صناديق الانتخابات سيكون اكثر عجزاً عن حمل صناديق الذخيرة. وقد جريت هذه القوي مواجهة المؤتمر الوطني في انتخابات جامعة الخرطوم وفازت عليه في اربع دورات متتالية ولكنها حينما فشلت في تقديم اي شئ للقواعد الطلابية عادت وخسرت الانتخابات قبل شهرين حدث كل هذا وطلاب المؤتمر الوطني كانوا اول المهنئين وحتي حينما حامت شبهة تزوير في احدي الدورات التي فاز بها طلاب المعارضة فان طلاب المؤتمر رفضوا السير في طريق الاحتجاج وتقبلوا النتيجة لانهم يعلموا ان المستقبل لهم. نقلا عن الوفاق السودانية 7/1/2010م