عاد السودان مرة أخرى إلى مربع اتهامه والافتراء عليه بقضايا الرق، فبعد أن فضحت الأيام والوقائع أكاذيب منظمة التضامن وغيرها، عاد مرة أخرى صناع المؤامرات لتهييج الرأي العام العالمي ضد السودانيين بتهم ممارستهم للرق بحق بعض القوميات السودانية. هذه المرة تعود في توقيت متزامن للصعود إلى سطح المسرح قضية ميندي ويشهد أحدهم في الكونجرس قبل نحو أسبوع بأنه كان مسترقاً وأنه تعرَّض للتعذيب حتى فقد بصره ، المسترق الضحية يتحدث الألمانية والإنجليزية بطلاقة رغم زعمه بأنه استرق في حظيرة للأغنام . قبل نحو شهر أو يزيد قليل أُعلن في لندن عن بدء عروض مسرحية العبدة..سؤال في الحرية Slave – A Question of Freedom لتعود إلى دائرة الضوء قصة وحكاية كتاب العبدة Slave لمندي ناظر بإشراف دميان لويس قبل عدة سنوات وأعلن أن المسرحية ستُعرض على مسرح Riverside Studios بلندن من 6 سبتمبر حتي 10 أكتوبر 2011 ووفقاً للإعلان فإن المسرحية يفترض بها أن تروي قصة مندي ناظر التي هربت من " العبودية" بالسودان عام 2000 م لتواجه مشاكل اللجوء في لندن من خلال الحكي, الموسيقي مع الرقص و الغناء التي تحتفي بثقافة وروح مندي التي لا تقهر في مواجهة المحن حسب تعبير الإعلان. قصة ميندي أثبتت المراجعات القضائية والتحقيقات عدم صحتها بالكامل ولعب الأستاذ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي دوراً بطولياً في كشف زيف ذاك الافتراء والذي كسب بمقتضاه قضية في مواجهة الصحافة البريطانية وآلة الإعلام الإنجليزي الذي تراجع صاغراً ، كان يومها الأستاذ الكرنكي ملحقاً إعلامياً باهر الأداء والتجربة، ومن عجب أنه وفي ظل تصاعد الهجمة الإعلامية على السودان تتجه الدولة لتقليص الميزانيات المخصصة للإعلام !! الثابت أن مشروع تشويه صورة السودان بمزاعم الرق قد بدا في النشاط مرة أخرى فقد أعاد جوزيف وينتر عبر بى بى سي أون لاين أطرافاً من قضية ميندي عبر استعراض لكتاب حياتي في ظل الرق" عادت فيه المرأة للقول بأنها قضت ثماني سنوات من حياتها في الرق بعد أن اختطفت من جبال النوبة بالسودان. تقول ميندي إنها كانت في الثانية عشر من عمرها حينما استهدفها تجار رقيق عرب أغاروا على قريتها في إحدى الليالي، حيث انتزعوها من أسرتها لتبدأ حياة العبودية بعيداً عن أهلها في الخرطوم شمالاً. وبالطبع لم تنسَ البى بى سي أن تذكر بأن تقريراً لمعهد ريفت فالي، الذي يتخذ من شرق إفريقيا وبريطانيا مقراً له ذكر أن أكثر من 11 ألف شخص تعرضوا للاختطاف على مدار 20 عاماً من الغارات التي تستهدف جلب الرقيق في السودان ولا يذكر مشروع تشويه صورة السودان بأكاذيب الرق إلا وكانت البارونة كوكس حاضرة والتي بدأت حياتها -وفق متتبعي سيرتها- ممرضة كرَّست حياتها للعمل الطوعي قبل أن تنال من الملكة إليزابث لقب بارونة، تقديراً لجهودها في العديد من مناطق العالم. كوكس زارت السودان عدة مرات (كثير منها غير معلن وفي مناطق خارج سيطرة الحكومة) فأجزلت لها السلطات البريطانية العطاء عبر الأوسمة والدكتوراه الفخرية في بريطانيا ثم اختيرت كراعية لجامعة بورتموث ووفقاً لموقع ومقالات في (وجهات نظر ) فقد ( بدأ اهتمام كوكس بالسودان حين كان ابنها يعمل ضمن برنامج إنساني لرعاية اللاجئين الإريتريين ، وفي إحدى رسائله لها شكا من نقص شديد في عدد الممرضات، وعندئذ قررت التوجه إلى هناك مع فريق من الممرضات الإنجليزيات المتطوعات، حيث عاشت ثلاثة أشهر في منطقة «حمرة الوز» تؤدي واجبها حتى نقلت نشاطها بعدئذ إلى مدينة الأبيض . والمصدر نفسه يقول عن اهتمامها بمشكلة الرق، فكان عبر قراءتها كتاباً مهماً عنها بالإنجليزية بعنوان «الرق في السودان» من تأليف الدكتور على بلدو والدكتور عشاري، وكلاهما يعمل ضمن هيئة التدريس بجامعة الخرطوم وقد زعمت كوكس أنها حررت عدداً من العبيد المفترضين حسب رؤيتها بالطبع وإنها كانت شاهدة عيان على تحرير 320 طفلاً وامرأة، وأنها التقت بهم وبالسماسرة الذين تولوا مهام التسوية ودفع مبالغ الفدية للخاطفين. وقد اتضح لاحقاً أن هذه المشاهد مفبركة وتم الدفع فيها لأطقم ممثلين ومؤدي مشاهد !!! الجديد في قضية الرق هذه المرة أن بداية الهجمة تنطلق الآن من الكونجرس الأمريكي الذي حسب المتعارف عليه يقوم بأعماله من خلال لجان واللجان الدائمة في مجلس النواب 22 لجنة وفي مجلس الشيوخ 16 لجنة وهذه اللجان هي لجان دائمة كما توجد أيضاً لجان مشتركة بالإضافة إلى لجان خاصة تكون حسب الحاجة إليها لمناقشة مسائل بعينها. ومن خلال اللجان الدائمة يتم تشكيل العشرات من اللجان الفرعية. وتعد لجنة الاعتماد بمجلس النواب أهم وأكثر اللجان نفوذاً وشهرة في الكونغرس لأنها هي المختصة بالاعتماد الكونغرس الأمريكي كان مكاناً لتقديم مشهد غريب حافل بالطرافة فقد استمع في جلسته التي انعقدت في الرابع من أكتوبر الحالي ( قدمت بعض المنظمات الشاب الجنوبي ليتحدث عن قصته وقصة استعباده وكيف فقد نظره) إلى صبي يدعى دينج كير باعتباره أحد ضحايا عمليات الرق في السودان وبعد الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس الأمريكية عن العبودية في السودان أمرت إدارة الهجرة بترحيل شاب من جنوب السودان إلى وطنه الأم ليتدخل مجلس الكنائس العالمي يطلب من الكونجرس السماح له بالإقامة لمدة ستة شهور لإجراء عملية جراحية وشرطة الهجرة توافق على ثلاث أشهر فقط القصة التي أثارت انتباه السودانيين في المهاجر عبر مواقع الحوار الإلكتروني زعم فيها دينج أنه تم استعباده قبل 15 عاماً وأن بعض الشماليين تسببوا في فقدانه بصره بعد أن وضعوا له (الشطة) في عينيه. الضحية المحرر قال لقناة فوكس الأمريكية بعد أن تم إجراء عملية جراحية ناجحة لإعادة نظره ... إن أمنية حياته أن يعود إلى السودان ليُحرر أمه من الاستعباد ويحرر جميع الرق في السودان. وتمضي الشهادة إلى أنه تم استعباده واستعباد أمه حيث كان ينام في حظيرة للأغنام وأن الشماليين الذين استعبدوه أرغموه على تغيير اسمه وأجبر على اعتناق الإسلام حيث لم ير الكنيسة إلا بعد أن سار حافياً من الشمال إلى الجنوب. وقال إن هناك الكثير من أمثاله ما زالوا مستعبدين في السودان وأنه استعبد لدرجة إرغامه على الحديث باللغة العربية وأن والدته كانت تعلِّمه لغة الدينكا سراً ( نقل الإفادات حسب رواية أحد المدونين بموقع سودانيز أون لاين ) وسرد كيفية وضع (الشطة) في عينيه الأمر الذي أفقده بصره حتى عثر عليه رجل يدعي بخيت حاول علاجه بدون فائدة . وقال دينج للكونجرس الأمريكي إن هناك الكثير في السودان في انتظار لحظة تحررهم من العبودية وطلب من الكونجرس أن يعملوا على تحرير إخوانه وأخواته المستعبدين في شمال السودان. ووفقاً لنقل المدون سمير إبراهيم فإن دينج تحدث أمام الكونجرس بلغة الدينكا وطلب مترجم، وأمام كاميرات التلفزيون اتضح إنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة والألمانية أيضاً!! إن شهادة دينج فيما يبدو إنما هي وصلاً لشهادات لأسماء وشخصيات أكبر، سودانيون اتهموا بلادهم بكل الموبقات فقد شهد ياسر عرمان أمين عام الحركة الشعبية قطاع الشمال أمام إحدى اللجان الفرعية في الكونغرس الأمريكي إن المؤتمر الوطني هو جماعة فاشية عازمة على فرض مذهبها الفكري باسم الإسلام، والإسلام السياسي عندهم مجرد أجندة يتوسلون بها للبقاء في السلطة بالحديد والنار والدم وقد سبقه الوزير السابق لوكا بيونق الذي خاطب إحدى اللجان الفرعية بالكونغرس وقال إن الجيش السوداني يقوم بارتكاب جرائم حرب في أبيي وإبادة جماعية في جنوب كردفان. لوكا خاطب اللجنة بصفته رئيساً لمنظمة تسمى كوش السودانية الأمريكية! نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 17/10/2011م