يبقى معسكر كلمة من المعسكرات الأكثر إثارة للجدل بولاية جنوب دارفور بلا منازع، فما ان تذكر معسكرات اللاجئين بدارفور الا ويتصدر معسكر كلمة ابرز العناوين فى الصحافة والاعلام وغالبا يرتبط بقضايا يثيرها النازحون حول جملة من المهددات التى قد تواجههم فى المعسكر عاجلا ام آجلا .وكان آخر تلك المخاوف التى اثارها مشايخ وعمد المعسكر مطالبتهم ولاية جنوب دارفور والحكومة وبعثة الاممالمتحدة ( يونميد ) بنزع السلاح من المعسكر وتوفير الحماية اللازمة للنازحين والتدخل العاجل بنشر القوات الامنية والشرطية تحسبا لانفاذ مخطط حركتى خليل ابراهيم وعبد الواحد محمد نور اللتين تريدان تصفية النازحين المؤيدين لسلام الدوحة بالمعسكر وهذا ما جاء على لسان رئيس المكتب التنفيذى لمعسكرات النازحين العمدة صلاح عبد الله ،حيث استنكر عبدالله المخطط الاجرامى الذى تسعى له حركتا خليل وعبد الواحد نور بدعم سخى من دولة جنوب السودان لتنفيذ المخطط من داخل المعسكر ..وحذر عبد الله القيادات التابعة للحركتين بالمعسكر بعدم اللعب بالنار. فيما عد مراقبون المخاوف التى ابداها النازحون بالمعسكر بالمشروعة وتأتى فى الاتجاه الصحيح الذى يحفز الحكومة بالتدخل لتلافى ما يمكن حدوثه بالمعسكر ،وقالوا الحكومة من شأنها التقاط هذه المبادرة والبناء عليها لمعالجة الاوضاع بالمعسكر خاصة ان مثل هذه المناشدات كانت نادرة الحدوث من ذات المعسكر الذى كان يأوي غالبية عناصر الحركات المسلحة ولا تدخله سوى يونميد.. ولكن قلل خبراء عسكريون من خطوة ان تقدم عناصر حركتى خليل وعبد الواحد نور باعمال تخريبية فى الوقت الراهن نسبة لظروف الانقسامات التى تعيشها كلتا الحركتين .واشاروا الى ان الخطوة غير مدروسة فى هذا الظرف البالغ التعقيد بالنسبة للحركتين من شأنها ان تؤدى الى انقراض عناصر الحركتين بالمعسكر.. فيما يرى خبراء امنيون ان معسكر كلمة الذى لا يبعد سوى بضعة كيلو مترات من عاصمة الولاية نيالا ان معالجة وضعيته تعد مدخلا رئيسيا لمعالجة الاوضاع الامنية لأغلب المعسكرات التى تحتضن النازحين الذين ينقسم انتماؤهم بين الحركات وفى الفترة الاخيرة اتجاه بعضهم بنوايا حسنة للحكومة. كمثل هذه المناشدة التى يطالب فيها النازحون الحكومة بضرورة التدخل لحمايتهم مما يتربص بهم من اخطار.. واشاروا الى ان الحكومة ويونميد يجب ان يعملا سويا لمحاصرة وجمع الاسلحة بالمعسكر وقالوا لا يمكن للاجئين ان يأمنوا والسلاح يحيط بهم من كل جانب ..فيما قال نازحون بالمعسكر ان اوضاع المعسكر قابلة للانفجار فى اى وقت ولذا على الجميع حكومة وقوات (يونميد )ان لا يتخلوا عن مسؤولياتهم فى حماية النازحين الذين يتهددهم شبح الصراع بين الحركات الدارفورية.. ومن ناحيته لم يستبعد خضر محمد الناطق الرسمى باسم معسكر كلمة للنازحين تنفيذ مخطط حركتى خليل ونور داخل المعسكر خاصة ان نور اصدر من قبل حكما بالاعدام وتصفية لقيادات شاركت فى سلام دارفور ,واشار الى انه تم الاعتداء على زكريا حسن احد مشايخ النازحين الايام الماضية بالمعسكر وبحسب البعض فان عملية القيام بتصفيات لقيادات الحركات تبقى واردة الحدوث فى ظل الوضع غير المستقر للمعسكر خاصة ان المعسكر به خليط من الحركات الدارفورية المسلحة المتنازعة فيما بينها. واكدت مصادر مطلعة بحركة التحرير والعدالة الموقعة على وثيقة الدوحة مؤخرا انها قادرة على حماية منسوبيها فى معسكر كلمة من اى خطر يتهددهم وقالوا من المستبعد ان تقدم حركتا ( خليل) و( عبد الواحد )على القيام بمغامرات تستهدف قيادات التحرير والعدالة بالمعسكر لمعرفتهم التامة بخطورة نتائج مثل هذا المسلك. واشاروا الى ان التهديد بالتصفية لم يعد يخيف احدا بل لا يلقى له بالا خاصة بعد التحول الذى حدث مؤخرا بتوقيع وثيقة السلام بالدوحة.. ومهما يكن من امر فان معسكر كلمة بحسب رأي البعض يعد المعسكر الذى يثير الغبار بين الفينة والاخرى ويحتاج الى معالجة جذرية تضع حدا لمجمل التهديدات التى تطلقها الحركات المسلحة بين حين وآخر سواء بالتصفية او غيرها من التهديدات التى تسعى الى نسف الاستقرار بالمعسكر الذى شهد الكثير من الاحداث الدموية المتلاحقة. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 2/10/2011م