الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    محسن سيد: اعدادنا يسير بصورة جيدة للقاء انتر نواكشوط    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التزوير والكذب وتلفيق التهم ضد الشمال بدأ عام1955 (2- 2 )
نشر في السوداني يوم 29 - 05 - 2012

هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
مسئول جنوبي: افتداء حرية الرقيق نشاط ابتزازي تمارسه مافيا متعددة الابعاد
بونا ملوال للبارونة كوكس: آمل ان تتوقف هذه اللعبة.. وأن تقلعي عن هكذا نشاط.
نيويورك تايمز: "الجيش الشعبي يمارس القتل والاغتصاب والسلب والنهب
قدمنا لهذا الموضوع في الجزء الاول منه بتلك البرقية التي زورها احد الجنوبيين باسم الزعيم الازهري عام 1955 وزعم فيها ان رئيس الوزراء طلب من الاداريين الشماليين في الجنوب اضطهاد الجنوبيين ثم وزعها على نطاق واسع فكان ما كان. واوردنا كيف ان الحركة الشعبية واصدقاءها فبركوا جريمة بيع الرقيق وكيف انها انطلت على المجتمع الدولي ولم تكتشف الا بعد ان ادت غرضها
ونستكمل هنا بان الجنوبيين سيكتشفون قبل الشماليين حجم الجرائم والاكاذيب التي ارتكبها قادتهم وزعماؤهم ليس ضد ابناء الشمال فقط بل ايضا في حقهم وحق الانسانية.
النسخة الجديدة من تلك التراجيديا يجسدها حاليا سلفاكير وباقان اموم ورياك مشار وتعبان دينج وياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار مدعومين بحملة واسعة في الغرب توفر المال والسلاح والغطاء السياسي لتدمير دولة السودان واقامة ما يسمونه السودان الجديد على انقاضها. وفي سبيل ذلك ارتكبوا ابشع الجرائم ضد كل من وقف في طريقهم ومارسوا القتل والتنكيل والابادة الجماعية وتدمير البنى التحتية بشكل منظم كما حدث في هجليج ويحدث في القرى الحدودية المتاخمة للجنوب.
في يوليو عام 2000 سرب القيادي السابق في الجيش الشعبي لتحرير السودان أليو اييني اليو Aleu Ayieny Aleu وهو ضابط كبير في جيش الحركة الشعبية. واصبح فيما بعد رئيسا لمنظمة OSIL التي تعمل في ازالة الالغام في الجنوب رسالة الى وسائل الاعلام الغربية جاء فيها ان" استرداد وافتداء حرية الرقيق خدعة ظلت مستمرة لما لا يقل عن ست سنوات". وانها " نشاط ابتزازي تمارسه مافيا ابعادها متعددة". وان "احد اقاربه يدعى اكيك تونج ليو Akec Tong Aleu برتبة نقيب في جيش الحركة الشعبية قد تم اكراهه بسبب لون بشرته الفاتح من قبل رؤسائه في حركة التمرد ليلعب دور تاجر رقيق عربي"أي شمالي".
اكيك هذا اصبح فيما بعد حسب ما اورده محرر الواشنطن بوست كارل فيك Vick في تقرير له بتاريخ 11/1/ 2011 من الجنوب اثناء تغطيته للاستفتاء "اصبح حاكما لمنطقة جنوب التونج في ولاية واراب.(وقد لعب بحكم منصبه(والكلام لكارل فيك) دورا بارزا في استفتاء انفصال الجنوب". وهو ما زال في منصبه وقد نقلت عنه شبكة اذاعة الكاثوليك في السودان تصريحات صحفية في الشهر الماضي
شهادة شاهد من اهلهم
شهادة أليو أكدتها عدة اطراف غربية منها الكاهن كارل بومباي الذي عمل لفترات طويلة في جنوب السودان وافاد بان قيادات في الجيش الشعبي لتحرير السودان منهم دكتور سامسون كواجي Samson Kwaje اوضحوا له في شهادات صريحة أن "أولئك الأطفال والنساء تم تدريبهم على الكيفية التي ينبغي ان يتصرفوا بها امام الكاميرا. ولقنوا قصصا يقومون بحكايتها" لوسائل الاعلام والمنظمات العالمية".
صحيفة الواشنطن بوست كتبت تعلق على هذه الاعترافات بقولها " هذا الوصف يتوافق مع ما قدمه مسئولون سودانيون وغربيون يعملون في منظمات اغاثة عن ان الاموال التي تتدفق على جنوب السودان جعلت الاحتيال باستخدام مزاعم الاسترقاق نشاطا محموما". وانه "وفقا للعديد من الشهادات ان قيادات من حركة التمرد متورطون بشكل واسع في عمليات الاسترداد الاحتيالية".
صحيفة ذا آيريش تايمز اوردت ان قائدا في الحركة الشعبية جمع من أموال الاحتيال ما مكنه من امتلاك أربعين زوجة. وأن آخرين في الجيش الشعبي شيدوا حسب ما توفر من معلومات منازل ومولوا عمليات تجارية من نصيبهم من تلك الاموال".
وتمضي ذا آيريش تايمز قائلة ان " الحيرة تملكت العاملين في مجال الاغاثة وبدا لهم من غير معقول وليس منطقيا ان يتمكن عشرات الالاف من المدنيين من عبور خطوط التماس من الشمال الى الجنوب اذا كانوا مختطفين بشكل جماعات دون ان تكتشفهم قوات الحكومة وتعيدهم للشمال. كيف أن العاملين في الاغاثة شمال خط المواجهة على جبهة القتال لم يلحظوا تحركات اناس بأعداد كبيرة قادمين من الشمال كالتي ظهرت في الصور باتجاه الجنوب. اضافة الى ان زملاءهم في مراكز الاغاثة في الجنوب لم يتلقوا طلبا للحصول على مزيد من الطعام او الدواء لاولئك الرقيق العائدين الذين استردت حريتهم مما يعني أنهم لم يأتوا من الشمال ".
وتختتم الصحيفة احد تقاريرها قائلة "ببساطة لم يكن ما يحدث مقنعا لمن هم على ارض الواقع. ورغم كل هذا لم يثر مجرد سؤال أو تشكيك في ما يقال.. لقد ظلت الدولارات تتدفق واسترداد حرية الرقيق المزعوم تتواصل".
مِهَنِيَّة عالية في تلفيق الاكاذيب
اصبح موضوع استرداد حرية الرقيق وافتدائهم من تجار استرقاق عرب مزعومين بعد ما انكشفت الخدعة للرأي العام الغربي مدعاة للحرج . ففي أواخر عام 1994 نشر فرع منظمة هيومان رايتس ووتش الافريقي ومشروع حقوق الطفل التابع لها تقريرا بعنوان الجنود الاطفال والاطفال فاقدو الأبوين في جنوب السودان Child Soldiers and Unaccompanied Boys in Southern Sudan. بعد زيارة لتقصي الحقائق شملت السودان واوغندا وكينيا وثقت فيها المنظمة استخدام واساءة استخدام جيش الحركة الشعبية لاطفال جنوبيين بعضهم في سن السابعة . وأكدت "أن الآلاف منهم كانوا محتجزين في معسكرات للجيش الشعبي في أثيوبيا. وفي أماكن اخرى". وجاء في تقرير المنظمة ان " الوضع في بعض تلك المعسكرات يدمي القلب. لا مدارس ، لا خدمات صحية، رعاية متواضعة، ملابس ممزقة، امراض وطعام قليل "the conditions in some of these camps have been described as 'heartrending': no schooling, no hygiene, few caretakers, ragged clothing, disease and little food."
وفي بيان صحفي وزعته في سبتمبر عام 1995 أشادت المنظمة بصحيفة ذا ايرش تايمز وقالت أنها هيأت المسرح لفضح الطريقة التي تم بها تقديم موضوع شراء حرية الرقيق للمجتمع الدولي. مضيفة ان الخدعة تصلح لإنتاج دراما إنسانية بالغة التاثير. سلسلة من النساء والاطفال يخرجون من الغابة الافريقية. يتقدمهم تاجر رقيق يرتدي زي رجل عربي.. امامهم يجلس رجل مسيحي ابيض عند قدميه حقيبة محشوة بالنقود..يحتشد الموكب تحت شجرة ظليلة . يدور حوار ومساومات . يتم تسليم وتسلم الثمن نقدا.. يومئ تاجر الرقيق برأسه ، يصبح الرقيق احرارا. فتنطلق صيحات الفرح ابتهاجا بلم شمل الأسر ..ها قد تنسموا أخيرا عبير الحرية"ثم تختتم بقولها" من ذا الذي لا تختلج كوامنه لمشهد كهذا يثير العواطف ؟
"The slave redemption makes for powerful human drama. A line of women and children emerges from the African bush. A slave trader(walking) in the front, wrapped in a white robe of an Arab. And before them, waiting with a bag of money at his feet, is a white, Christian, man. The procession halts under the shade of a tree. There is discussion, then money changes hands. Suddenly the trader gives a nod, the slaves walk free and there are cries of joy as families are re-united. Freedom at last . Who could fail to be stirred by this emotional sigh?
كذبة شراء حرية الرقيق التي حظيت بدعاية واسعة في وسائل الاعلام العالمية حركت قلوب وجيوب الملايين عبر العالم. وبصفة خاصة في الولايات المتحدة الامريكية الخدعة انطلت علي الجميع. تدافع المشاهير والسياسيون للتبرع بملايين الدولارات . وقيد بعضهم انفسهم بالسلاسل معتصمين أمام السفارة السودانية في واشنطن غضبا واحتجاجا على ما شاهدوا . نجوم البوب اقاموا سهرات مجانية لصالح فك اسر الرقيق المزعوم وتبرع تلاميذ المدارس بوجبة افطارهم".
منظمة التضامن تشارك الحركة في بيع الجنوبيين
هكذا ضحكت الحركة الشعبية وشركاؤها في مشروع اقامة السودان الجديد على العالم وارتكبت جريمة في حق ابناء شمال السودان من تسميهم العرب والمسلمين ومازالت فصولها مستمرة في جنوب كردفان وفي الكونجرس الامريكي ودهاليز اللوبيات الصهيونية.
منظمة التضامن المسيحي كانت تسلم الحركة في هذه المسرحية المطبوخة ما لا يقل عن 300 الف دولار كل اسبوع في مواقع مختارة بعناية يرتب لها داخل الغابة . ثم يتم تقسيم المبلغ باعطاء من يمثلون دور الرقيق والتاجر المزعوم مبلغا زهيدا ويذهب نصيب الاسد للجيش الشعبي وكبار المسئولين فيه.
تقول صحيفة ذا ايرش تايمز التي قادت حملة كشف جريمة اتجار الحركة الشعبية بالبشر ومحاولة الصاقها بالشماليين وبالحكومة السودانية "ان الجيش الشعبي كان يدير العملية برمتها. ويوفر عمليات الاتصال والنقل والمترجمين في سرية تامة .هذه السرية جعلت من الصعوبة على الذين خارج الدائرة معرفة حقيقة ما يحدثThe entire operation is" controlled by the SPLA, which provides communications, transport and interpreters, and it is conducted in great secrecy..This makes it extremely difficult for outsiders to drop in unannounced on redemption."
الأب ماريو ريفا Mario Riva منصر ايطالي كان يدير أبرشية تابعة لكنيسة روما في الجنوب وقد مكنه وجوده بين الجنوبيين لعشرات السنين إتقان لهجاتهم المحلية . ريفا ابلغ ذا ايرش تايمز انه كان شاهد عيان في أواخر التسعينات على واحدة من عمليات استرداد الرقيق المفبركة هذه بالقرب من قرية ماريل باي Mariel Bei وانه رأى بأم عينية جون ايبنير ممثل منظمة التضامن المسيحي يقف تحت شجرة وسط مجموعة من الرقيق المزعومين كان يعرف عددا منهم بأسمائهم لانهم من اتباع أبرشيته.
يروي ريفا أن ايبنير كان يسأل الشخص . هل كنت في الاسترقاق؟ فيقوم المترجم الذي يتبع للحركة الشعبية بتوجيه السئوال على النحو التالي" هل قاسيت من ويلات الحرب ؟ فيجيب القروي بنعم مستخدما عبارات قوية تظهر في تعابير وجهه.. عندها يلتفت المترجم إلى ايبنير ويبلغه أن هذا الشخص قال" إن العرب قد اختطفوه وأساءوا معاملته وهو ممتن لمنظمة التضامن المسيحي التي أنقذت حياته The man had been abducted by Arabs, treated inhumanely and was grateful to CSI for saving his life.
ذا ايريش تايمز كشفت تورط البارونة كوكس ومنظمة التضامن المسيحي العالمية التي ترأسها ويمثلها القس جون ايبنير الذي يظهر في هذه الصور في جريمة تضليل المجتمع الدولي والصاق تهمة الاتجار بالبشر)بالعرب المسلمين في شمال السودان) كما يتكرر في كتاباتهم .
احضار الاطفال من مخيمات التغذية
اوردت الصحيفة في احد تقاريرها نقلا عن ممرضة تعمل في وكالة اغاثة اوروبية كانت شاهدة في اواخر عام 1999 على واحدة من عمليات شراء حرية الرقيق المزعومة قولها"رأيتهم وقد احضروا الاطفال الذين يراد شراء حريتهم من الاسترقاق تحت شجرة ظليلة . . عرفت اثنين منهم باسمائهم. فقد جيئ بهم من مخيم التغذية الذي نشرف عليه. فما زال سوار المركز حول معصميهما.. كما ان مسئول الشئون اللوجستية في المخيم تعرف على الشخص الذي لعب دور العربي (تاجر الرقيق) وهو من ابناء الاقليم. ويعمل مع منظمة تابعة لحركة التمرد تدعى الاتحاد السوداني للاغاثة واعادة التاهيل "They brought the kids to be redeemed to a clearing under the tree. I knew two of them by name. They were wearing our [feeding centre] bracelets. And the logistician recognized the Arab guy as someone from the district who worked with the SRRA [the Sudan Relief and Rehabilitation Association, the rebels' relief-coordination wing]."
انيت فيبر طالبة دكتوراة وناشطة في مجال حقوق الانسان افادت بانها عندما كانت تعد لدراستها في الجنوب في عام 1999 حصلت على دليل يؤكد ان المسئولين في حركة التمرد يستدرجون الاباء والامهات باقناعهم لاحضار ابنائهم ليلعبوا دور المخطوفين لتضخيم العدد امام الزائرين واقناعم بالمشاركة في افتداء حرية هؤلاء الاطفال.
مسرحية حبكت فصولها بذكاء بالغ واتقان تام لم يحدث له مثيل. فقد استطاعت الحركة الشعبية واصدقاؤها في المنظمات الغربية الضحك على العالم وابتزازه على مدى ست سنوات كاملة دفع ابناء شمال السودان ثمنها اشانة سمعة واتهامات تحولت الى عقاب وحصار ما زال مستمرا.
صحيفة الواشنطن بوست علقت على شهادة فيبر مؤكدة تطابق هذه المعلومات مع ما ادلى به مسئولون سودانيون وغربيون يعملون في مجال الاغاثة فقالت ان " تفشي الاحتيال معترف به من قبل كبار المسئولين في حركة التمرد "prevalent fraud is acknowledged by senior rebel officials". واوردت من هؤلاء المسئولين اسم الدكتور جستين ياك الذي قالت انه اعترف بان الجيش الشعبي اشترى الاف الجالونات من الوقود و27 عربة لاندكروزر والالف الملابس العسكرية من عائدات خدعة شراء حرية الرقيق.
اما صحيفة الايكونومست ذائعة الصيت فقد كانت اكثر جرأة فقالت " انهم اكثر من مجرد عصابة مسلحة من الدينكا.. تمارس القتل والنهب والاغتصاب. حقدها وعدم اكتراثها على اناس يفترض انها تقوم بتحريرهم "little more than an armed gang
of Dinkas ...killing , looting and raping. Its indifference, almost animosity, towards the people it was supposed to be "liberating" was all too clear.
الجيش الشعبي ..اغتصاب وقتل وسلب ونهب
ومثل الايكونومست والواشنطن بوست انتهت صحيفة نيويورك تايمز الى خلاصة مفادها ان "الجيش الشعبي تصرف كجيش احتلال، يمارس القتل والاغتصاب والسلب والنهب. يقوده احد اشهر امراء الحرب السودانيين (في اشارة واضحة الى الدكتور جون قرنق) The SPLA "[H]ave behaved like an occupying army, killing, raping and pillaging .. and was led by one of Sudan's "pre-eminent war criminals".
ماريو مور مور Mario Muor Muor مسئول سابق في الحركة الشعبية من الذين استيقظت ضمائرهم ، افاد في مقابلة اجريت معه في اكتوبر عام 2001 ان عددا من الجنوبيين الذين كانوا يرافقون جون ايبنير مسئول منظمة تضامن المسيحية العالمية معظمهم مسئولين في الحركة الشعبية. وانهم متورطون في عمليات خدعة شراء حرية الرقيق. اي انهم ارتكبوا جريمة الاتجار بالبشر.
انها جريمة خطيرة كل الادلة متوفرة بحق الذين ارتكبوها ولن يتسع هذا المكان لايراد كل تفاصيلها ولا بد من تقديم الذين دبروها وشاركوا فيها امام القضاء ونختتم هنا بشهادة رجل عرف بمصداقيته وتجرده وله احترامه في شمال وجنوب السودان. انه الدكتور بونا ملوال الذي سمعته ذات يوم وانا صحفي مبتدئ (1976) في اول لقاء له مع الصحفيين بعد تعيينه وزيرا للاعلام في عهد الرئيس جعفر محمد نميري يضرب على طاولة الاجتماعات في مكتبه بحدة مقاطعا احد الزملاء الذي بدأ حديثه بالانجليزية قائلا بغضب "لغة الدولة الرسمية هي اللغة العربية وعليك ان تتحدث في هذا الاجتماع بالعربية".
بونا ملوال يكشف اكاذيب البارونة
بونا ملوال وجه عام 1999 رسالة خطية الى البارونة كوكس عارض فيها مزاعمها بافتداء حرية رقيق في السودان. وجاء في رسالته مخاطبا كوكس" لقد زرتي اقليم تويك (في بحر الغزال) على الاقل ثلاث مرات دون ان تحصلي على اذن من السلطات المحلية هناك مستخدمة السادة استيفن وندو ومارتن اوكيروك (من الحركة الشعبية) كجهة مرخصة سمحت لك بذلك. وفي كل مرة تقولين انك تاتين لشراء حرية رقيق. وانك قمت بذلك فعلا. الا ان الامر لم يكن كذلك في اي من تلك الزيارات.
زيارتك الاخيرة كانت في شهر اكتوبر عام 1999 عندما هبطت في ماين ابون Mayen Abun دون ان تخبري ولو من باب الاحترام حتى ممثل المحلية.. أعرف انك تاتين للادعاء وربما لجمع الاموال بانك تقومين بشراء حرية رقيق في ماين ابون لكن شيئا من هذا لم يحدث. انني آمل وبكل اخلاص ان تتوقف هذه اللعبة.. وآمل مخلصا ان تدركي مدى الضرر الذي يمكن ان يقع.. وأن تقلعي في المستقبل عن هكذا نشاط .
"On at least three different occasions, you have come into Twic County without the permission of the local leadership, using Messrs Stephen Wondu and Martin Okeruk [SPLA officials] as your license to do so. You then say each time that your mission was to redeem slaves and that indeed you have done so, when in each instance this had not been the case. The latest episode was in October [1999] when you landed at Mayen Abun without even the courtesy of informing the local area representative ....I know that you have put out for propaganda, and maybe for fundraising purposes as well, that you redeemed slaves at Mayen Abun in October when nothing of the sort happened. I sincerely hope that this type of game stops...I sincerely hope that you do see the harm that could be caused and that you will refrain from this activity in the future
مسئولية حكومة السودان
الذين يبحثون عن عذر لاولئك الغربيين يبررون فعلتهم بانهم ما كانوا يتحدثون لهجات القبائل في جنوب السودان وربما يجهلون ابسط الكلمات العربية. فهم يعتمدون في ما يتلقونه من معلومات على مترجمين توفرهم الحركة الشعبية. وهو تبرير لا يسنده منطق. فهل كانوا سذجا وحمقى الى هذا الحد؟ الم يراودهم الشك في كيفية نقل الاف الاشخاص عبر جبهة القتال دون ان يراهم احد؟ لماذا يظل هؤلاء الاطفال والنساء وقد تم تحريرهم واجمين لا تبدو على وجوههم فرحة العودة لاهاليهم وقراهم؟ ولماذا لم ينتقل من شاركوا في هذه الجريمة الى الجانب الاخر (في شمال البلاد) ليسألوا عن تاجر الرقيق هذا الذي يستطيع ان يجمع في كل مرة مئات الاطفال والنساء دون ان يعترضه احد؟ وكيف يقود كل هذا العدد فيسيرون خلفه منقادين كقطعان الغنم دون حراسة فلا يهربون فرارا بجلودهم طالما انه يسير امامهم ولا يعرفون الى اين يقودهم؟
هذه الاسئلة طرحتها اكثر من جهة وعدم الاجابة عليها يجعل منظمة التضامن المسيحي والبارونة كوكس والصحفيين وغيرهم من الذين ارتكبوا هذه الجريمة بحق السودان والسودانيين وضحكوا على المجتمع الدولي عرضة للمساءلة القانونية. فالمعلومات متوفرة والشهود ما زالوا على قيد الحياة او معظمهم .ومن واجب الحكومة السودانية ممثلة في وزارة العدل والناشطين في مجال حقوق الانسان اعادة فتح ملف عملية شراء حرية الرقيق المزعومة وتقديم المسئولين عنها للقضاء فقد صدقها العالم وناصب السودان العداء ومازال بسببها.
فجريمة الاتجار بالبشر لا تسقط بالتقادم. كما ان الضرر الذي لحق بسمعة السودان والسودانيين من اكاذيب الحركة الشعبية ومنظمة التضامن المسيحي العالمية والبارونة كوكس وجون ابنير وادعائهما بوجود تجارة رقيق يقوم بها شماليون يبيعون ويشترون الجنوبيين ما زال قائما. ويقع على الحكومة تبرئة ساحتها وساحة مواطنيها للتاريخ ولمصلحة اجيالنا القادمة.
*
تعليق االصور
3 عشرات الاطفال اتقنوا لعبة الاسترقاق خلف اكيك تونج تاجرالرقيق المزعوم
4 ممثل منظمة تضامن يسأل والمترجم يغير السؤال والاجابة
لمزيد من المعلومات تصفح على الانترنت:
*الانفكاك من اسر العبودية "Out of Bondage"/ نيوزويك 3مايو1999
* البارونة التي حررت الرقيق "Baroness Who Frees the Slaves" مجلة تايم النسخة الاوروبية 26 يوليو2001
*ذا دينيفر بوست" صليبيون متحمسون يحظون بالدعم والتاييد"Youthful Crusaders Get Boost" 2مارس 1999
* " تقرير لجنة تقصي الحقائق الكندية 'Human Security in Sudan: The Report of a Canadian Assessment يناير 2000
*خدعة الرقيق الكبرى"The Great Slave Scam" ذا ايريش تايمز 23 فبراير 2002لزمن كهذا " "For Such a Time as This" برنامج تهكمي بثته قناة سي بي اس 16 مايو 2002 التي سبق ان انطلت عليها الخدعة فعادت وكشفت الاحتيالية والخداع الذي مارسته منظمة التضامن المسيحي والحركة الشعبية.
* الوعد الكاذب باسترداد الرقيق "The False Promise of Slave Redemption" ذا اتلانتك منثلي يوليو1999


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.