لازالت الحكومة في اعلي مستوياتها تتحدث عن ضرورة تسهيل ضمانات التمويل حتي يصل للفئات الضعيفة رغم ان تجاربها في بنك الأسرة الذي لم يكمل عامة الرابع بعد حقق نجاحات مدهشة بتمويله للفقراء الذين كانوا أكثر حرصا علي إنجاح مشروعاتهم كما كانوا أكثر حرصا علي تسديد التمويل قبل انتهاء فتراته. ومثلما حقق بنك الأسرة نجاحا كبيرا فقد حققت مؤسسة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم نجاحا غير مسبوق ومع تنوع مشروعاتها التي امتدت الي إطراف الولاية كان لها في كل حي من إحياء الولاية نموذج ولذلك فان الحكومة ان كانت تبحث الأسرة ومؤسسة التنمية الاجتماعية. والحديث عن تسهيل ضمانات التمويل لم يبدأ هذا العام وإنما بدأ قبل عدة سنوات ونائب الرئيس وقتها الاستاذ علي عثمان محمد طه يبشر في زيارته لولاية نهر النيل ببنك الاسرة وهو يقول إننا نتطلع ان يكون شيخ الحلة ورئيس اللجنة الشعبية بالحي هما الضامنان لكل طالب للتمويل وراغب في زيادة الإنتاج. وتجربة تمويل الفقراء بدأها أستاذ الاقتصاد بالجامعات البنغلاديشية احمد يونس الذي انشأ بنك جرامين بعد ان شاهد عددا من الفقراء يقترضون مبالغ صغيرة من المال من بعض التجار ويردونها إليهم مضاعفة انشأ احمد يونس بنك جرامين الذي اخرج عشرات الآلاف من الأسر البنغلاديشية من حالة الفقر الي حالة اليسر والكفاية. والحديث الدائر الآن عن تسهيل ضمانات التمويل يجب ان يركز علي تجاربنا في هذا المجال وهل المشكلة في الضمانات او نوعية المشروعات التي يختارها الإفراد وفي تجربة بنك الأسرة رغم نجاحها الكبير لوحظ ان كثيرة من المتقدمين للحصول علي تمويل كانت مشروعاتهم تميل لتمويل شراء سيارات النقل الصغيرة (أمجاد) والركشات. ورغم النجاح الذي يمكن ان يحققه تمويل مثل هذه المشروعات إلا ان إضافته للاقتصاد الكلي ضعيفة ولذلك من الأفضل ان نركز علي تمويل مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني وان ننشئ مؤسسات تساعد الباحثين عن التمويل عن مشروعات حقيقية حتي لا يتركز التمويل في مشروعات اعاشية فقط. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 16/10/2011م