الشكوى من غلاء (قفة الملاح) والعطالة أمر لا خلاف عليه. والتعبير عن تلك الشكوى بالصوت العالي أو التظاهر في بري بولاية الخرطوم او سوق الأوراق المالية بنيويورك (وول ستريت) او امام 10 دواننج ستريت في لندن شيء معتاد ولا غبار عليه فهو ظاهرة عالمية هذه الأيام وليس محلية سودانية فحسب حتى تثير غضب هذا أو زعل ذاك كما حدث بين الدكتور نافع والأستاذ نقد قبل يومين .. وهما رمزان سياسيان لهما احترامهما. ان قفة ملاح السيد الوالي عبد الرحمن الخضر غالية والحال كذلك في ولايات أخرى الا ان (السوابق) علمتنا ان نسأل: وماذا في (قفة المعارضة) بشكل عام ذلك انه ليس بكاف أن يعلن البعض (الجهاد المدني) ولا أن يضع الشعبي والشيوعي رأسيهما في (قفة واحدة) جأرا بالشكوى من غلاء قفة الملاح وغيرها .. حيث لابد ان يكون هناك بديل واضح لما يشكو منه البعض ألان من غلاء وعطالة وهما حالة ليست سودانية فحسب كما قلنا وإنما عامة وتتداخل مفرداتها ومكوناتها عالماً وإقليميا فضلاً عن محليات بعد العولمة وزوال الحدود وانفتاح السماوات والاقتصاد الحر..؟ العالم صار قرية كما يقولون..! بعد الثورة قي 21 أكتوبر 1964 وقد رحل نظام الفريق عبود وحلت محله حكومات السيد سر الختم الخليفة والحكومات الحزبية المتخبة لم تكن (قفة الملاح) بأفضل منها على عهد الفريق عبود فكانت الاحتجاجات النقابية والاعتصامات والتظاهرات هي سيدة الموقف حتى انتهي الحال الى ما انتهي اليه بعد اقل من خمس سنوات شأنه بعد الانتفاضة في رجب – ابريل 1985 حيث كان الحال كسابقه أي (قفة الأحزاب) لم يكن بها غير حكومات ائتلافية قصيرة الآجل وقليلة المردود لغياب الخطة والإستراتيجية وما يجتمع او تلتقي حوله القيادات. ورب قائل ان الحال الأن أسوأ منه في السابق وذلك بالنظر إلى ما عليه أحزاب المعارضة اليوم وهي (اشياء اشتات....!) وتناقضات ولا نكاد نجد ما يجمع بينها .. فلئن كانت الشكوى الان من غلاء قفة الملاح وهو أمر مشروع فان السؤال عن (ماذا في قفة أحزاب المعارضة ؟) سؤال في محله ومشروع ومطلوب ايضاً حتى لا نتوه .. ونغرق في ما كنا فيه منذ عقود..!