استقبل الاف الفلسطينيين الاحد، الرئيس محمود عباس العائد من مقر الاممالمتحدة استقبال الابطال بعد ان قدم طلب الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية وهم يلوحون بالاعلام الفلسطينية وصوره. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الساحة الرئيسية للمقاطعة امتلأت عن بكرة ابيها، قبل وقت قصير من وصول عباس، اضافة الى المئات الذين احتشدوا على الطرق الرئيسية المؤدية الى المقاطعة، في حين تواجد المئات من افراد الشرطة وحرس الرئاسة الخاص. وقد دعت مؤسسات فلسطينية ليل السبت الاحد الفلسطينيين الى التجمع لاستقبال عباس، في حين دعت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية الى تعليق العمل في المؤسسات العامة عند الساعة 13.00 (11.00 تغ) لتمكين الموظفين من المشاركة في الاستقبال. ويبدو الفلسطينيين متفائلين بخطاب عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة الذي اعلن فيه تقديمه طلب عضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدة، الا ان عباس تحدث امام الحشد ب 'واقعية' وقال 'نحن واقعيون، ونقول ان مسيرتنا الدولية الدبلوماسية العالمية قد بدأت وامامنا شوط طويل'. واكد عباس في كلمه قصيره له امام الحشد ان الفلسطينيين لن يعودوا الى طاولة المفاوضات دون 'وقف الاستيطان بشكل كامل' وقال 'نحن اكدنا للجميع اننا نريد ان نصل الى حقوقنا بالطرق السلمية، بالمفاوضات لكن ليس اية مفاوضات، لن نقبل الا بالشرعية الدولية ووقف الاستيطان بشكل كامل'. وقوطع حديث عباس بالتصفيق حينما قال 'ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينيون'. وقال عباس الذي وقف الى جانبه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض 'ذهبت الى الاممالمتحدة احمل امالكم واحلامكم وطموحاتكم وعذاباتكم ورؤيتكم للمستقبل وحاجتكم الى دولة فلسطينية مستقلة'. واشار عباس الى ان الشعب الفلسطيني يعيش ربيعه السلمي الخاص، وقال 'قلنا للعالم ان هناك الربيع العربي، ولكن الربيع الفلسطيني موجود، وهو ربيع شعبي جماهيري مقاوم سلمي للوصول الى غايتنا'. ومن الاف الفلسطينيين الذين جاؤا الى المقاطعة من شتى انحاء المدن الفلسطينيين، لاعلان تأييدهم ودعمهم للرئيس عباس محمد العامودي (53 عاما) الذي اصطحب معه طفله الصغير. ويقول محمد 'جئنا اليوم للمقاطعة لتأييد ودعم الرئيس محمود عباس وتحيته على خطابه الجريء في الاممالمتحدة، وتحديه للولايات المتحدة واسرائيل'. واضاف 'اعتقد ان ابو مازن يستحق ان يقف معه الشعب الفلسطيني في حربه الدبلوماسية هذه'. حياة سلامة (65 عاما) وهو معلمة متقاعدة جاءت مع صديقتها نوال عمور (60) من مدينة جنين الى رام الله 'لتأييد ابو مازن وان نريه باننا نقف معه'. ويقول الفتى محمود حامد (17 عاما) الذي جاء من قرية مزارع النوباني التي تبعد حوالي 25 كم 'جئت لتأييد الرئيس ابو مازن في طريقه نحو الحرية، نحن نريد الحرية وانا هنا لاقول له نحن معك'. وجلس عبد القادر محمد (71 عاما) وهو يحمل العلم الفلسطيني على سور قريب، وقال 'اعتقد ان ابو مان وفي خطابه تحدث عنا، وكأننا نحن الذين كنا نتحدث، لذلك انا هنا لتأييده ودعمه'. واضاف 'ابو مازن قام بما عليه في الاممالمتحدةة ووضع طلبنا امام العالم، وجئت لاقول له شكرا'. وقال عبدالله الهندي (65 عاما) وهو من قرية الجديرة المحاذية لمدينة القدس 'جئت هنا لهدفين، الاول تأييد الرئيس ابو مازن في طلبه الحصول على مقعد لفلسطين في الاممالمتحدة، والثاني لاقول لحكومة نتنياهو وامريكيا ان ابو مازن حينما تحدث في الاممالمتحدة تحدث باسمنا جميعا، ولم يتحدث باسمه فقط'. وعلقت على واجهات بنايات المقاطعة صورا عملاقة للرئيس عباس، كتب على احدها 'نحن بك اقوياء وأنت بشعبك كبير'. وعلقت صورة اخرى كتب عليها مقطع خطابه امام الاممالمتحدة الذي يقول 'لا أعتقد ان احدا لديه ضمير ووجدان يمكن ان يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الاممالمتحدة'. وكتب على صورة اخرى لعباس 'هنا باقون... هنا قاعدون' وهي ايضا كلمات استخدمها في خطابه امام الاممالمتحدة. من جانبه كتب عبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي ان 'خطاب الرئيس عباس كان خريطة طريق، ورقة عمل، فضحا كاملا للاحتلال وجرائم مستوطنيه، وارهاب الدولة الاسرائيلية في الضفة والقطاع، وعمليات الاستيطان المتواصلة لمصادرة الارض وتهويد القدس، وارهاب ابناء الشعب الفلسطيني'. واضاف 'لهذا يجب ان ينتقل فورا من مرحلة الكلام الى مرحلة التطبيق العملي على الارض، ومحاسبة اي خروج عن كل ما ورد فيه من مبادئ ونقاط'. وقد ازدادت شعبية عباس منذ ان قدم طلب انضمام دولة فلسطين الى الاممالمتحدة على اساس حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدسالشرقية الجمعة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون. ويفتخر الفلسطينيون بانه لم يتراجع امام ادارة اوباما التي حاولت حتى اللحظة الاخيرة ثنيه عن رفع ذلك الطلب الى مجلس الامن الدولي. من جهة اخرى دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحد الزعيم الفلسطيني محمود عباس الى استئناف التفاوض دون شروط مسبقة من اجل التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط طال انتظاره. وفي تصريحات ادلى بها نتنياهو لقناة 'ان بي سي' التلفزيونية الامريكية خلال برنامج 'لقاء الصحافة'، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي 'الفلسطينيون يريدون دولة، ولكن عليهم ان يقدموا السلام بالمقابل. ما يحاولون فعله في الاممالمتحدة هو الحصول على دولة دون ان يقدموا السلام لاسرائيل، او السلام والامن لاسرائيل'. واضاف 'هذا امر خاطئ، ولا يتوقع له النجاح بل الفشل'. وقال انه تطرق الى موضوع المحادثات دون شروط مع عباس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي. واضاف 'قلت في الاممالمتحدة، قلت للرئيس عباس: انظر نحن في المدينة نفسها وفي المبنى نفسها، في الاممالمتحدة! دعنا نجلس ونبدأ في الحديث من اجل السلام'. وقال نتانياهو انه وجه هذه النصيحة لعباس 'ان اردت الوصول الى السلام، عليك التخلي عن كافة شروطك المسبقة'. وادلى نتنياهو بتعليقاته هذه بعد وصول عباس الى رام الله حيث كان في استقباله الاف الفلسطينيين للترحيب به بعد تقدمه بطلب رسمي لعضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدة. وقال عباس امام الحشود المحيية له الاحد ان الفلسطينيين لن يجروا محادثات سلام دون 'وقف كامل' للنشاط الاستيطاني الاسرائيلي. وتابع قائلا 'لن تكون هناك مفاوضات دون شرعية دولية ودون وقف كامل للمستوطنات' فيما يبدو رفضا لمقترح اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، التي اقترحت الجمعة استئناف المفاوضات المباشرة دون التحدث صراحة عن تجميد المستوطنات. المصدر: القدس العربي 26/9/2011