اثبت المؤتمر الوطني انه حزب كبير و ذكي و هو يتجاوز الضغوط و الابتزاز بمزيد من الصبر و الحنكة السياسية؛ ففي أقل من اسبوع استطاع الحزب اعادة المتفلتين الى صوابهم ، بل حول جزءاً من هذا التفلت الى عمل ايجابي حينما قاد معظم الولاة المبعدون ترشيحات المرشحين و استقبلوهم استقبالات حارة كما حدث فى القضارف و نهر النيل و الشمالية و جنوب دارفور. و كما قال احد القيادات فى حزب الامة ان المؤتمر الوطني وضعنا فى امتحان عسير حينما لم يستجب لضغوط القبائل و دفع بمرشحيه لمناصب الولاة بقيادات قدمت بعيداً عن الخلفية القبلية. المنهج الذى اتخذه المؤتمر الوطني فى اختيار المرشحين يجب ان يسير عليه مع تمتين اللوائح المنظمة حتى يخوض الحزب انتخابات 2015 و هو اكثر قدرة على مواجهة التحديات . لم تتوقف الضغوط عند حدود قيادات الحزب لكنها امتدت الى الاحزاب السياسية المعارضة و المشاركة فى الحكومة حيث ظلت الاحزاب السياسية تتحدث عن التزوير و هى تعلم تمام العلم ان مصلحة المؤتمر الوطني ان تجري الانتخابات فى اجواء شفافة حتنى لا يجد خصومه فرصة فى الطعن فى فوزه المتوقع فى غالب المستويات . مدت الهيئة القومية للانتخابات فترة التسجيل اسبوعاً و مدت فترة الترشيح خمسة ايام و كل هذا تم لقفل باب المزايدات و تمكين هذه الاحزاب من اكمال نواقصها . تعرض المؤتمر الوطني لضغوط من شريكه فى الحكم الحركة الشعبية لاجازة قوانين الاستفتاء و استفتاء أبيي و قانون الامن الوطني و قانون المشورة الشعبية , و أدرك قادة المؤتمر ان المضني بالبلاد نحو الانتخابات هو الطريق الوحيد لوقف الابتزاز ، و لم يتبق على الانتخابات سوي ثلاثة اشهر و يعرف كل حزب وزنه الحقيقي و يعرف المؤتمر الوطني اى الاحزاب يستحق ان يتحالف معه . مارست الاحزاب السياسية كل انواع الضغوط و الابتزاز ، لكن المؤتمر الوطني مضي فى نهجه و خطه الاستراتيجي ،و عرضت بعض الاحزاب دعم الرئيس البشير فى الرئاسة مقابل تنازل الوطني عن دوائر تعلم هذه الاحزاب انها لن تحصل علي نصفها ان خاضت المعركة منفردة أو مع احزاب اخري . مصلحة المؤتمر الوطني و السودان ان يخوض كل حزب الانتخابات منفرداً و أن يلتزم الكل بنتائجها حتى بتدأ بلادنا مرحلة الاستقرار الحقيقي . نقلا عن الوفاق 24/1/2010